محتالون في ثياب علماء يسلكون طرقا ملتوية لتحقيق مآربهم

محتالون في ثياب علماء يسلكون طرقا ملتوية لتحقيق مآربهم

في سباق لاهث لإحداث تقدم معرفي ضخم، يُنسب إلى بعض العلماء تهمة تتجاوز مجرد إحداث التقدم. فبدءاً من تزييف البيانات وانتهاءً بإسكات الخصوم، لم يوقف هؤلاء الباحثين الأوغاد أي شيء عن المضي قدما. وتالياً ترصد مجلة ''بي بي سي فوكاس'' العلمية البريطانية أهم هذه الأسماء.
تروفيم يسينكو
في ظل معاناة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية من نقص الحبوب، بدا يسينكو وكأنه المنقذ. ففي العشرينيات، تحدث يسينكو عن تعريض الحبوب الشتوية، مثل القمح، إلى البرودة والرطوبة لتحفيزها على التبرعم عند زراعتها في فصل الربيع، وبالتالي زيادة إنتاج المحاصيل. وفي إطار رفضه لعلم الجينات التقليدي، تحدث يسينكو عن السمات التي يكتسبها الأب على مدار حياته وترثها ذريته. ولكن النتائج لم تدعم نظريته وتمكنت الحكومة من تغطية نقاط فشله نظراً لتصادمها مع المُثُل السياسية. تحول يسينكو إلى عالم مقرب ومفضل لدى ستالين، وساهم من خلال شجبه النشط لأفكار مندل، في تعرض عدد من علماء الهندسة الوراثية السوفييتيين إلى عقوبة السجن والإعدام.
مالكوم بيرس
أحرز استشاري طب الولادة مالكوم بيرس أول تقدم طبي له عام 1994 بعلاج حالة حمل خارج الرحم – حيث يجري تلقيح البويضة خارج الرحم وما ينجم عن ذلك من تعرض النساء لنزيف يؤدي إلى الموت. قال بيرس إن الأم الحامل، المريضة X، تمكنت من وضع الطفلة. في تجربة إكلينيكية أُجريت على 191 امرأة. وادّعى بيرس تمكنه من منع حالات الإجهاض من خلال العلاج بالهرمونات. ونظراً لتزايد شكوكهم فيما يدعيه بيرس بشأن تلك النتائج، تقدم زملائه في مستشفى سانت جورج في لندن بطلب إجراء تحقيق، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى زيف النتائج المتعلقة بالمريضة X والمرضى 191 من النساء. وتعرّض بيرس لاتهامه بسوء السلوك المهني من قبل المجلس الطبي العام وتمت إقالته من منصبه.
إسحاق نيوتن
لم يكن السير إسحاق نيوتن يفضل فكرة المشاركة داخل الساحة العلمية. فبعد قيام نيوتن بوصف قانون الجاذبية في أول كتبه (''فسلفة مبادئ الرياضيات الطبيعية'')، ادعى منافسه الموسوعي روبرت هووك، أن تبادله الرسائل مع نيوتن ساعد الأخير في اكتشاف قانون الجاذبية. جاءت إجابة السير إسحاق نيوتن على هذا الادعاء متمثلةً في التخلص من كافة الإشارات إلى هووك في المجلد الثالث من المبادئ، وربما لجأ أيضاً إلى تسجيل فكرة سقوط التفاحة بأثر رجعي للإشارة إلى توصله للفكرة منفرداً. وفي نهاية القرن السابع عشر، جرت بين نيوتن وعالم الرياضيات الألماني، جوتفريد لايبنتز، نقاشات جدلية حول شخصية مخترع حساب التفاضل والتكامل. لذا فقد أسست الجمعية الملكية لجنة للتوصل إلى حل لهذا النزاع – كان نيوتن هو رئيس الجمعية الملكية ولذلك قام بكتابة التقرير النهائي!
هوانج وو-سوك
غدا عالِم التكنولوجيا الحيوية من أصل كوري شمالي، هوانج وو-سوك، بطلاً قومياً بفضل مقالتين قام بنشرهما في مجلة ''ساينس''، حول استنساخ البويضات من الإنسان واستخدامها لإنتاج خلايا جذعية، كتقنية تساعد على علاج الأمراض ومعالجة الأنسجة التالفة. وباستثناء الخلايا الجذعية التي تحدث عنها هوانج، تم الحصول على سلالات من بويضات تبرعت بها نساء مقابل 850 جنيه أو أخريات من العاملات في معمله، في حين توصلت التحقيقات الداخلية التي أجرتها الجامعة الوطنية في سيئول إلى زيف نتائجه. لذا فقد تم فصل هوانج وسحبت مجلة ''ساينس'' مقالتيه. في هذه الأثناء، تلقى هوانج ملايين الدولارات مقابل نتائجه البحثية، بعضها تم استغلاله بشكل غير لائق، لتجري إدانته في النهاية بالاختلاس ومخالفة قوانين أخلاقيات علم الأحياء.
أندرو ويكفيلد في عام 1998، نشرت المجلة الطبية ''لانسيت'' دراسة حول العلاقة بين لقاح MMR والتوحد لدى الأطفال، طَالبَ فيها المؤلف الرئيسي، ويكفيلد، بتعليق الحقن بلقاح MMR. وفي أثناء ذلك، تعذر على الدراسات الوبائية التالية العثور على العلاقة المذكورة. لذا فقد لجأ المجلس الطبي العام إلى تقييم ''مدى أهليته لممارسة المهنة'' وأصدر حكمه ''بفشل ويكفيلد في القيام بمهامه كاستشاري مسؤول'' وقيامه بتصرفات ''غير أمينة أو مسؤولة''. ومن ثم وُجهت إليه تهمة سوء السلوك وتبعها شطبه من السجل الطبي، في حين أشارت المجلة الطبية البريطانية إلى قيامه بتزييف البيانات. وعلى الرغم من كافة الدلائل، ظل الآباء متشككين في لقاحMMR، وهو ما أدى إلى إصابة 1000 حالة بالحصبة في 2008، بما يمثل 10 أضعاف العدد في 1996.

الأكثر قراءة