يوم مضطرب لإمبراطور الإعلام مردوخ .. اعتذار واستقالتان
في يوم مضطرب مليء بالقلاقل لإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ .. قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ليس هينتون الذراع الأيمن لروبرت مردوخ في "نيوز إنترناشيونال" قدم استقالته بعد ساعات فقط من استقالة ريبيكا بروكس المديرة التنفيذية للمؤسسة.
وأوضحت الصحيفة أن ذهاب أهم شخصيتين في "نيوز إنترناشيونال" جاء بعد 24 ساعة من تصريح مردوخ بأن ما حدث كان "مجرد أخطاء طفيفة" في معالجة أزمة التنصت، ليليها اعتذار منه في صفحة كاملة في كل الصحف الوطنية في بريطانيا عن سوء سلوك شركته.
وأكدت الصحيفة أن التحول المثير جاء بعد عشرة أيام من كشفها أن محققين خاصين يعملون لحساب صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" تنصتوا على هاتف فتاة قتيلة أثناء تحريات الشرطة عن اختفائها. وأدى هذا الكشف إلى غلق الصحيفة الأسبوعية بعد 168 عاما من الصدور، واعتقال عدد من موظفيها، وانهيار صفقة استحواذ "نيوز كورب" على شبكة بي سكاي بي التلفزيونية الخاصة.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لم يسلم من النقد بسبب استقباله آندي كولسون في آذار (مارس) الماضي وهذا بعد شهرين من استقالته من منصب مدير الاتصالات في مكتب رئيس الوزراء، حيث اتهم حزب العمال كاميرون بأنه يملك "ضعف تقدير استثنائي" باستقبال كولسون الذي اعتقل الأسبوع الماضي بسبب الفضيحة، وهو ينكر أي علم بعمليات التنصت.
وقالت الصحيفة إن من تداعيات الفضيحة وضع ضغوط شديدة على السير بول ستيفنسون، قائد شرطة متروبوليتان، حيث يقال إن كاميرون غاضب من ستيفنسون لأنه لم يبلغه بتوظيف نيل واليس، نائب رئيس التحرير السابق الذي اعتقل هذا الأسبوع، حيث عينه مستشارا للعلاقات الإعلامية. وقد طُلب من ستيفنسون أن يشرح الأمر لوزيرة الداخلية تيريزا ماي.
وأكدت الصحيفة أن دافع مردوخ لقبول استقالة بروكس لم يكن واضحا، بعدما وقف بثبات إلى جانبها في مواجهة دعوات استقالتها من قادة جميع الأحزاب السياسية الرئيسة، بمن في ذلك رئيس الوزراء. وقالت الصحيفة إن القرار لم يكن سريعا، بل كان قرار مغادرتها مدبرا خلال سلسلة لقاءات داخلية ومكالمات هاتفية عبر ضفتي المحيط الأطلسي مع المساهمين على مدى الأيام القليلة الماضية.
وكان إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ قد نشر اعتذارا أمس على صفحة كاملة في الصحف البريطانية، فيما حاولت مجموعة نيوزكورب تهدئة الصخب بسبب فضيحة التجسس على مكالمات هاتفية التي هزت الشركة وقضت على اثنين من كبار المسؤولين الصحافيين العاملين فيها.
وتعهد مردوخ في إعلانات نشرت على صفحة كاملة باتخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلة في محاولة لاستعادة المبادرة بعد استقالة ليس هينتون أحد كبار مساعديه ورئيس مجموعة داو جونز التي تصدر صحيفة وول ستريت جورنال، وريبيكا بروكس الرئيسة التنفيذية لوحدة الصحف البريطانية في مجموعة نيوزكورب أمس.
لكن البعض تساءل عما إذا كان الاعتذار واستقالة المسؤولين ستهدئ من حدة الاستياء العام والغضب السياسي بسبب مزاعم بأن صحيفة نيوز أوف ذا وورلد الشعبية المملوكة لمجموعة نيوزكورب تنصتت على آلاف المكالمات الهاتفية بما في ذلك مكالمات فتاة عمرها 13 عاما قتلت.