يمنيون يحنون لصنعاء «من دون سلاح»
عادت المظاهر المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء، حتى أصبحت تشاهد مع الأطفال والشباب والنساء أيضا، بشكل لافت وغريب ، ويكاد إطلاق النار لا يتوقف إما للترفية، أو لمواجهات مسلحة بين أشخاص، بعد قرابة أربع سنوات من الجهد الذي بذلته وزارة الداخلية لمنع التجوال في شوارعها وأزقتها، ومنع المشايخ الدخول به مع مرافقيهم وخاصة الكلانشنكوف، وضبط نحو 800 ألف قطعة سلاح، من بين 50 مليون قطعة سلاح يقال إنها بين أيدي اليمنيين.
وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الأمن، لقد بدأت محاربة التجوال بالسلاح الناري (مسدسات وكلاشنكوف) في آب (أغسطس) عام 2007، و خصصت مخازن في مداخل العاصمة وعواصم المحافظات لحفظ الأسلحة وإعطاء أصحابها إيصالا بذلك، ثم تلى ذلك منع التجوال بالسلاح المرخص وخاصة المسدس الشخصي.
وأضاف أنه سيتم خلال الأيام القادمة إعادة منع التجوال بالسلاح وسط المدن وخاصة بعد انتشاره بين مسلحين تابعين لبعض المشايخ. وسمحت وزارة الداخلية اليمنية لحراسات كبار موظفي الدولة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية بحمل المسدسات فقط وبشكل غير ظاهر، ثم بدأت بمنع السلاح المرخص لكنها فوجئت بمعارضة من مشايخ القبائل.
وقالت وزارة الداخلية إنها صادرت منذ انطلاق حملة منع حمل الأسلحة في آب (أغسطس) 2007 حتى الآن نحو 800 ألف قطعة سلاح ناري متنوعة ضبطت في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأحبطت حكومة دبي مطلع العام الحالي صفقة سلاح كانت ستتجه من تركيا إلى صعدة، عبارة عن 16 ألف مسدس.
وأصبح تاجر السلاح اليمني المعروف فارس مناع محافظا لمحافظ صعدة، وبتأييد من الحوثيين الذين أصبحوا يسيطرون على المدينة منذ شهرين. وعادت أسواق السلاح المحيطة بالعاصمة صنعاء لبيع أنواع شتى من السلاح، و يمكن للمرء أن يشتري المسدسات أو رشاشات "كلاشينكوف"، وقذائف الـ"آر بي جي"وصواريخ محمولة، هذا عوضا عن المدافع والقنابل والذخائر.
وتعتبر الأسلحة الروسية هي الأكثر انتشارا في الأسواق اليمنية ، تليها الصينية، والتشيكية والإسبانية، ثم الأمريكية وهي الأغلى وغالبا ما تكون حكرا لكبار المشايخ والمسؤولين وأبنائهم كنوع من التفاخر.
وقالت لـ"لاقتصادية"منى الحارثي مسؤولة اتحاد نساء اليمن فرع محافظة صنعاء إن هناك حنينا وشوقا كبيرين لرؤية العاصمة صنعاء، كما كانت حتى كانون الثاني (يناير) الماضي، خالية من التجوال بالسلاح، ودون سماع دوي طلقات نارية وانفجار من حين إلى آخر.
وكشفت أن بعض النساء أصبحن يحملن مسدسات شخصية خوفا على أنفسهن من أي عدوان قد يواجههن رغم أن المجتمع اليمني معروف عنه أنه لا يعتدي على النساء ويعتبره حسب العادات اليمنية (عيبة في حق المعتدي سواء كان مسؤولا أو شيخ قبيلة حتى في حال الحروب والثأر).