نقص الكوادر التسويقية في التأمين يحدث فجوة تسويقية في القطاع
أفصح تركي بن سلطان بن حميد المدير التنفيذي للتطوير في شركة وقاية للتأمين وإعادة التأمين التكافلي، عن وجود تحديات تواجه شركات التأمين في تنفيذ عملياتها التسويقية في السوق المحلية سواء من حيث تقديمها لهويتها أو تسويق منتجاتها وخدماتها المصاحبة لكل منتج.
ويرى ابن حميد أن من أهم هذه التحديات وجود فجوة بين فرق التسويق بالمفهوم التسويقي العام وطبيعة المنتج التأميني خصوصا من الناحية الفنية نتيجة لعدم وجود الكوادر التسويقية المؤهلة التي تقوم بسد هذه الفجوة سواء من الكادر السعودي أو غير السعودي الموجود حاليا.
وقال: "إن ما زاد هذا التحدي أيضا الوعي العام للعميل خصوصا على مستوى قطاع الأعمال (وهذا صحي جدا) فسابقا كان العميل مثلا يبحث عن وثيقة التأمين الهندسي لاستكمال إجراء معين، أما اليوم فهو يطلب تغطيات معينة وخدمة مميزة".
وأضاف قائلا: "كذلك الأمر بالنسبة لتأمين الممتلكات، فقد كان بالأمس يصعب إقناع شريحة كبيرة من العملاء، وإذا أراد العميل شراء هذه الوثيقة طلب تغطية الحريق فقط، لأن حريقا حصل في أحد المحال المجاورة، أما اليوم فالعميل يطلب كذلك تغطية ما بعد الحريق مثلا لو تعطلت أعماله بسبب هذا الحريق أو صارت عليه التزامات للمحال المجاورة".
وأوضح ابن حميد أن قطاع التأمين في السعودية يحتاج إلى إيجاد كوادر مدربة ومؤهلة بفهم طبيعة المنتج التأميني والخدمات التأمينية وعلى شركات التأمين التركيز على هذا الجانب للنجاح في خلق بيئة تنافسية إيجابية تخدم القطاع بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، حيث سيكون هناك خلق فرص وظيفية كبيرة قد تشكل من 20 إلى 30 في المائة من موظفي القطاع إذا ما قارناها ببعض الدول الناجحة في الجانب التسويقي.
ويرى ابن حميد أنه سيكون هناك دور مهم في إنجاح العمليات التسويقية في القطاع وتذليل بعض التحديات أمام شركات التأمين وهو دور شركات الوساطة خصوصا المحترفة فهي لديها قوة التواصل مع العملاء ولديها القدرة على تقديم ما يحتاج إليه العميل بشكل فني ومهني وبعدة خيارات ما يجعل شركات التأمين تعمل بشكل مستمر على تطوير منتجاتها وخدماتها واتصالاتها التسويقية.
وقال: "لدي قناعة بأن العمليات التسويقية لدينا تحتاج إلى تبني مفهوم التسويق الاجتماعي لكي يحالفها النجاح - بعد توفيق الله - حيث هذا المفهوم يغطي ثلاثة محاور مهمة وهي العميل من حيث تحقيق رغباته واحتياجاته، رجل الأعمال بتوسع أعماله بكفاءة وربحية، والمجتمع بزيادة الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة".
وأشار المدير التنفيذي للتطوير في "وقاية" في نهاية حديثه إلى أن التحديات التي تحدث عنها تعد مؤشرا إيجابيا لتطور سوق قطاع التأمين، باعتبارها تحمل مؤشرات على ارتفاع أداء القطاع بشكل عام بسبب التنافس التكاملي، وهذا بدأ يظهر جليا بعد تنظيم القطاع ومراقبته من قبل مؤسسة النقد بشكل عام، وكذلك وجود تنظيم لأداء التأمين الصحي ومراقبته من قبل مجلس الضمان الصحي، وكذلك وجود أطراف معنية كهيئة السوق المالية ومكتب العمل.