اليابان تغير وجهها بعد «تسونامي» بـ 152 مليار دولار في 5 سنوات
رجحت الحكومة اليابانية أن تصل تكلفة إعادة إعمار ما دمره الزلزال وموجات تسونامي التي عصفت بالبلاد في آذار (مارس) الماضي، إلى 152 مليار دولار على مدى خمس سنوات، وكانت الكارثة الطبيعية قد ألحقت أضرارا فادحة بأجزاء شاسعة شمالي اليابان. ودعت مسودة خطة حكومية خاصة بعملية التعمير إلى استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع تلاشي ثقة الرأي العام في الطاقة النووية بعد حادث انفجار في محطة فوكوشيما داييتشي النووية. ولم تحسم المسودة حتى الآن ما إن كان سيجري فرض ضرائب جديدة لتمويلها.
وتشمل مسودة الخطة تركيب بعض أضخم منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح اليابانية في المنطقة التي ضربتها الكارثة.
وتعتزم طوكيو الانتهاء من خطة إعادة البناء بنهاية الشهر الحالي لتصبح العمود الفقري لميزانية تكميلية ثالثة ستوضع خلال بضعة أشهر. وفي مطلع الشهر الجاري، أقرت الحكومة اليابانية ميزانية إضافية بقيمة 24.7 مليار دولار لمواجهة نفقات الإغاثة من الكوارث، وقبلها اعتمدت في أيار (مايو) الماضي ميزانية للطوارئ بقيمة 49.4 مليار دولار.
ويرجح مراقبون أن تتسبب تكاليف إعادة البناء في تفاقم عجز الميزانية العامة للدولة التي تنوء بالفعل تحت وطأة ديون تعادل مثلي حجم اقتصادها البالغ خمسة تريليونات دولار.
وقالت صحيفة "أساهي" اليابانية أمس، إن مسودة خطة لإعادة البناء بعد زلزال اليابان تتوقع أن تصل التكلفة إلى 152 مليار دولار على مدى خمس سنوات، لكنها لم تتناول زيادات ضريبية تعد ضرورية لتمويل المشروع.
وقالت "أساهي" إن المسودة تقدر تكاليف عملية التعافي للأعوام الخمسة المقبلة عند عشرة تريليونات إلى 12 تريليون ين (126 - 152 مليار دولار)، وهي تشمل تركيب بعض أضخم منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح اليابانية في المنطقة التي ضربتها الكارثة.
يذكر أن هذا الزلزال الذي حدث هو خامس أقوى زلزال على الكرة الأرضية منذ عام 1900 والأقوى على اليابان على مر التاريخ.
ونظرا للقوة الرهيبة لهذا الزلزال فقد تأثرت آنذاك جزر هاواي الأمريكية، كما أن الزلزال الذي بلغته قوته 8.9 أدى إلى انخفاض المياه في سواحل كاليفورنيا في أمريكا من الجهة الغربية من أمريكا المقابلة لليابان.
كما أن ارتفاع الأمواج الناتجة عن الزلزال الهائل تجاوز ارتفاع بعض جزر المحيط الهادي مما ينذر بغمر هذه الجزر كليا، إذ إن أكبر الأمواج التي سُجلت كانت سبعة أمتار في شمال شرق اليابان، وفق مركز إنذار أمواج المد البحري في هاواي، في حين أشارت تقديرات أخرى إلى أن الموجة كانت بارتفاع عشرة أمتار، وكان الزلزال قد عطّل الطرق والسكك الحديدية والكهرباء والموانئ في معظم أنحاء شمال شرق اليابان، وقفز بالخسائر إلى نحو 170 مليار دولار، وبلغ عدد ضحايا هذا الزلزال آلاف القتلى والجرحى والمشردين. يذكر أن ارتفاع الحرارة في العالم يهدد الأرض بطريقة جديدة وغير متوقعة عن طريق إثارة الزلازل والتسونامي والبراكين، وأن تغير المناخ لن يؤثر على الغلاف الجوى والبحر فحسب، وإنما سيقوم بتغيير جيولوجيا الأرض أيضا. وأن ذوبان الثلج سيؤدي إلى الانهيارات الثلجية والفيضانات والتدفقات الطينية في الجبال، وفي الوقت نفسه فإن اختفاء القمم الجبلية سيغير من الضغوط التي تؤثر في القشرة الأرضية، ما يؤدي إلى ثوران البراكين في العالم. وأكد المعهد الإيطالي للجيوفيزياء ودراسات البراكين، أن الزلزال الذي ضرب اليابان أدى على ما يبدو إلى إزاحة محور دوران الأرض عشرة سنتيمترات.
وأشار أنطونيو بيرسانتي مدير الأبحاث في المعهد، إلى أن هذه الحركة أكبر بكثير من تلك التي سجلت بعد الزلزال الذي ضرب جزيرة سومطرة عام 2004، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الزلزال الذي ضرب تشيلي في 1960.