رماد «بركان تشيلي» يعطل رحلات طيران نيوزيلندا وأستراليا
دفعت الرياح سحابة من الرماد من بركان تشيلي فوق المحيطين الأطلسي والهندي حتى الأطراف الجنوبية من نيوزيلندا وأستراليا مما تسبب في تعطل حركة الملاحة الجوية أمس.
ألغت شركة كوانتاس الأسترالية للطيران 56 رحلة من بينها جميع الرحلات من ملبورن ومدينة أوكلاند في نيوزيلندا.
وقالت الشركة إنها ستستمر في مراقبة حركة سحابة الرماد وتأثيرها في عمليات تسيير الرحلات الأخرى. وقالت إن لديها خبرة كبيرة في إدارة وتقييم تأثير الرماد البركاني في عمليات تسيير الرحلات. وكانت شركة إير نيوزيلاند قد قالت في وقت سابق إنها تسير رحلاتها على ارتفاعات منخفضة ومسارات مختلفة لتجنب الرماد ولا تتوقع أي تعطل.والبركان في منطقة بويوي كوردون كولي في تشيلي ثائر منذ الأسبوع الماضي مما دفع حركة السفر الجوي في أمريكا الجنوبية نحو الفوضى، خاصة أنه ينفث الرماد نحو مسافات مرتفعة في الغلاف الجوي.
وقالت ''كوانتاس'' في وقت سابق إنها ألغت رحلات إلى جزيرة تسمانيا ووجهات إلى ساوث آيلاند في نيوزيلندا.وقالت ايما كيرنز المتحدثة باسم الشركة لـ ''رويترز'' : نعتقد أنه خطير للغاية. وقالت ''إير نيوزيلاند'' إن طائرتها ستحلق على ارتفاع 18 ألف قدم للبقاء تحت سحب الرماد أو ستأخذ مسارات أخرى لتجنبها.
وقال ستيف شربورن خبير البراكين في معهد نيوزيلندا للعلوم الجيولوجية والنووية إن الرياح حملت الجسيمات الدقيقة للرماد التي تمثل خطرا على هياكل ومحركات الطائرات شرقا لتستقر بين عشرين ألف قدم و35 ألف قدم فوق الأجزاء الجنوبية من أستراليا ونيوزيلندا.
وقال إن ثوران البركان كان قويا على نحو خاص وقادرا على الاستمرار في نفث الرماد في الغلاف الجوي. ومضى يقول : إذا ما استمر الثوران فقد يؤثر فينا بعض الوقت. من جهة أخرى تم تعليق العشرات من الرحلات الجوية من البر الرئيس لأستراليا إلى جزيرة تسمانيا الأسترالية ونيوزيلندا أمس الأحد بسبب سحابة الرماد البركاني . ودفعت الرياح القوية سحابة الرماد مسافة 9400 كيلومتر عبر جنوب المحيط الهادئ منذ ثورة بركان ''بوييهو'' قبل أسبوع.
وقررت شركتا طيران إلغاء جميع رحلاتهما إلى تسمانيا والجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا بينما قررت شركتان أخريان تسيير رحلاتهما على ارتفاع منخفض لتجنب السحب.
ومن الممكن أن تتأثر رحلات أخرى في الأيام المقبلة، حيث توقع خبراء الأرصاد تحرك سحابة الرماد نحو الشمال إلى ملبورن وأديلايد.وقال أندرو تابر من المركز الاستشاري للرماد البركاني في داروين إن وصول رماد من بركان ثائر في أمريكا الجنوبية إلى أستراليا أمر لم يحدث منذ 20 عاما. وألغت شركة كوانتاس للطيران رحلات داخلية وأخرى إلى نيوزيلندا بسبب الرماد في الجو المتأتي من سحابة بركان بويوي في تشيلي، حسبما أفادت الشركة الأسترالية.
وأوضحت أن هذا الإجراء ''سار لليوم فقط حتى اللحظة''، مضيفة أن نحو 1500 راكب معنيون بهذه التدابير. وأضافت ''نتابع من كثب الوضع ونعمل بشكل وثيق مع السلطات''.
وألغت شركة جيت ستار التابعة لكوانتاس أيضا رحلات أمس إلى تاسمانيا أو نيوزيلندا في حين أبقت شركتا فيرجن أستراليا وطيران نيوزيلندا على برامج رحلاتهما من دون أي تعديل.
وأشارت الشركة النيوزيلندية إلى أنها تعدل الطرق الجوية التي تسلكها ومستوى ارتفاع طائراتها بغية تجنب سحابة الرماد البركاني.وحذرت سلطات الطيران المدني في هذا البلد من أن المجال الجوي النيوزيلندي قد يتأثر بهذه السحابة على مدى أسبوع على الأقل.وأدى ثوران البركان التشيلي إلى إلغاء عديد من الرحلات في أمريكا الجنوبية الأسبوع الفائت.وكان بركان بويوي في حالة ركود منذ نصف قرن. وفي آيسلندا، أدى ثوران بركان ايجافيول عام 2010 إلى أكبر عملية إغلاق للمجال الجوي في تاريخ أوروبا في أزمنة السلام، مع إلغاء أكثر من 100 ألف رحلة وبقاء ثمانية ملايين راكب عالقين طيلة شهر.