أكبر أزمة إنسانية في العالم .. الجفاف يقتل 60 طفلا إفريقيا كل يوم

أكبر أزمة إنسانية في العالم .. الجفاف يقتل 60  طفلا إفريقيا كل يوم

وسط أزمة إنسانية لا مثيل لها في العالم، يموت نحو 60 طفلا كل يوم في معسكر واحد في منطقة القرن الإفريقي، وفق تقارير إخبارية صدرت أمس.
وأوضحت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن كل 24 ساعة يصل أكثر من ثلاثة آلاف شخص يعانون الجوع وسوء التغذية إلى المعسكرات المزدحمة بالفعل لكي يقيموا فيها.
وأضافت الصحيفة: إن حياة نصف مليون طفل معرضة لخطر وشيك وإن ما لا يقل عن 12 مليون شخص يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
ونقلت الصحيفة عن لويز باترسون مديرة وكالة المساعدة الطبية البريطانية في كينيا والصومال: "لم نشهد شيئا من هذا القبيل منذ عشرات السنين". وأضافت: "إن المئات من عمال الإغاثة يبكون مما يشاهدونه بأعينهم في منطقة القرن الإفريقي".
وأوضحت أن أعدادا كبيرة من العائلات يسيرون حفاة لعدة أيام بحثا عن الغذاء في مثلث الجوع الذي يقع على الحدود بين إثيوبيا وكينيا والصومال. وقالت: إن استمرار القحط والجفاف في المنطقة طيلة أكثر من 60 عاما أدى إلى نفوق أعداد لا حصر لها من الماشية والحيوانات وأدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء لتفوق قدرات كثير من العائلات الفقيرة في المنطقة. ويهدد الجفاف والجوع نحو 11 مليون شخص خاصة في الصومال وجنوب إثيوبيا وشمال كينيا. ووصفت منظمة "أوكسفام" الإنسانية البريطانية، التي بدأت أكبر حملة لجمع تبرعات لها في إفريقيا حتى الآن هذا الخطر بأنه "أكبر أزمة منسية في العالم". وأصبح موظفو الإغاثة مرة أخرى في سباق مع الزمن وذلك بعد مرور عامين على تعرض المنطقة نفسها لكارثة جفاف بالحجم نفسه تقريبا.
وهناك إجماع بين برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" ومنظمات إنسانية على أن ما تم جمعه من التبرعات حتى الآن أقل بكثير مما هو مطلوب لمواجهة الأزمة.
وليس هناك تعاطف حتى الآن مع صور تلفزيونية للمناطق التي أصابها الجدب التي تذكر بكارثة الجوع في إثيوبيا مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وذلك على الرغم من حرص موظفي الإغاثة على القيام بعمل شيء قبل وقوع الكارثة وليس بعد أن يصبح من غير الممكن إنقاذ ضحايا الكارثة.
ومعظم الناس في مناطق الجدب في الصومال وشمال كينيا شبه بدو ويناضل كثير منهم من أجل البقاء في شبه الصحراء القاحلة.
ودفع الجدب ونفوق كثير من قطعان الماشية سكان هذه المناطق الذين تتمثل مواردهم الوحيدة في الماعز والغنم والأبقار والجمال إلى الفقر المدقع. وأصبح التقدم المتواضع الذي تحقق هناك مهددا من جديد. وحذر جان كوكين من منظمة أوسكفام من أن 60 في المائة من القطعان نفقت في بعض المناطق. وتذهب تقديرات منظمة اليونيسيف إلى أن هناك 480 ألف طفل مصاب بسوء التغذية في منطقة القرن الإفريقي، أي بزيادة 50 في المائة عن عدد الأطفال الذين أصيبوا بسوء التغذية في جفاف 2009.
وتعد الصومال أكثر الدول تضررا من هذا الجفاف وبخاصة في ضوء استمرار الحرب الأهلية هناك منذ نحو 20 عاما ما دفع الناس للهروب إلى مخيمات اللاجئين.
وأصبح البقاء على قيد الحياة أصعب وأكثر قسوة، وأصبح الناس في منطقة داداب التي تمثل أكبر مخيم للاجئين في العالم، يشعرون بذلك أكثر فأكثر.
ويصل لهذا المخيم نحو 800 طفل يوميا قادمين من الصومال بعد السير لعدة أيام على الأقدام حفاة وجوعى وذلك حسبما ذكرت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" الإغاثية المعنية بمساعدة الأطفال.
لا يمكن مساعدة جميع الأطفال المتضررين الذين توفي كثير منهم أثناء السير. وأصبح مخيم داداب مكتظا بعد أن بلغ عدد لاجئيه نحو 350 ألف لاجئ. ويؤدي ضيق المخيم والشجار على إمكانيات الإغاثة المحدودة إلى حدوث توترات.

الأكثر قراءة