السيارات الكهربائية .. فوائد قوم عند قوم مصائب !

السيارات الكهربائية .. فوائد قوم عند قوم مصائب !

علا صوت قطارات الشوارع وحافلات الركاب والسيارات عند مرورها بأحد ميادين مدينة بريمن شمال ألمانيا، إنه صوت يضطر معه المتحدث إلى رفع صوته حتى يسمع.
وتراصت عدة سيارات منتظرة الإشارة الخضراء في هذا الميدان محدثة جلبة ملحوظة. ولكن هناك بعض السيارات التي تنطلق دون ضجيج تقريبا وهو ما جعل الألمانية بيترا هايدن (45 عاما) التي حرمت نعمة البصر تقريبا تقول:''لا أسمع هذه السيارات''. وتضطر هايدن للاعتماد أثناء تنقلها في الشوارع على حواسها الأخرى، ولكن هذه الحواس تخذلها مع السيارات الكهربائية ''فليس لها الضجيج السائد والمعروف للسيارات'' حسبما تقول هايدن. أجرى معهد فراونهوفر لتصنيع التقنيات الدقيقة في مدينة بريمن اختبارا أمس الأول، في إحدى ساحات انتظار السيارات في المدينة لقياس مدى قدرة المكفوفين على سماع الصوت الخافت للسيارات الكهربائية وذلك في ظل مطالبة اتحادات للمكفوفين منذ وقت طويل بتزويد هذه السيارات بجهاز يحدث صوتا مميزا.
كما أن خبراء القانون في الأمم المتحدة يعكفون حاليا على استحداث لائحة تنظم ذلك. ولكن كيف يمكن أن يكون شكل هذا الصوت المولد صناعيا بالضبط؟ وما هي المواقف التي تحتاج إلى هذا الصوت. يسعى الخبراء الألمان للحصول على معلومات جديدة من خلال هذا الاختبار.
وعن ذلك يقول تورستن موللر رئيس مشروع الأنظمة الكهربائية في معهد فراونهوفر:''القوانين تسن حاليا من خلال أشخاص ليسوا مكفوفين ولا يفهمون السيارات الكهربائية''.
دعا الخبراء نحو 35 شخصا من الولايات الألمانية بريمن وسكسونيا السفلى وبرلين وذلك للحكم على الأصوات التي تصدرها السيارات الكهربائية عند دخولها شوارع هادئة وميادين صاخبة. في الخطوة الأولى سارت عشر سيارات تعمل بالبطاريات الكهربائية تليها سيارات عادية، ولا تمثل هذه السيارات مشكلة بالنسبة للألماني كلاوس بيرلينج عندما تسير في وسط هادئ ''فلقد سمعت السيارات الكهربائية مثل الآخرين''.
ولكن عندما مرت حافلة بمدخل الشارع بعد ذلك كان على بيرلينج البالغ من العمر 39 عاما أن ينتبه حيث اختفت أصوات السيارات الكهربائية تماما.
وحدث الشيء نفسه فيما بعد مع بقية المشاركين في الاختبار، فلم ينتبه كل من بيرلينج و هايدن لصوت السيارات الكهربائية تقريبا خاصة عندما تسير ببطء أو تصطف، سواء كانت هناك ضوضاء في المنطقة القريبة منها أم لا.
ود المكفوفون في ألمانيا والمنظمات الممثلة لهم أن تصدر السيارات الكهربائية صوتا مميزا عندما تنخفض سرعتها عن 40 كيلومترا على سبيل المثال بحيث لا يمكن فصل هذا الصوت من قبل السائق.
وقال هانز كارل بيتر العضو بأحد هذه الاتحادات:''نحن لا نريد ضوضاء ولكننا نريد صوتا بشكل ما. ولابد ألا يكون هذا الصوت قابلا للخلط مع أصوات أخرى، لابد أن يكون لكل علامة من علامات السيارات صوت خاص بها''.
كيف يمكن ألا تصدر السيارات الكهربائية أصواتا مثل أصوات الشاحنات عند رجوعها؟ يرى بيرلينج أن هذه فكرة جيدة، كما أن هايدن تتمنى أن يختلف الصوت بينهما كما يختلف صوت محركهما العادي وذلك حتى يعرف المكفوفون ما إذا كانت السيارة تسير للأمام أم تكبح عجلاتها وتعرف في أي اتجاه تسير.
تسعى الحكومة الألمانية لأن يبلغ عدد السيارات الكهربائية المرخصة في ألمانيا مليون سيارة بحلول عام 2020 مما يعني أنه من الممكن أن تتراجع الضوضاء في الشوارع الألمانية وذلك لأنه كلما ازداد عدد السيارات الكهربائية في الشوارع تراجعت الخلفية الصوتية للسيارات الأخرى ''عندها سيكفي أن تصدر السيارات الكهربائية صوتا خافتا'' حسبما رأت هايدن.

الأكثر قراءة