بكين: ضغط واشنطن لتحرير عملة «اليوان» سيؤدي إلى حرب تجارية

بكين: ضغط واشنطن لتحرير عملة «اليوان» سيؤدي إلى حرب تجارية

أكدت الصين مجددا أمس أن مشروع قانون من المتوقع التصويت عليه في مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع بهدف الضغط على بكين للسماح بصعود عملتها سيؤدي إذا ما تم إقراره إلى حرب تجارية ويضر بالعلاقات الأمريكية الصينية. وأدلى نائب وزير الخارجية الصيني تسوي تيان كاي بهذه التصريحات خلال إفادة صحفية، وقال تسوي أيضا: إن من شأن نشوب حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة أن يضر بنمو الوظائف الأمريكية ويعوق تعافي الاقتصاد العالمي. وسيجري الاقتراع النهائي بمجلس الشيوخ على مشروع القانون الذي يدعو إلى فرض رسوم جمركية على الواردات من الدول التي تتعمد خفض قيمة عملتها اليوم.
ويقول كثير من الاقتصاديين: إن الصين تكبح قيمة عملتها اليوان لمنح المصدرين الصينيين ميزة في الأسواق العالمية. لكن بكين تقول إنها ملتزمة بإصلاح تدريجي لسعر صرف اليوان الذي ارتفع 30 في المائة أمام الدولار منذ 2005.
وفي وقت سابق، أعرب بنك الشعب "المركزي" الصيني عن "أسفه العميق" لمشروع القانون الذي يعتزم مجلس الشيوخ الأمريكي إصداره بهدف الضغط على الصين لتحرير سعر صرف عملتها المحلية.
وأشار إلى أن هناك أسبابا عدة للخلل في ميزان التجارة العالمية وأن سعر صرف اليوان الصيني ليس السبب الرئيسي في هذا الخلل.
ويعطي القانون الجديد لوزارة التجارة الأمريكية الحق في إجراء تحقيقات بشأن الخفض المتعمد لقيمة العملات المحلية لشركاء الولايات المتحدة التجاريين. وفي حال تم تمرير قانون مراقبة أسعار صرف العملات من جانب مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو بعد التصويت على غلق باب المناقشات بأغلبية 79 صوتا مقابل معارضة 16 صوتا، سيظل في حاجة إلى موافقة مجلس النواب عليه قبل أن يصبح قانونا نهائيا. ولم يتضح بعد ما إذا كان المحافظون الجمهوريون في مجلس النواب أو الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيدعمون مثل هذا القانون من عدمه.
يقول مؤيدو هذا القانون: إنه سيكافح عملية نزيف الوظائف التي تعانيها الولايات المتحدة بسبب منافسة المنتجات الصينية التي تستفيد من الخفض المتعمد لقيمة العملة الصينية أمام العملة الأمريكية. وترفض الصين هذه الاتهامات وتقول: إن القانون سيؤدي إلى موجة من الإجراءات الحمائية التجارية التي يمكن أن تضر بالتعافي الاقتصادي العالمي.
ووصف تعليق نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية القانون الجديد بأنه محاولة "غير عادلة وغير حكيمة لجعل الصين كبش فداء للمشكلات الاقتصادية التي خلقتها أمريكا نفسها. فعلى الولايات المتحدة النظر إلى داخلها لإنعاش نموها الاقتصادي".
يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان تضغط منذ سنوات على الصين من أجل السماح بتحرير سعر صرف اليوان الصيني أمام العملات الرئيسية الأخرى في العالم. وتتمسك الصين بتحرير تدريجي لسعر الصرف، خوفا من أن تداعيات اقتصادية خطيرة في حالة التحرير السريع للصرف.

الأكثر قراءة