«فيفا» يتناسى مشاكل الفساد بأغنية لفنانة جامايكية .. وحركات بهلوانية لشاب سويسري

لم يتوقع المدعوون الـ 1200 من شخصيات سياسية ورياضية وإعلامية، لحفل افتتاح الدورة الحادية والستين للكونجرس الرياضي أمس الأول، في هالينشتاديون في زيورخ، أن يعيشوا أجواء ثقافية حميمة، في ظل القضايا التي تزعج هذه المنظومة الرياضية العالمية من قضايا فساد وانشقاق وخلافات كانت مادة دسمة لوسائل الإعلام. ويلقي المتحدثون كلمات تتحدث عن التضامن والتعاضد وعلى رأسهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا''، الذي كان وضعه صعبا في آخر مؤتمر صحافي عقده الإثنين الماضي في مقر الفيفا في حي سترس القديم في زيورخ.
فكان هذا الحفل الذي استمر ساعة ونصف ساعة، فرصة لتهيئة المناخ لانعقاد الجمعية العمومية رقم 61، وقد كان هذا الموعد مملوءاً بالمعاني حيث انصهرت فيه الثقافة السويسرية وبنظيراتها العالمية؛ كما شكل فرصة لسياسيين ورياضيين مرموقين ليلقوا كلمات لم تخل من الأهمية.
انطلق الحفل على إيقاع نشيد ألفه فرانز لامبرت، ثم تلاه استعراض أعلام الاتحادات الأعضاء الـ208. ثم اعتلى المنصة بعد ذلك ألان شولك، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاما، متخصص في الحركات البهلوانية، وينحدر من عائلة تعاقبت أجيالها على العمل في سيرك بيروسك. وقد أدهش هذا الشاب بأدائه المبهر المدعوين للحفل، حيث استمتع الحاضرون بمهارات شولك الذي حاز عدداً من الأرقام القياسية على المستوى الدولي، خاصة في مجال الرقص الأيرلندي.
وقد كان رئيس فيفا أول من تناول الكلمة خلال هذا الحفل، ولم تفته بدوره فرصة الترحيب بالمدعوين حيث قال: ''نحن في عالم يمر بكثير من التغييرات والمشاكل. مشاكل طبيعية مثل تلك التي في هاييتي وتشيلي وباكستان وأستراليا ونيوزيلندا أو اليابان أخيرا، إضافة إلى التغيير من الناس في مختلف المناطق في هذا العالم. أعتقد أن كرة القدم قد تلعب دور الوسيط، بفضل قيمها المتعلقة بالاحترام واللعب النظيف والانضباط. ولكن الأمر لا يبدو كذلك، حيث إن هرم فيفا يهتز على أسسه. ولكن يجب حماية كرة القدم لأنها تنتمي إلى الجميع''.
ثم جاء دور عمدة زيورخ، كورين موش، التي خاطبت الحضور قائلة: ''إنه لفخر كبير أن أرحب بكم جميعاً في زيورخ وفخورة أيضاً أن زيورخ هي مقر فيفا منذ 1932 وهذا الأمر يجعل زيورخ عاصمة كرة القدم. وأعقب كلمة موش استعراض لرقص الباليه الكلاسيكي، قبل أن يلقي جاك روج، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلمته.
ثم حان دور أبرز عرض في السهرة، الذي قدمته الفنانة الموهوبة جريس جونز، المتحدرة من أصول جامايكية، التي لديها مسيرة فنية ناجحة واستثنائية، تقلبت خلالها بين الغناء والتمثيل وعرض الأزياء، إذ لا يزال الجميع يتذكر أداءها الرائع في فيلم جيمس بوند ''نظرة الموت'' وقد أبهرت جونز الحضور بأغنيتها La Vie en Rose.
وبعد هذا الأداء المدهش، كان للحضور موعد مع كلمة ميشلين كالمي- ري، رئيسة الاتحاد السويسري، وقد صرحت الأخيرة في معرض كلمتها: ''ما أحبه في كرة القدم أنها رياضة للأفراد والفرق حيث إن لا شيء يمكن أن يتحقق من دون التزام الجميع. كرة القدم تعلّم التسامح وهي رياضة عالمية. كرة القدم هي صلة الوصل بين كل العالم حيث تجمع الأعراق والألوان. ومن دون فيفا، لن يكون ممكناً أن نعيش كرة القدم حول العالم. أعتقد أن شعاركم تطوير كرة القدم، والتواصل مع العالم وبناء مستقبل أفضل هو شعار ناجح. واختتم الحفل بأغنية أخرى من جريس جونز التي غنّت أغنيتها المشهورة Slave to the Rhythm.