انبعاثات الكربون الناجمة عن الحرائق القطبية تزيد مخاوف الاحتباس
أظهرت دراسة حديثة أن حريقا هائلا وقع في منطقة "التندرا" القطبية في ولاية آلاسكا الأمريكية في 2007 أصدر انبعاثات كربونية في الجو تعادل حجم الانبعاثات الصادرة عن مدينة في حجم ميامي خلال عامين.
ومنطقة "التندرا" هي أرض جرداء تقع في المنطقة القطبية الشمالية.
أثارت هذه النتائج مخاوف متزايدة بين العلماء بشأن التأثير المتصاعد لحرائق "التندرا" المتكررة على الاحتباس الحراري.
وقالت ميشيل ماك من جامعة فلوريدا، التي أسهم فريقها في إعداد الدراسة "كان حريق 2007 بمنزلة إنذار".
وأضافت "إنه دعوة للتيقظ والتنبيه بأن دورة الكربون القطبية يمكن أن تتغير سريعا، ونحتاج إلى معرفة العواقب".
من المقرر نشر دراسة حول حريق نهر أناكتوفوك في 2007 في مجلة "نيتشر".
يذكر أن هذا الحريق، الذي يعد أضخم حرائق "التندرا" في المنطقة القطبية على الإطلاق، أتى على 1039 كيلومترا مربعا.
وأدى الحريق إلى انبعاث 2.1 مليون طن متري من الكربون، اختزن معظمه في منطقة "التندرا" على مدار الأعوام الـ 50 الماضية.
والتهم الحريق التربة، التي جفت بسبب الاحتباس الحراري، كما تسبب في إزالة طبقة عازلة للجليد الدائم.
وأشار معدو الدراسة إلى أن الحريق أضفى اللون الأسود على هذه المنطقة الكبيرة، ما جعلها أكثر عرضة للذوبان بفعل حرارة الشمس.
وقالت سيندونيا بيرت - هارت، الخبيرة في المنظومات البيئية في معهد "فيربانكس" للأحياء القطبية في جامعة آلاسكا "غابت الحرائق إلى حد كبير عن منطقة التندرا خلال الأعوام الـ 11 ألفا الماضية، أو ما يقرب من ذلك، غير أن معدل تكرار حرائق التندرا يزداد، وربما كان ذلك نتيجة للتغير المناخي".
أوضح معدو الدراسة أنه في الظروف الطبيعية، تجعل الطبقات الباردة الرطبة التي تعلو التربة المتجمدة اندلاع الحرائق مقصورا على التهام النباتات التي تنمو فوق الأرض، ولكن نظرا لأن فصول الصيف في المنطقة القطبية تزداد حرارة وجفافا، فإن التربة تزداد هي الأخرى حرارة وجفافا.
يذكر أن حريق ألاسكا نجم عن صاعقة برق ضربت المنطقة في شهر تموز (يوليو) 2007.
ويشير العلماء إلى أن الانبعاثات الكربونية التي تصدر في الجو من خلال حرق الوقود الأحفوري أو المواد العضوية تسهم في الاحتباس الحراري والذوبان السريع للغطاء الجليدي في المنطقة القطبية.