سوق عكاظ.. مؤرخون يناقشون واقع أسواق العرب ونشاط«قريش» التجاري

سوق عكاظ.. مؤرخون يناقشون واقع أسواق العرب ونشاط«قريش» التجاري

استعرضت ندوة "أسواق لها تاريخ" التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لسوق عكاظ - أسواق العرب وتاريخ سوق عكاظ بمشاركة عدد من الاختصاصيين في التاريخ، حيث أدار الندوة الدكتور يوسف العارف، وذلك في موقع السوق في العرفاء شمال محافظة الطائف.
واستهل الندوة الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري بالحديث عن موقع الجزيرة العربية الاستراتيجي في جنوب غرب قارة آسيا، ورغبة القوى المجاورة آنذاك، وخصوصاً الفرس والرومان والأحباش في السيطرة على طرق التجارة المؤدية إلى الهند وشرق إفريقيا، الذي حول مكة المكرمة إلى ملجأ للقبائل العربية بوصفها المكان الآمن الذي لم تصل إليه أيدي الأعداء.
وتطرق الدكتور الأنصاري إلى تاريخ تجارة قريش وما شهدته حقبتها الزمنية من معاهدات تجارية مع العرب والروم والحبشة والفرس التي نقلوا بها تجارتهم من طابعها المحلي وأفقها المحصور إلى آفاق خارجية مع الدول المعروفة آنذاك. واتسعت تجارتها وكثرت أموالها، وتحولت مكة المكرمة إلى محج ومقصد للقبائل العربية. كما وصف سوق عكاظ بأنه المعرض العربي العام، كونه مجمعا أدبيا لغويا رسميا، والسوق التجارية الكبرى لعامة أهل الجزيرة العربية، والندوة السياسية العامة التي يقضى فيه بين القبائل. أما الدكتور محمد فهد الفعر، فأشار في حديثه عن سوق عكاظ إلى أنه ظهر قبل حادثة الفيل بـ 15 عاماً وظل حتى عام 129 حيث خربه الخوارج الحروريون. وذكر أن شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه كان أحد المشاركين في سوق عكاظ قبل الإسلام، كما تحدث عن موقع سوق عكاظ، وقال : إنه يقع في ملتقى وادي شرب مع وادي الأخيضر، مؤكداً أن هذا السوق ليس جاهلياً، إذ امتد نشاطه إلى عصر الإسلام. وتناول الدكتور عبد العزيز الهلابي من جانبه أسواق مكة المكرمة حتى نهاية العهد الأموي، واستعرض أبرز أسواق الجزيرة العربية قبل الإسلام، ومنها سوق عكاظ، وذو المجاز، ودومة الجندل، والمشقر، وصحار، وأسواق مكة المكرمة، وأهمها سوق الحزورة الملاصق للحرم ودار الندوة، الذي كانت تدار فيه معظم فعاليات مكة المكرمة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقال الدكتور الهلابي: "من أسواق مكة المكرمة قبل الإسلام، سوق الكثيب، وسوق الأبطح، وسوق الليل، وسوق ساعة، وسوق بين الدارين. واستمر نشاط هذه الأسواق في الإسلام"، مشيراً إلى أن ظهور الإسلام أحدث تأثيراً بالغاً في تجارة مكة الخارجية، إلا أنه أسهم بقدر كبير في ازدياد حجم تجارتها الداخلية. واستعرض الدكتور الهلابي تقسيمات أسواق مكة المكرمة من حيث التكوين المعماري وتوزيعها، وتشمل الحوانيت المتراصة والمصطفة على جوانب الشوارع وأكثر أسواق مكة من هذه الفئة، والأسواق المقامة على هيئة مجمعات متخصصة مثل دار الحناطين، وسوق العطارين، وسوق البزارين، ودار الحدادين، وغيرها من الأسواق، وأخيراً الأسواق التي تستدعي طبيعتها أن تكون بعيدة عن وسط المدينة، كالأسواق المتخصصة في تجارة الماشية والحطب والمجازر والدباغة، وغيرها. وتحدث الدكتور الهلابي عن العملات المستخدمة في التجارة، مبيناً أن أهل الجزيرة العربية، وخصوصاً أهل مكة المكرمة عرفوا الذهب والفضة قبل الإسلام وتعاملوا بها في تعاملاتهم التجارية وكانت العملات المضروبة ترد إليهم من بيزنطة وبلاد فارس، مشيراً إلى أنهم استخدموا الدينار البيزنطي والدرهم الساساني معاييرا للأوزان.

الأكثر قراءة