اليوم العالمي للتبرع بالدم.. إنقاذ المزيد من الأرواح

تحتفل المملكة مع دول العالم باليوم العالمي للتبرع بالدم الذي أقيم هذا العام تحت شعار ''زيادة إمدادات الدم تنقذ المزيد من الأرواح''. ولا شك أن التبرع بالدم عمل إنساني نبيل لأنه يسهم في إنقاذ حياة الآلاف من المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى نقل الدم، حيث تلاقي نحو نصف مليون امرأة حتفها كل عام أثناء الولادة، وتقع الغالبية العظمى من هذه الوفيات في البلدان النامية.
فكلما ازداد التقدم الطبي ازدادت الحاجة بشكل حاد إلى الدم لتلبية الطلبات الكثيرة والمستمرة للدم ومشتقاته، خاصة في علاج مرضى الأورام وأمراض الدم الوراثية كالثلاسيميا والأنيميا المنجلية، وأثناء العمليات الجراحية الكبرى كعمليات القلب المفتوح وزراعة الكبد التي تحتاج إلى العديد من أكياس الدم لكل مريض. ولقد أسهمت الفحوص المتقدمة التي يتم إجراؤها قبل نقل الدم في تقليل فرص انتقال العدوى للمريض الذي ينقل إليه الدم أو أحد مشتقاته، لذلك يتفق الجميع على أن الاعتماد على التبرع الطوعي وتشجيع المتبرعين على التبرع بشكل منتظم سيقلل مخاطر العدوى، مع الاهتمام بمراقبة الجودة في كل مراحل سلسلة نقل الدم.
لذى يرى المهتمون أن التثقيف بأهمية وضرورة التبرع المنتظم بالدم يمثل الجزء الأساسي في استراتيجية تحفيز المتبرعين، وأن له دورا مؤثرا وفاعلا في جلب الأفراد للتبرع بالدم عن قناعة تامة بأهمية هذا العمل دون انتظار أجر أو ثمن لقاء ما يتبرعون به إلا الأجر والثواب من الله - عز وجل - قال تعالى: ''ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا''. وهذه الخطوة تتطلب اتصالا مستمرا بين العاملين في مراكز خدمات نقل الدم والمستهدفين من المتبرعين للتأكد من تفهمهم أن التبرع بالدم أمر ضروري وحيوي للجميع، وكل فرد منا قد يحتاج إلى الدم، فالإصابة بمرض خطير أو التعرض لحادث يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم وقد تفقد كمية كبيرة من الدم، ما يشكل خطرا على الحياة، ولا بد من توافر الدم بالنوعية التي تتفق مع دم أجسادنا.
كما أن علينا واجبا لا يقل أهمية في مناشدة الأطباء المعالجين عدم إعطاء الدم أو مشتقاته إلا عند الضرورة لإنقاذ حياة أو لعلاج حالة مرضية خطيرة، كما أنه يجب بذل كل الجهد لتجنب إعطاء الدم في الحالات التي يمكن أن تعالج أو تتقى باستراتيجيات صحية أخرى وأن تستخدم البدائل الأكثر أمانا من نقل الدم.
كما تبرز أهمية نقل أحد مشتقات الدم حسب حاجة المريض وعدم نقل الدم الكامل لمن يحتاج على سبيل المثال للصفائح الدموية أو كريات الدم الحمراء فقط. ويؤكد أهمية ما ذكر تفعيل دور لجان نقل الدم في المستشفيات التي لا بد من تكوينها لتكون الصلة مستمرة مع المختصين في بنوك الدم والأطباء الجراحين في المستشفيات ولتدارك أي مشكلات محتملة تنجم من نقل الدم.
ويأتي دور مهم يمكن أن تؤديه الجهات التعليمية والإعلامية، حيث إن إدخال مادة عن الدم في المراحل الدراسية سيعزز من درجة الاقتناع بأهمية الدم وضرورة التبرع به، كما أن إظهار أهمية الدم وفوائد التبرع به في وسائل الإعلام المختلفة، وذلك باستضافة المختصين وتغطية حملات التبرع بالدم وإعداد التقارير عن مراكز خدمات نقل الدم في المستشفيات وذكر فوائد التبرع بالدم، ولا شك أنها عوامل مؤثرة لزيادة الوعي والاقتناع بأهمية التبرع بالدم بين فترة وأخرى، وأن تقوم الجهات الصحية بوضع برنامج شامل للدم وتوفر الدعم اللازم، ولا بد من الإشادة بالدور الذي يؤديه العاملون في بنوك الدم في جذب المتبرعين وإجراء اختبارات التوافق ومتابعة تخزين الدم وصرفه لمن يحتاج إليه من المرضى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي