الماشية في كينيا .. هياكل عظمية أو نافقة
في العادا، شمال شرق كينيا، خسر عبدي شيخ موسى أكثر من ثلاثة أرباع قطيع الماعز الذي يملك. وفي قريته وغيرها في منطقة وجير، أدى الجفاف الذي يكتسح القرن الإفريقي إلى نفوق المواشي وإغراق المربين في أزمة.
وقال عبدي شيخ موسى "كنت أملك 200 رأس ماعز، ولم يعد لدي سوى 40 في وضع يرثى له".
وعلى بعد نحو مئتي متر من أرضه، ألقيت جيفا متيبسة إلى حد أنها لم تعد تجذب النسور.
وقال المزارع الستيني "هذا ما باتت عليه حالة حيواناتنا". وتابع "كنا قبل الكارثة نبيع رأس ماشية لتسديد ثمن ملابس الدراسة لأطفالنا وسد احتياجات أخرى للعائلة. لكن اليوم بتنا نعتمد بالكامل على مساعدات" الجهات المانحة.
وقال بنجامين ماكوخا من المكتب المحلي لبرنامج الأغذية العالمي، إن "الحاجات هائلة". وتابع المسؤول "كل يوم يمر يزداد الوضع سوءا".
في العادا كذلك، كان محمود عبدي (80 عاما) يملك 150 بقرة، ولم يبق له سوى أربع. وقال المربي العجوز "إن البقرات الأربع لا تملك من البقر إلا القرون"، مضيفا "إنها هياكل عظمية متنقلة".
في هذه المنطقة، حيث يتعايش البشر والماشية يوميا، نفقت ضباع وزرافات بسبب الجفاف، بحسب السكان.
وأمام الأزمة انتقل بعض المربين إلى الجنوب نحو هراخوكتوت على بعد 100 كلم من العادا. هناك تشرب الماعز والخراف والجمال من مستنقع تحت أنظار رجال أغلبهم شبان.
وقال زعيم القرية "وفد المربون إلى هنا من المناطق المحيطة"، وتابع "لكنهم تركوا وراءهم جيف الكثير من مواشيهم".
وأضاف "نفقت حيواناتنا، وإن استمر الأمر قد نلحق بها". وأوضح "مع نفوق الماشية لن يكون لدينا سوق ولا عمل ولا مصدر رزق. لن يعود للناس هنا ما يفعلونه".