«مؤشر ساب»: التجارة العالمية تفقد زخمها

«مؤشر ساب»: التجارة العالمية تفقد زخمها

أظهر مؤشر ''ساب'' للأسواق الناشئة تباطأ نمو الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى له في تسعة أرباع خلال الربع الثالث من العام 2011؛ مما يعكس التراجع في مستويات التجارة العالمية.
وهبط مؤشر الأسواق الناشئة إلى 51.9 نقطة، مسجلا بذلك تراجعا عن 54.2 نقطة في الربع الثاني، وتعد هذه رابع أدنى قراءة له على مدار الدراسة. وأدى تباطؤ الطلب في الأسواق المتقدمة إلى تراجع الإنتاج في معظم الأسواق الناشئة التي شملتها الدراسة، وعمد المنتجون إلى تقليل الأعمال المتراكمة لديهم للحفاظ على مستويات النشاط، ويشير فائض الطاقة الإنتاجية الفائضة إلى أن تقليص الوظائف الوشيك أصبح أمرا لا مفر منه.
من جهة أخرى، أدى الهبوط الذي شهده مؤشر قطاع التصنيع في الأسواق الناشئة خلال الربع الثالث إلى إنهاء فترة النمو التي استمرت تسعة أرباع متتالية. في المقابل، شهد قطاع الخدمات زيادة في نشاط الأعمال خلال هذا الربع. وعلق ستيفن كينج، كبير خبراء الاقتصاد لدى HSBC ''أصبح واضحا الآن أن نمو التجارة العالمية قد وصل إلى ذروته في الربع الأول''. وأضاف كينج ''وقد تجاوبت الشركات في الأسواق الناشئة مع التباطؤ بتسليم طلبات الأعمال المتراكمة بمعدل أسرع من ذي قبل؛ مما ساعد على المحافظة على مستويات النشاط على المدى القريب، ولكن في غياب أي انتعاش سريع في التجارة العالمية، من المرجح أن يظهر أثر الضعف الذي كشفت عنه الدراسة الأخيرة في فقدان الوظائف في المستقبل، فقد وصل نمو الوظائف في العالم الناشئ إلى مرحلة ركود''.
وتابع كينج ''وأدى تراجع الضغوط التضخمية إلى خلق مزيد من المرونة في السياسات، ولكنه من الخطأ الحكم بأنه مع تراجع الضغوط التضخمية فإن الأسواق الناشئة على وشك طرح سياسة أخرى على نحو مماثل لتلك التي شوهدت في 2008 و2009. إذا على الأرجح لن يكون بمقدور الأسواق الناشئة تعويض الضعف الموجود في الدول المتقدمة؛ مما يعني أن وتيرة النمو الاقتصادي العالمي ستظل أدنى من 3 في المائة بشكل كبير في ما تبقى من 2011 و2012، وهو أداء مخيب للآمال مقارنة بما مضى، على الرغم من صحة الأسس الاقتصادية المتاحة في أجزاء كثيرة من دول الأسواق الناشئة''.
وشهد إنتاج قطاع الصناعات تراجعا في البرازيل والصين وسنغافورة وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتايوان، وسجل قطاع الصناعات في جنوب إفريقيا وتايوان أرقاما قياسية ملحوظة بشكل خاص من التراجع في معدلات الإنتاج، متبوعة بالبرازيل، حيث تراجع الإنتاج بأسرع وتيرة منذ الربع الأول من عام 2009. في الوقت نفسه، سجلت الصين وسنغافورة معدلات تراجع هامشية في الأولى ومتواضعة في الثانية.
جاء القطاع الصناعي في أوروبا الشرقية بوجه عام أفضل بكثير مما عليه في أسواق آسيا الناشئة خلال الربع الثالث، لكنها شهدت جميعا اعتدالا في نمو الإنتاج وسجلت روسيا زيادة هامشية فقط في نمو إنتاج المصانع.
وعلى خلفية تباطؤ الطلب العالمي، أظهرت القطاعات الصناعية في الأسواق الناشئة مستويات أقل حجما في أعمال التصدير الجديدة للمرة الأولى في تسعة أرباع، وتراجعت مستويات الطلب الخارجي في غالبية الأسواق، باستثناء جمهورية التشيك والسعودية والإمارات. ومن بين الأسواق الناشئة الأربعة الكبرى، سجلت البرازيل والهند أسرع معدلات في تراجع حجم الطلبات الجديدة، في حين سجلت الصين تراجعا هامشيا فقط.
وتراجع نمو نشاط قطاع الخدمات إلى أدنى مستوياته على مدار تسعة أرباع خلال الربع الثالث من عام 2011، مع تباطؤ معدلات التوسع في الأسواق الناشئة الأربعة الكبرى.

الأكثر قراءة