سنغافورة تمنح المصرفيين الإسلاميين الشباب حزمة مالية لتطوير مهاراتهم المعرفية
تعاني المصرفية الإسلامية على العموم من ندرة الكفاءات المهنية التي لديها معارف متخصصة في مجال التمويل الإسلامي ببعديه الاقتصادي والشرعي، وهذا الأمر لا يتوقف على دول العالم، بل أيضا على صناعة المصرفية الإسلامية في منطقة الخليج التي تشكو من ندرة المتخصصين وغياب الأطر البحثية الفنية والأطر التدريبية المتخصصة، هذا الأمر كان يجب أن تنظر إليه البنوك المركزية في الخليج ضمن رؤيتها الاستراتيجية لصناعة المصرفية الإسلامية، ونظرا لغياب هذه الرؤية فإن المؤسسات المالية الخليجية تعاني ازدواجية كبيرة تتمثل في وفر في الهيئات الشرعية وبندر للفئات المتخصصة، الأمر الذي يؤكد حدوث أزمة في المستقبل القريب بعد زيادة عدد المؤسسات المالية الإسلامية وبعد الطلب الخارجي على الكوادر المؤهلة.
هذا الأمر تحاول دولة جديدة في صناعة المصرفية الإسلامية تجاوزه ضمن رؤية استراتيجية بعيدة، فقد ضربت سنغافورة، القادم الجديد في صناعة المال الإسلامية، مثالا يحتذى به من قبل البنوك المركزية الخليجية عندما أعلنت عن تقديم حزمة مالية لدعم رأس المال البشري من الطاقات الشابة التي تنوي التخصص في دراسة علوم المالية الإسلامية.
#2#
يذكر أن البنوك المركزية الخليجية تتجاهل بدرجات متفاوته دعم الطاقات الشابة التي درست علوم الصيرفة الإسلامية في الخارج، وذلك من حيث الاستفادة من هذه الكفاءات وتنمية مواهبها عند عودتها لأرض الوطن، كما تفعل سنغافورة.
فقد أكد مسؤول رفيع في البنك المركزي السنغافوري أن هناك نقصا حادا في الكفاءات البشرية المتخصصة في المالية الإسلامية: في إشارة منه إلى محاولة الدولة الآسيوية إلى تدارك الوضع وتنمية قاعدة مواردها البشرية. حيث ذكر نج نام سين، المدير المساعد لدى هيئة النقد السنغافورية (البنك المركزي) أن البنك قدم منحا دراسية للطلاب السنغافوريين الذين ينوون دراسة الصرافة الإسلامية.
وردا على سؤال لـ ''الاقتصادية'' حول الدور الذي تقوم به سنغافورة من أجل بناء جيل جديد من المصرفيين الإسلاميين الشباب، وما المبادرات الأكاديمية والمنح الدراسية التي نفذت من أجل تدريب الشباب السنغافوري للعاملين في القطاع المالي الإسلامي، وما النصيحة للبنوك المركزية في المنطقة، التي تتجاهل تطوير الجيل المقبل من المصرفيين الشباب في البنوك الاستثمارية الإسلامية؟
قال نج نام سين إن مسألة النقص في المواهب الشبابية في مجال التمويل الإسلامي ليست فريدة في سنغافورة وحدها بل هي أحد التحديات التي يواجهها قطاع التمويل الإسلامي عالميا، وقد دعمت ''ماس'' MAS تنمية المواهب وتوفير التمويل المشترك للتدريب المالي الإسلامي، على سبيل المثال أعلنت ''ماس'' MAS في عام 2009 رعاية الطلبة والمتدربين المؤهلين في التمويل الإسلامي لبرنامج الماجستير، إضافة إلى ذلك قامت ''ماس'' MAS بتدريب مجموعة من المصرفيين ومديري الصناديق ومسؤولي البورصة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية لتعزيز فهمهم لهذه المنطقة وإقامة علاقات تجارية.
وحول دور سنغافورة كلاعب عالمي في مجال التمويل التقليدي لكنها تعاني من نقص في موظفي البنوك الإسلامية وكيف يمكن لسنغافورة أن تأخذ مسألة تثقيف وتدريب المصرفيين على التمويل الإسلامي، وهل ستعتمد على رأس المال البشري الأجنبي لسد الثغرات، وهل هناك أي خطط لاستخدام خدمات المصارف الإسلامية الخليجية؟
قال نج نام سين: نحن سعداء بأن صناعة المصرفية الإسلامية في سنغافورة اتخذت عدة مبادرات استباقية لبناء رأس المال البشري، ففي عام 2010 على سبيل المثال قامت إدارة جامعة سنغافورة SMU بتأسيس المراكز المالية الإسلامية الدولية والمركز القانوني لإجراء البحوث والدراسات، مما جعل سنغافورة رائدة الفكر في القانون والتمويل الإسلامي، وابتداء من العام المقبل سيقوم المركز بإجراء الدراسات العليا لبرنامج الماجستير في القانون والتمويل الإسلامي، كما أن بنك HSBC أطلق برنامج التأمين والتمويل الإسلامي مع علماء سنغافورة الإسلاميين لتوفير التدريب لجميع المتدربين والمعلمين بخصوص التكافل الإسلامي في سنغافورة.