روايات تكذب وصول روّاد الفضاء إلى القمر .. وتطالب بالأدلة والبراهين

روايات تكذب وصول روّاد الفضاء إلى القمر .. وتطالب بالأدلة والبراهين

بالنسبة لكثير من الأفراد، كان القياس المجرد لسفينة الفضاء أبوللو "Apollo" غير واقعي ومنذ أوائل السبعينيات، ظهرت مجموعة من نظريات المؤامرة تتحدى ادعاء استقرار رواد الفضاء في وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية "ناسا" فعلياً على القمر. بعض هذه النظريات تفتقر إلى مادة علمية أو دليل من أي نوع، مثل الادعاءات التي تشير إلى ضخامة المهمة وعدم إمكانية التعامل معها، أو إلى أن العَلَم الذي تم وضعه في مناخ القمر اللاهوائي كان صلبا وبدا وكأنه يرفرف مع الرياح، أو أن رواد الفضاء لم يكن بمقدورهم البقاء أحياء بعد التعرض لإشعاعات الفضاء الخارجي. وهناك نظريات أخرى يدعمها ما أشار إليه المؤيدون باسم المؤامرة، كأمثال الصور الفوتوغرافية المزيفة وزوايا الإضاءة الشمسية الخاطئة.
عمل ما يربو على 400 ألف فرد في مئات الشركات لما يقرب من 12 عاماً لدعم برنامج سفينة الفضاء أبوللو ومهماتها لسطح القمر. كانت الغالبية العظمى من هؤلاء العاملين الأساسيين في المؤامرة خارج نطاق السيطرة الحكومية ولم تكن لديهم أي أسباب تدعوهم للكذب. وعلاوة على ما سبق، فقد شاهد مليون شخص بأعينهم انطلاق سفينة الفضاء أبوللو 11 ("Apollo 11") كما شاهد عدة مئات الآلاف البعثات الأخرى وهي تغادر "مركز كنيدي للفضاء Kennedy Space Center". فأين ذهبت هذه الصواريخ إن لم تكن وجهتها إلى القمر؟
جاءت لائحة الاتهام الأساسية لعلماء نظريات المؤامرة من الروس أنفسهم فباستخدام نظام تتبع واتصال شديد التعقيد، استطاعوا مشاهدة وتتبع مسار بعثات سفينة الفضاء أبوللو عند مغادرتها للأرض وانطلاقها في رحلاتها إلى القمر والعودة منه، مستخدمين علم القياس عن بُعد والاتصالات اللاسلكية في طريقها ذهاباً وإياباً. تجدر الإشارة إلى أن السباق نحو القمر بدأ في منتصف الحرب الباردة. عشق الروس بشدة حياكة نظرية المؤامرة على الأمريكيين، حيث قاموا وغيرهم من علماء الفلك بمساعدة أجهزة التلسكوب القوية، بتصوير سفينة الفضاء "أبوللو" وهي تتجه بعيداً عن الأرض في حين يتابع عشاق الراديو الوصلات الصوتية.
وفي محطات الرصد في إسبانيا وأستراليا، كانت الجنسيات الأجنبية العاملة مع مهندسي سفينة الفضاء "أبوللو" بمثابة وصلة الاتصالات الأولية من خلال هوائيات استقبال عملاقة تلتقط الإشارات مع دوران الأرض، وكانت الولايات المتحدة، لفترة زمنية معينة كل يوم، خارج نطاق رؤية القمر. كما ساهمت كثير من الدول الأخرى وتمكنت جميعها من تعقب هذه البعثات وحدها. ولم تكن "ناسا" بمثابة المصدر الوحيد للمعلومات.
لماذا المؤامرة من أجل الخداع؟
يعتقد بعض علماء نظريات المؤامرة في تعرض الولايات المتحدة لصدمة كبيرة نتيجة للنجاحات السوفياتية السابقة في مجال الفضاء وذلك في الاقتراب من الأرض، مما دعا الرئيس كنيدي لتحدي الروس في سباق إلى القمر وذلك نظرا لابتعاده كثيرا عنا ولم يكن أحد يعتقد أن السوفيات يمكنهم الوصول إليه لدحض أي ادعاء للولايات المتحدة. أما الآخرون فيرون أن عدد الحوادث والكوارث المحتملة التي أصابت الرحلات الفضائية الأولى جعل من سلسلة عمليات الهبوط الناجحة على سطح القمر أمرا يستحيل تحقيقه في الوقت الراهن.
ويقوم العلماء يومياً بتسليط شعاع من الليزر على القمر، على المواقع التي تشير وكالة ناسا إلى قيام رجال الفضاء بتثبيت عواكس تحديد المسافة الخلفية فيها، ومصفوفات بحجم صينية من عواكس الضوء التي تقوم بعكس ضوء شعاع الليزر مرة أخرى إلى الأرض. ومن خلالها، لم يتمكن العلماء فقط من قياس المسافة بدقة بين الأرض والقمر بل إنهم تمكنوا أيضا من تتبع حركة الألواح القارية على سطح الأرض. وهذا دليل قوي تمكنوا من وضعه هناك.
على مدار ثماني سنوات بعد رحلات الهبوط على القمر، أرسلت مصفوفات الأجهزة العلمية البيانات إلى الأرض في صورة ترددات لاسلكية تجمعها أجهزة الهوائي المنتشرة حول العالم، وهي معلومات حول الجسيمات الشمسية التي تصطدم بالسطح، والزلازل القمرية في العمق تحت السطح والغازات الضئيلة التي تتدفق من خلال التصدعات والتشققات. وهذا دليل قوي وضعوه أمامناً بالضبط كما ادعى رجال الفضاء.
وأخيراً، هناك دليل أتى إلينا من صخور القمر ذاتها حيث يجري عدة آلاف من العلماء في عدة مئات من المعامل البحثية حول العالم تجارب وأبحاثا حول صخور القمر. وهذه الصخور في حد ذاتها تختلف عن تلك الموجودة على سطح الأرض ولكل منها نظير فريد، أي "بصمة" تشير إلى منشئها في عالم مغاير جداً وفي مكان مختلف تماماً.

الأكثر قراءة