أعمال العنف تمتد لـ 3 مدن بريطانية أخرى.. والفوضى تلغي مباراة إنجلترا وهولندا
تصاعدت أعمال العنف في لندن وامتدت إلى ثلاث مدن أخرى على الأقل أمس في حين وقعت مواجهات بين الشرطة وآلاف المشاغبين، ما اضطر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لقطع إجازته والعودة إلى بريطانيا لترؤس اجتماعات أزمة.
كما أعلن كاميرون رفع عدد قوات الشرطة في لندن من ستة آلاف إلى 16 ألفا اعتبارا من مساء أمس، وفي أعمال شغب لم تشهد العاصمة البريطانية مثيلا لها، اشتعلت النيران في مبان في كرويدون وبيكهام ولويشام في جنوب لندن في حين قامت عصابات بأعمال نهب في شوارع هاكني شرقا وكلابهام جنوبا وكامدن شمالا وايلينغ غربا.
وقالت شرطة سكوتلنديارد إنها نشرت 1700 شرطي إضافي للتصدي لأعمال العنف في لندن الأسوأ منذ سنوات. واستخدمت الشرطة المدرعات لمواجهة مجموعات من الشبان.
وانتشرت أعداد كبيرة من شرطة مكافحة الشغب في هاكني لاحتواء العنف في منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن موقع تنظيم دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012.
ومع حلول الظلام، حملت الشرطة الشباب على التراجع في حين لم يسمح عناصرها للسكان المحليين الذين كانوا يأملون في العودة إلى منازلهم بالاقتراب. وفي كرويدون أحرقت مبان وأضاءت ألسنة اللهب عتمة الليل.
وتم إجلاء السكان من المنطقة بسبب امتداد الحرائق في حين ذكرت صحيفة ''ذي جارديان'' نقلا عن ضابط قوله ''لقد خرج الوضع عن سيطرتنا''.
وقالت الشرطة إنها عثرت في كروديون على رجل في الـ 26 في سيارة مصاب بطلق ناري نقل إلى المستشفى في حالة حرجة. وأفاد مراسل الصحافة الفرنسية بأن عشرات الشبان قاموا بأعمال نهب خارج كرويدون في حين انتشرت رائحة السيارات والأبنية المحروقة في الجو.
كما حاولت فرق الإطفاء إخماد حريق ضخم في كلابهام بعد أن اقتحم شبان متاجر دبنهامز التي تم تجديدها.
#2#
ولم تكن الأحياء الراقية في منأى من أعمال الشغب بعد أن دخل شبان مطعم ليدبري الفخم في نوتينغ هيل وسرقوا محتوياته. واندلعت أولى الاشتباكات في حي توتنهام شمال العاصمة مساء السبت إثر تظاهرة نفذها أبناء المنطقة احتجاجا على مقتل شاب في التاسعة والعشرين يدعى مارك دوغان خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الخميس.
واتسعت أعمال العنف الأحد لتشمل مناطق أخرى في العاصمة البريطانية. كما امتدت أعمال الشغب إلى مدن برمنجهام وليفربول وبريستول. وأكدت شرطة وست ميدلاندز اعتقال 87 شابا عمدوا في وسط برمنجهام إلى تحطيم زجاج المتاجر ونهب محتوياتها. وأكدت شرطة مرسي سايد أمس أنها تواجه أعمال شغب في شمال غرب ليفربول حيث أحرقت سيارات عدة في حين حاولت شرطة بريستول احتواء مجموعة من 150 شابا.
وأوضح البيان أن كاميرون رأس أمس بعد عودته من مدينة توسكانا الإيطالية اجتماعا للجنة الطوارئ البريطانية وسيجري محادثات منفصلة مع وزيرة الداخلية تريزا ماي وقائد شرطة لندن.
وقالت الشرطة أمس إنها اعتقلت 334 شخصا منذ اندلاع أعمال الشغب بينهم فتى في الـ11 من العمر. وأصيب ما لا يقل عن 35 شرطيا بجروح في عطلة نهاية الأسبوع ووجهت التهمة إلى 69 شخصا. وبقي التوتر سيد الموقف في توتنهام بعد مقتل الشاب برصاص الشرطة.
وبعد مقتل دوغان انتشرت شائعات على الإنترنت تحدثت عن عملية إعدام لأنه أصيب بطلقات في الرأس وهو ما اضطر لجنة الشكاوى المستقلة في الشرطة إلى نفيه في بيان.من جهة أخرى أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أمس إلغاء المباراة الودية بين منتخبي إنجلترا وهولندا التي كانت مقررة اليوم على ملعب ويمبلي، بسبب أعمال العنف في لندن.
وجاء في بيان الاتحاد على موقعه الإلكتروني ''بكل أسف لقد ألغيت مباراة إنجلترا وهولندا الودية التي كانت مقررة اليوم على ملعب ويمبلي''.
وتخوفت الشرطة من أعمال عنف جديدة خلال المباراة التي تم بيع 70 ألف تذكرة قبل ساعات على انطلاقها، علما بأن الشرطة قد ألغت المباريات المقررة اليوم في وست هام وتشارلتون وكريستال بالاس ضمن كأس رابطة الأندية.