موقف البنوك الدائنة يلغي صفقة بيع «زين السعودية» لتحالف «المملكة - بتلكو»
أعلن تحالف شركة المملكة القابضة، التي يترأس مجلس إدارتها الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، ومجموعة بتلكو أمس أنه لن يمضي قدما في العرض غير الملزم والمشروط للاستحواذ على حصة مجموعة زين الكويت في شركة زين السعودية البالغة 25 في المائة.
يأتي هذا القرار بعد الانتهاء من عملية الفحص النافي للجهالة ومناقشته مع مجموعة زين الكويت والأطراف المعنية الأخرى، حيث قرر التحالف عدم المضي في الصفقة نتيجة لعدم الوصول إلى اتفاق مرضٍ حول الشروط والأحكام المتضمنة في العرض غير الملزم والمشروط، مؤكدا التحالف أن هذا القرار يصب في مصلحة مساهمي كل من الشركتين. وهنا يؤكد الأمير الوليد أن مصلحة مساهمي ''المملكة القابضة'' فوق كل اعتبار. وقال مصدر مطلع في ''زين الكويت'' أمس لـ ''رويترز'': إن الشركة ستمضي قدما في خطة إعادة هيكلة ''زين السعودية'' التي تمتلك فيها 25 في المائة بعد فشل صفقة بيع هذه الحصة لتحالف ''المملكة القابضة'' و''بتلكو'' البحرينية. وأضاف: إن ''زين الكويت'' كانت تخطط سابقا لضخ 700 مليون دولار في ''زين السعودية'' لإعادة هيكلتها، مبينا أن ''المبدأ ما زال موجودا لكن الأرقام قد تتغير''.
وتوقع المصدر ذاته أن تأخذ خطة إعادة الهيكلة في الاعتبار الأوضاع الجديدة للشركة، وكذلك أوضاع البيئة الاقتصادية المحيطة، مؤكدا أن ''زين السعودية'' تتمتع ''بموقع استراتيجي'' لدى زين الكويت''، إذ إن لديها ثمانية ملايين عميل من إجمالي 30 مليون عميل لدى مجموعة زين. كما توقع عدم تطبيق الشرط الجزائي على أي طرف بعد فشل الصفقة لأن أسباب الفشل ''خارجة عن إرادة الطرفين''.
وتبلغ ديون ''زين السعودية'' أكثر من 5.5 مليار دولار، بما فيها 651 مليون دولار مستحقة لـ ''زين الكويت'' وفقا لنتائج الربع الأول، في حين يتعين عليها أيضا إتمام عملية هيكلة لرأس المال لإطفاء خسائر متراكمة تبلغ 2.3 مليار دولار. وقال المصدر: إن الشرط الجزائي كان يتضمن دفع الطرف المتسبب في فشل الصفقة 22 مليون دولار.
وأرجع المصدر سبب فشل الصفقة إلى عدم الاتفاق مع البنوك الدائنة لـ ''زين السعودية''. وقال: إن البنوك الدائنة ''رفضت'' تحويل كفالة الديون المستحقة لها على ''زين السعودية'' من ''زين الكويت'' إلى تحالف ''المملكة - بتلكو''. وأضاف المصدر، أن التحالف عرض ضخ 900 مليون دولار في ''زين السعودية'' لإعادة هيكلتها لكن البنوك الدائنة اشترطت ضخ ما بين 1.5 و1.8 مليار دولار للموافقة على تحويل الكفالات وهو من أهم شروط الصفقة. وكان مصدر مطلع في ''زين'' قد قال في 18 أيلول (سبتمبر) الجاري: إن الديون المستحقة على ''زين السعودية'' المكفولة من قبل ''زين الكويت'' تبلغ 2.5 مليار دولار وتستحق في 2013.
وهنا رجع المصدر ليوضح أن ''البنوك الدائنة لديها قناعة بأن شركة زين الكويت تشغيلية من الطراز الأول وتدر أرباحا والبيانات المالية لها أفضل من الشركتين الأخريين ''المملكة وبتلكو''. وأكد أن البنوك الدائنة خشيت أن تكون قد ارتكبت خطأ كبيرا إذا وافقت على تحويل كفالة الديون من ''زين الكويت'' إلى التحالف لا سيما في ظل أجواء الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم حاليا. وتابع: ''لم تقتنع البنوك بالرد الذي أبداه التحالف بما سيفعله داخل الشركة''. وأكد المصدر، أنه من وجهة نظر البنوك فإنه إذا تم ضخ مبلغ ما بين 1.5 إلى 1.8 مليار دولار في ''زين السعودية'' فإنها ستكون ''واعدة بشكل مؤكد''. وقال: إن من هذه البنوك الدائنة لـ ''زين السعودية'' بنك كريدي أجريكول و''بي. أن. بي باريبا''، ''سيتي بنك''، و''الراجحي السعودي''، مشيرا إلى أن تحالف ''المملكة وبتلكو'' احتج لدى البنوك، لأنها لم تبلغه بقرارها في وقت مبكر، ولا سيما أن التحالف قد قطع شوطا كبيرا في الفحص النافي للجهالة.