الإيدز .. أول وباء في التاريخ يتم توثيقه منذ بدايته في فيلم سينمائي
أمضى المخرج السويدي ستافان هيلد براند ربع قرن في توثيق ما يحدثه فيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) ومرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) في أكثر من 40 دولة، جامعا مكتبة سينمائية فريدة ورؤية عن الوباء الذي لا مصل له ولا علاج.
وقال هيلد براند في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية إن توفير عقاقير مضادة لفيروس إتش آي في، في الدول الغنية والفقيرة، كان أحد المعالم البارزة خلال 30 عاما منذ اكتشاف الفيروس رسميا.
ولقي نحو 30 مليون شخص إلى الآن حتفهم بسبب مضاعفات مرتبطة بالإيدز، وفقا لأرقام نشرتها الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، إضافة إلى أكثر من 60 مليون مصاب. ويعتزم هيلد براند عرض فيلمه الوثائقي دروس مستفادة عن الإيدز ومدته 20 دقيقة في الندوة الدولية الإيدز في عمر الثلاثين في كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وسيستخدم محتوى سجله الهائل الذي وثقه عن تجارب المصابين بفيروس إتش آي في ومرض الإيدز ـــ وهو أول وباء في التاريخ يتم توثيقه منذ بدايته تقريبا في فيلم. وقال هيلد براند، مسترجعا تاريخ المرض، إنه في السنوات الأولى، توفي كل الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس إتش آي في في ذلك الوقت ولم يكن هناك علاج.
وأضاف أن الأمر كان مرعبا، كل المصابين يموتون. كانت هناك حالة من الخوف، ووصمة العار، الناس لا يجرؤون على أن يلمسوا أي شخص مصاب، أو يصافحوه أو حتى يستخدموا الطبق نفسه الذي استخدمه.
وتابع كان هناك كثير من الإجحاف كما أن المرضى عانوا نفسيا وحدثت نقطة تحول في عام 1996 من خلال إنتاج العقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية. لكن كانت هناك مخاوف من أن تكون هذه العقاقير متاحة فقط للأغنياء. وتقدر تكلفة مجموعة العقاقير السنوية بنحو 12 ألف دولار للمريض الواحد، وهو مبلغ يفوق الموارد المالية لمعظم الأشخاص أو حتى ميزانيات الصحة للبلدان الفقيرة. وقال هيلد براند إن المصابين في إفريقيا ظلوا يموتون، إضافة إلى المصابين في آسيا وأمريكا اللاتينية. كان هناك جدل بغيض عندما كنت أصور أفلاما في أعوام 1996 و1997 و1997 و1999 وهو أن الأغنياء فقط من يحصلون على الدواء. كان الأمر مرعبا جدا.
وبعد ذلك في عام 2000، في المؤتمر الدولي للإيدز في مدينة دربان في جنوب إفريقا، توصلت شركات الأدوية ومنظمات الأمم المتحدة وشركاء مؤثرون أمثال نيلسون مانديلا وبيل جيتس إلى اتفاق لتخفيض سعر العقاقير المضادة للفيروس بالنسبة للبلدان الأكثر فقرا. وبدأت بلدان في إلزام نفسها بتخصيص ميزانيات للعقاقير وانخفضت الأسعار بصورة تدريجية. ويقدر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز (يونيدز) أن أكثر من ستة ملايين شخص في البلدان ذات الدخل المحدود أو المتوسط يحصلون على علاجات الإيدز في أواخر عام 2010.
ومن الأشياء قريبة الصلة بتوفير العقاقير، هي الحاجة إلى وجود نظام رعاية صحية من خلال العيادات المحلية التي يمكن أن تصل إلى الناس. ويقول هيلد براند إن الإيدز شق طريقه للصحة العالمية حسب اعتقادي.
وأشار هيلد براند إلى أنه توصل إلى رؤية بعد سنوات من الترحال وإجراء مقابلات مع نشطاء وباحثين وعاملين في مجال الجنس ومرضى وعاملين في مجال الصحة وهي نحن جميعا مرتبطون.
كما وثق المخرج السويدي ناحية أخرى تتعلق بجهود تطوير لقاح ضد الفيروس، وقال هيلد براند إنه يأمل أن يرى لقاحا قبل وفاته. وتعاون هيلد بران، الذي أخرج أفلاما طويلة تتناول ثقافة الشباب، خلال عمله على فيروس ومرض الإيدز، من كثب مع معهد كارولينسكا في ستوكهولم والذي يختار الفائزين بجائزة نوبل للطب.
وطلب هانز ويجزيل، الرئيس السابق للمعهد، من هيلد براند في مرحلة مبكرة حفظ اللقطات التي لم يستخدمها، متوقعا أنه في وقت ما ستكون المادة فريدة. وتتاح المادة التي جمعها هيلد براند على موقع فيس أوف إيدز على الإنترنت الذي تديره منظمة لا تهدف للربح ويجزيل أحد المشاركين في تأسيسها.
ويقدر المخرج السويدي أن لديه أكثر من 1200 ساعة من التصوير لكن لعدم وجود اعتمادات مالية لم يتم تحويلها كلها إلى محتوى رقمي. ويعتزم الموقع هذا الشهر الانتهاء من هدفه من تطوير سجله السينمائي الحالي إلى أداة تعليمية بحثية معلوماتية موجودة بصورة رقمية قابلة للبحث عنها على الإنترنت وتتناول تاريخ الإيدز.