أمريكيون يعيدون تمثيل أول معركة في حرب الانفصال بعد 150 عاما على وقوعها
يقول رون ميلر ''جد جدي شارك في كل المعارك الكبرى في حرب الانفصال'' وها هو يرتدي بزة جنود الجنوب ليعيد مع آلاف آخرين تمثيل أكبر مواجهة وقعت قبل 150 عاما في ماناساس.
في هذه المدينة الصغيرة الواقعة في فيرجينيا على بعد 40 كيلومترا عن واشنطن بدأت فعلا في 21 تموز (يوليو) 1861 الحرب بين الإخوة التي تواجه فيها على مدى أربع سنوات الجنوب والشمال ووضعت حدا لعبودية السود وجعلت من الولايات المتحدة أمة واحدة.
إعادة تمثيل المعركة على موقعها التاريخي خلال عطلة نهاية الأسبوع من بين مئات الفعاليات من معارض ومؤتمرات وغيرها التي ستقام على مدى أربع سنوات لإحياء ذكرى الحرب.
وانطلقت الفعاليات الخميس مع خطاب لحاكم فيرجينيا بوب ماكدونل وعرض للمارينز وحلف اليمين على العلم في حين راح أشخاص ارتدوا الزي العسكري يستقبلون طلائع الزوار.
ويقول رون ميلر (60 عاما)، الذي أتى من ولاية ميريلاند المجاورة متوجها إلى الأطفال الذين ينظرون إليه ''هكذا نحشو المدفع''. ويوضح ''أنا شغوف منذ صغري بالتاريخ. اثنان من أجدادي شاركا في كل المعارك الرئيسة في حرب الانفصال. انخرطا في سن الرابعة عشرة وسن الأربعين وأفلتا من الموت''. وفي الموقع الممتد على مساحة 600 هكتار نصبت خيام بيضاء لتشكل بذلك معسكرا للجنود فيما غرق أحد جنود الكتيبة الحادية عشرة من نيويورك في قيلولة.
كيفن زيب (60 عاما) يتحمل بهدوء سرواله المصنوع من الصوف الرمادي رغم درجات الحرارة المرتفعة. ويوضح ''كان هذا لباس الفلاحين والعمال، كان جينز تلك الفترة. وكان الجنود يخيطون عليه شارات كتيبتهم''. أما هو فيرفع ألوان ألاباما.
وتحت إحدى الأشجار تقوم كارين كوانبيك (52 عاما) ''بدور كاثرين باربرا برون وهي مزارعة نظمت مع شقيقها وهو كاهن عملية نقل الجرحى'' على ما تقول.
وكل هؤلاء المتطوعين ينتمون إلى مجموعات من الشغوفين بالتاريخ الذين يقومون في كل أرجاء البلاد بإعادة تمثيل هذه الحقبة.
ونانسي أنويل من سبرينغفيلد (فيرجينيا) أتت كزائرة لكن سبق أن ترأست واحدة من هذه المجموعات ''نجتمع مرة في السنة. ونحاول أن نفهم المعاناة التي مروا بها''. وتقول هذه المدرسة المتقاعدة إن ''أجدادها حاربوا في الجانبين''.
ويؤكد رون ميلر ''اليوم الحرب انتهت. ما أقوم به يهدف إلى تلقين الأطفال التاريخ. من المهم أن يتذكر بلدنا ماضيه''.
ويجلس دنيس رابيدا (46 عاما) من نيوجيرسي على كرسي طويل لحضور المراسم إلا أنه يعتبر ''أن الكثير من تباين تلك الفترة لا يزال قائما الآن مثل العلاقات بين الأجناس. لا تزال المشاكل هي من دون حل''. دان باييرز الجندي المتقاعد أتى ''لتكريم'' أجداده مشيرا إلى أن ''الشماليين اجتاحوا بلادنا'' أي الجنوب.
في ماناساس بدأت المواجهة في أجواء بريئة، إذ إن جنود الشمال كانوا غير مدربين كفاية إلا أنهم كانوا على ثقة بانتصارهم على أنصار العبودية. ويقول مؤرخون إنهم كانوا يتفقون على طريقهم إلى المعركة ''لقطف التوت البري''. والمعركة التي أطلق عليها الشماليون اسم ''بول ران'' انتهت بهزيمة اليانكيز، أي الشماليين وقتل 900 شخص وشكلت بداية أربع سنوات من المعارك الطاحنة التي قتل فيها أكثر من 600 ألف شخص.