متى موعد الرحيل؟
منذ كنت طفلا ألعب كرة القدم في (الحوش) قبل أن أنتقل للعب في الحارة، أقرأ وأتابع ما يكتب في الإعلام ولا أخفيكم سرا أنني كنت أصدق كل ما يكتب، خصوصا من الإعلاميين الذين ما زالوا إلى هذه اللحظة يواصلون الكتابة بالقلم ويرسلون أعمدتهم بالناسوخ.
كل شيء يتجدد ويتغير عدا أولئك الذين يتشبثون بمساحات صحفية وتلفزيونية بكل قوة وإصرار دون أن يكلوا أو يملوا، يكتبون بالتوجه والأسلوب والتعصب نفسها. فهم أنفسهم الذين زرعوا التعصب الرياضي الذي أصبح اليوم العامل الأساسي في ظهور المشكلات والصدامات الرياضية وبالتالي انعكس سلبا على نتائج منتخباتنا وأنديتنا على المستويين الداخلي والدولي. يطالبون بالتغيير في اللجان وإبعاد الحرس القديم وتناسوا أو نسوا أنهم جزء لا يتجزأ من هذا الحرس. بل إنهم أكثر سيطرة وهيمنة على الرأي العام ووسائل الإعلام حتى أن بعضهم تحول إلى جنرال خارج حدود الوطن ليرسل تعصبه بالريموت كنترول ويدافع عن فكره الذي لا يتعدى أحيانا أرنبة أنفه أو لون فريقه المفضل، لم يتطوروا ولم يستفيدوا من نجاحات الأمم الأخرى في المجال الرياضي ولا تتعدى مغامراتهم الجريئة متابعة كلاسيكو إسبانيا أو إنجلترا بشرط ألا تتعارض مع لعب فرقهم المحلية مباراة في التوقيت نفسه. لم يضيفوا شيئا، فكل ما يطرحونه قبل 30 عاما هو ما يطرحونه الآن نفسه. حتى أنديتهم التي يشجعونها قامت بمنع بعضهم من دخول النادي فلم يجدوا لهم ملاذا آمنا سوى شاشات التلفزيون أو الانطواء في زوايا الصحف.
هم في الحقيقة مشجعون كبار في السن، فلا يستطيعون المشاركة في (الألتراس) ولا حتى يلامسوا لوحة المفاتيح ليكتبوا مقالاتهم، بل إن أغلبيتهم لا يستطيعون أن يتحدثوا الفصحى عند ظهورهم في أي برنامج (حواري).
لم يخجل بعضهم من ظهور إعلاميين شباب في أعمار أبنائهم تفوقوا عليهم في أقل من عقد من الزمن، شباب التصقوا بالتكنولوجيا واللغات واستفادوا ممن سبقوهم من الخارج، فأبدعوا في المجال الإعلامي وأصبحوا مطلبا للصحف والقنوات التلفزيونية في الداخل والخارج بسبب احترافيتهم في العمل الإعلامي وساعدهم في ذلك التحصيل العلمي والاستفادة من المجتمعات الرياضية المتقدمة بغض النظر عن الميول أو المصالح الشخصية والمحسوبيات.
أرى عواجيز الصحافة في كل برنامج وعلى صفحات الصحف ينفثون سموم التعصب ويحاولون الدفاع عن مصالح أنديتهم حتى لو كلفهم الأمر بيع مصداقيتهم الإعلامية أو حتى كلفهم ذلك شراء أفضل كريمات البشرة!
كل شيء يستحق التغيير والتجديد ولكن عواجيز الصحافة لا يزالون يتشبثون بكراسيهم (الخشبية) بكل إصرار وقوة وليس على عشاق الرياضة في بلادنا إلا الانتظار والترقب إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
نقطة توقف
تناءت ديار قد ألفت وجيرة
فهل لي إلى عهد الوصال إياب؟
وفارقت أوطاني ولم أبلغ المنى
ودون مرادي أبحر وهضاب
وفارقت من غرب البلاد مواطنا
فيسقي ربا غرب البلاد سحاب
فبالقلب من نار التشوق حرقة
وبالعين من فيض الدموع عباب
- ابن حمدون المالقي الأندلسي