النرويج: منفذ هجمات أوسلو مسيحي متطرّف ومعاد للإسلام والتعدّدية الثقافية
أوقفت الشرطة النرويجية شابا يحمل سكينا في جيبه أمس في الموقع الذي جرت فيه مجزرة أوسلو، حيث تجمع الناجون من عملية إطلاق النار وتفجير الجمعة، بعيد وصول ينس ستولتنبرج رئيس الوزراء النرويجي لتفقدهم. وقالت صحافية في التلفزيون كانت قرب الفندق الذي تجمع فيه الناجون إن الشاب أوضح أنه يحمل السكين "لأنه لا يشعر بالأمان".
وكان الموقوف "النرويجي النصراني المتطرف" المشتبه بتورطه بالاعتداء بالقنبلة في وسط أوسلو، قد اشترى ستة أطنان من الأسمدة في مطلع أيار (مايو)، بحسب ما أفادت سيدة تعاونية للوازم زراعية أمس. وقالت أودني استنستاد لفرانس برس "بعناه ستة أطنان من الأسمدة ما يشكل طلبية اعتيادية إلى حد ما"، مشيرة إلى أنه تم تسليمها في 4 أيار (مايو).
في المقابل، لم تشأ الكشف عن طبيعة المواد أو تحدد ما إذا كان يمكن استخدامها لإنتاج متفجرات يدوية الصنع. والمشتبه به الرئيسي في اعتدائي أوسلو الذي عرفت عنه وسائل الإعلام النرويجية باسم آندرس بيرينج برايفيك، كتب على صفحته على موقع فيسبوك أنه مدير برايفيك جيوفارم، وهي مزرعة للمنتجات البيولوجية. واعتبرت استنستاد طلبيته «صغيرة» و«اعتيادية» لمنتجي الخضراوات، موضحة أن المزارعين غالبا ما يشترون مثل هذه المنتجات في هذا الموسم.
ويشتبه أن الموقوف الذي وصفته الشرطة بأنه نرويجي الجنسية "والأصل" عمره 32 عاما، هو منفذ عملية إطلاق النار على تجمع للشبيبة العمالية الجمعة في جزيرة أوتويا قرب أوسلو، وضالع في عملية التفجير التي هزت وسط العاصمة النرويجية قبل ذلك. ووصلت الحصيلة المؤقتة لهذين الهجومين إلى 92 قتيلا ونحو 90 جريحا (182 ضحية) بحسب الشرطة.
ذكر شهود عيان أن النرويجي المشتبه في تنفيذه مذبحة على معسكر للشباب في جزيرة أوتويا استمر في إطلاق النار لمدة تزيد على 45 دقيقة. وقالت نيكولين بيرجه شي(22 عاما) أمس في تصريحات للنسخة الإلكترونية من صحيفة "داجبلات" النرويجية "الرصاص كان يطلق كل نحو عشر ثوان لمدة تزيد على 45 دقيقة". وذكرت نيكولين أنها اختبأت مع أصدقائها خلف صخرة في الماء. وعن منفذ الهجوم قالت نيكولين "لم أره، لكني سمعته، فقد كان يصرخ ويهلل وأطلق العديد من صيحات الانتصار". وفي صحيفة "فيردنس جانج" قال أحد النشطاء الشباب في المعسكر، أدريان بارسون، إن الجاني صرخ عدة مرات وكان يقول "سأقتلكم جميعا، لا بد أن تموتوا جميعا". وذكر بارسون أنه نجا من الموت فقط لأنه مثل أنه ميت، وقال "الجاني كان يصوب المسدس نحوي، لكنه لم يضغط على الزناد". وفي محطة "إن.آر.كيه" التليفزيونية قال ناج آخر يدعى علي الحاتم، إن مجموعة من الشباب اتجهت نحو الرجل الذي وصل إلى جزيرة أوتويا الصغيرة في لباس شرطي، وأضاف "لقد أطلق النار مباشرة على جميع الذين توجهوا إليه". وذكر علي أنه عندما رأى ذلك غير اتجاهه بسرعة وألقى بنفسه في الماء.
إلى ذلك، وصفت الشرطة النرويجية المشتبه به الموقوف بـ "الأصولي النصراني" وحملته مسؤولية الاعتداءين الداميين اللذين أسفرا عن مقتل 92 شخصا على الأقل في أوسلو وجزيرة قريبة منها، لكن دون أن تستبعد توقيفات جديدة.
وقالت محطة (تي في 2) التلفزيونية النرويجية إن المسلح الذي وصف بأنه طويل وأشقر له صلة بجماعات يمينية متطرفة. وكان هذا أكبر هجوم في أوروبا الغربية منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 التي أدت إلى قتل 191 شخصا. وقالت أنيتا لين (42 عاما) التي تعيش بجوار بحيرة تيريفيورد الواقعة على بعد بضعة مئات من الأمتار من جزيرة أوتويا الواقعة شمال غربي أوسلو "رأيت فقط أشخاصا يقفزون إلى الماء .. نحو 50 شخصا يسبحون في اتجاه الشاطيء. الناس كانوا يصرخون ويرتعدون لقد كانوا مرعوبين. كانوا صغارا جدا ما بين 14 و 19 عاما".