أوباما للكونجرس: عدم توفير وظائف يقود أمريكا إلى الكارثة
زاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضغوط على الكونجرس أمس لإقرار مشروع قانون لتمويل مشاريع في قطاع النقل قال إنه سيحمي نحو مليون وظيفة أمريكية.
وقال أوباما الذي يتعرض لانتقادات بسبب البطالة المرتفعة في الولايات المتحدة ''عدم تمديد هذا القانون سيكون كارثة لبنيتنا الأساسية ولاقتصادنا''. جاء ذلك في الخطاب الإذاعي الأسبوعي لأوباما وفي أعقاب تقرير شهري أظهر أن الاقتصاد لم يوفر أي فرص عمل جديدة في آب (أغسطس).
ويلقي أوباما خطابا مهمة يوم الثلاثاء المقبل سيتناول فيه كيف ينوي تعزيز التوظيف والنمو وذلك في إطار مساعيه لخفض نسبة البطالة البالغة 9.1 في المائة وتحسين فرصه للفوز بفترة رئاسية ثانية العام القادم.
وفي تكرار لرسالة وجهها من حديقة الزهور في البيت الأبيض الأسبوع الماضي حث أوباما المشرعين على إقرار مشروع قانون مؤقت بمليارات الدولارات لتمويل مشاريع للنقل الجوي والطرق السريعة تفاديا لمزيد من الأضرار بالاقتصاد.
وقال ''إذا تأخر عشرة أيام فحسب فإننا سنفقد نحو مليار دولار من تمويل الطرق السريعة لن نستردها أبدا. وإذا انتظرنا أكثر فإن نحو مليون عامل سيواجهون خطر فقدان وظائفهم على مدى العام المقبل''.
ويقول الجمهوريون إنهم يؤيدون تمديد مشروع قانون الطرق السريعة ويرون في تصريحات أوباما محاولة لصرف مسار الانتقادات بشأن الاقتصاد بعيدا عن البيت الأبيض وباتجاه الكونجرس.
وتتراجع نسبة التأييد لأوباما في استطلاعات الرأي بعد أن أمضى تموز (يوليو) وآب (أغسطس) في مواجهة مع الجمهوريين بشأن رفع سقف الدين الأمريكي مما أسفر عن قيام وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية بخفض التصنيف الائتماني الممتاز للولايات المتحدة. لكن استطلاعات الرأي تظهر أيضا أن الرأي العام يبدي تقديرا أقل للكونجرس.
وقال أوباما ''يكثر الحديث في واشنطن هذه الأيام عن توفير الوظائف، لكن من غير المفيد أن تتبدل مواقف نفس الأشخاص ويغامرون بفقدان مئات الآلاف من الوظائف بسبب ألاعيب سياسية لا أكثر''. ويحل أجل القانون الذي يسمح بدفع حصيلة ضرائب تذاكر الطيران لتمويل بناء مطارات تحت إشراف إدارة الطيران الاتحادية في 16 أيلول (سبتمبر)، ويحل أجل قانون يوجه حصيلة ضرائب البنزين لضمانات قروض مشاريع لبناء الطرق في 30 إيلول (سبتمبر).
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأمريكي مر ''بأزمة قلبية'' وهو يتعافى منها ببطء. وقال عبر إحدى الإذاعات:''اجتزنا أسوأ أزمة مالية منذ الأزمة الكبرى (أزمة 1929) وبعد عمليات التضخم والأزمات المالية التي اجتزناها فإن المريض يضع وقتا كي يتعافى''. وأضاف ''اقتصادنا مر بأزمة قلبية والمريض ما زال على قيد الحياة وهو يتعافى ولكن ببطء شديد''.
يذكر أن بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي قال في وقت سابق إن المجلس مستعد للتحرك بالصورة المناسبة من أجل مساعدة الاقتصاد الأمريكي المضطرب دون أن يكشف عن خطط محددة للتحرك. وأضاف أنه لا توجد خطط حاضرة لإجراءات محددة وإن لجنة السوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الاتحادي سوف تقيم الموقف الاقتصادي بشكل عام في اجتماعها الشهر المقبل قبل اتخاذ أي قرارات.
وقال إن المجلس ما زال ملتزما بعمل ''كل ما في استطاعته من أجل استعادة معدلات النمو والتوظيف العالية في إطار ضمانات استقرار الأسعار''. ومن المقرر أن تناقش لجنة السوق المفتوحة في اجتماعها الشهر المقبل مرة أخرى الإجراءات المحتملة لإنعاش الاقتصاد.