هلع أوروبي بسبب «بكتيريا الخضراوات النزفية» .. «الخِيار الإسباني» متهم.. وشكوك بأنه «هجوم إرهابي»

عم الهلع كافة أوروبا بسبب بكتيريا الخضراوات النزفية ، حيث أعلن مسؤول الصحة في إقليم الباسك في إسبانيا أمس، أنه تم اكتشاف أول حالة إصابة محتملة ببكتيريا ''اشرشيا قولاي القولونية النزفية'' (إيه إتش إيه سي).

وكانت ألمانيا قد ألقت باللوم على الخيار الإسباني بأنه المسؤول عن تفشى البكتيريا التي أودت بحياة 14 شخصا قي ألمانيا .ونفت إسبانيا مثل هذه الاتهامات، مؤكدة أنه لم يصب أحد بالبكتيريا في إسبانيا نفسها.

ويشتبه الأطباء حاليا في أن الرجل (40 عاما) الذي يرقد في العناية المركزة في مستشفى سان سيباستيان ربما يكون مصابا بهذه البكتيريا.

#2#

ومع ذلك من المحتمل ألا يكون الرجل قد أصيب بالبكتيريا في إسبانيا، حيث إنه عاد أخيرا من رحلة لألمانيا وجمهورية التشيك.

كما يجري علاج رياضية إسبانية لإصابتها بالبكتيريا في مدينة هامبورج الألمانية وكانت تشارك في ماراثون للجري.

وتستعد إسبانيا للمطالبة خلال اجتماع وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي في المجر اليوم بتعويض مالي عن الضرر الذي لحق بصادراتها من الخضراوات التي توقفت تماما في وسط أوروبا وروسيا بعد اتهامات ألمانيا.

وقال ممثلو إسبانيا في الاجتماع إن هذا القطاع يتكبد خسائر بقيمة 200 مليون يورو (286 مليون دولار) أسبوعيا.

ودعت روسا أجيلار وزيرة البيئة والحياة الريفية الإسبانية ألمانيا لإنهاء تحقيقاتها فورا بشأن مصدر البكتيريا وإعلان النتائج.

وبالإضافة لألمانيا تم تسجيل 48 حالة إصابة بالبكتيريا في خمس دول أوروبية أخرى وهي النمسا وبريطانيا والدنمارك وهولندا والسويد، إضافة إلى ثلاث حالات في الولايات المتحدة.
يشار إلى أن جميع الحالات المصابة حتى الآن لأشخاص كانوا في ألمانيا أو مواطنين ألمان سافروا إلى الخارج.

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الدنماركية أمس أن الاختبارات التي أجريت على الخيار المحلي أثبتت خلوه من بكتيريا ''اشرشيا قولاي القولونية النزفية'' (إيه اتش إيه سي).

#3#

وقالت إدارة الأغذية والحيوانات الدنماركية: ''لا يوجد ما يشير إلى أن الخيار الدنماركي هو مصدر تفشي البكتيريا''.

وحثت الإدارة المواطنين على تجنب تناول الخيار من ألمانيا وإسبانيا أو الطماطم من شمال ألمانيا.

وسجلت الدنمارك 14 حالة إصابة مؤكدة بالبكتيريا و12 حالة مشتبها بها. وكانت أحدث الإحصاءات التي أصدرها المعهد السويدي للسيطرة على الأمراض المعدية قد أظهرت وجود 39 حالة إصابة بالبكتيريا في أنحاء البلاد.

من جهة أخرى، فرضت روسيا حظرا على استيراد بعض أصناف الخضار الطازج من كل من ألمانيا وإسبانيا، وذلك خشية انتقال الإصابات بجرثومة الأمعاء الغليظة (إي-كولي)، والمعروفة اختصارا بالإنجليزية باسم (E. coli)، إليها في أعقاب وفاة 14 شخصا في ألمانيا نتيجة تفشِّي البكتيريا فيها.

وقالت هيئة حماية المستهلك في روسيا إن الحظر يسري ابتداءً من يوم الإثنين، وهو يشمل ''الخضار الطازج''، بما في ذلك الطماطم (البندورة) والخيار وأنواع السلطات التي يتم إنتاجها في ألمانيا وإسبانيا.

ودعا رئيس الهيئة، غينادي أونيشينكو، المواطنين الروس إلى التقيد باستهلاك الخضراوات المُنتجة محليا، قائلا إن كافة الخضراوات التي تم استيرادها من إسبانيا وألمانيا إلى روسيا سوف تُصادر.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية، ''إنترفاكس''، عن أونيشينكو قوله: ''في حال لم يتغيَّر الوضع، فسوف نحظر كافة منتجات الخضراوات الأوروبية''.

في غضون ذلك، أكَّد معهد ''روبرت-كوخ'' الفيدرالي، وهو أعلى سلطة صحية في ألمانيا ومكلَّف بمراقبة الأمراض ومكافحتها، أنه تمَّ رصد 329 حالة إصابة بالجرثومة في أنحاء مختلفة من ألمانيا، وذلك على الرغم من أن بعض التقارير قد أشارت إلى وجود 1200 إصابة في عموم البلاد.كما رُصدت إصابات أخرى بالبكتيريا المذكورة في كل من السويد والدنمارك وهولندا وبريطانيا.

من جانبها، اتَّخذت كل من النمسا وجمهورية التشيك وفرنسا ودول أخرى إجراءات احتياطية سعيا للحيلولة دون انتقال عدوى جرثومة الـ ''إي-كولي'' إلى أراضيها.

ويُعتقد أن منشأ الإصابات هو إسبانيا، حيث ''يمكن أن تكون البكتيريا قد انتقلت إلى الإنسان من خضراوات الخيار، وذلك على الرغم من أنه لم يتضح بعد بالضبط متى وأين بدأت أوَّل حادثة تلوُّث بالجرثومة المذكورة.

حذَّر بعض المسؤولين الإسبان من مغبَّة تحميل بلادهم مسؤولية انتشار الإصابات بالجرثومة المذكورة.

ونفت روزا أغويلار، وزيرة الزراعة الإسبانية، أن تكون الإصابات بالبكتيريا قد انتقلت من الخضراوات الإسبانية، مشيرة إلى أن حكومة بلادها ستنظر في الطلبات التي تُرفع إليها للتعويض عن الأضرار والخسائر التي يمكن أن تكون قد لحقت فعلا ببعض الأشخاص والجهات جرَّاء الإصابات ببكتيريا ''إي-كولي''.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسؤولة الإسبانية قولها: ''حسب فهمنا، فإن المشكلة لم تنشأ في بلادنا''.وأضافت: ''لقد تضررت صورة إسبانيا، كما أن الضرر يلحق بالمنتجات الإسبانية، وحكومة إسبانيا ليست مستعدة لقبول هذا الوضع''. وحثَّت الوزيرة الإسبانية ألمانيا على إنهاء التحقيق الذي تجريه في القضية للوقوف على أسباب ''تفشِّي'' الإصابة بالجرثومة.

خضراوات وبكتيريا

يُشار إلى أن وزارة الزراعة الألمانية كانت قد أعلنت الخميس الماضي عن وجود بكتيريا في بعض الخضراوات، مما تسبب في وفاة أربعة أشخاص في شمال وشمال شرق البلاد، لكن عدد الوفيات والإصابات ارتفع بشكل ملحوظ في غضون أيام قليلة فقط حسب ما نقل موقع bbc.

وقالت وزيرة الزراعة الألمانية، إيلسيه إيغنر:''إن نتائج التحاليل الأولية لمعهد روبرت كوخ تجعلنا نعتقد بأن استهلاك الطماطم والخيار والخس النيئة هو مسبب الإصابات الأخيرة''.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن إيغنر، المكلَّفة أيضاً بشؤون حماية المستهلكين في بلادها، قولها إن الوضع مقلق نظراً لسرعة تفشي الجرثومة التي تُحدث نزيفا في الجهاز الهضمي، إضافة إلى اضطرابات حادة يُطلق عليها اسم ''متلازمة انحلال الدم اليوريمي''.

ونبَّه خبراء الصَّحة إلى أنه من الأعراض الدَّالة على الإصابة بهذه الجرثومة الإسهال ووجود الدم في البراز والشعور بآلام في الرأس وبأوجاع حادة في البطن.

وكانت أجواء من الهلع الشديد قد سادت بين المواطنين الألمان بسبب الانتشار الكبير للعدوى النزفية المعروفة المسببة لإسهال دموي وفشل كلوي.

شبهة ''الإرهاب''

وقد ذهب الأمر بأحد الباحثين الألمان في مجال علم ميكروبولوجيا الخلية، وهو البروفيسور ألكسندر كيكولي، إلى حد الاعتقاد بوجود ''مخطط إرهابي'' وراء انتشار البكتيريا المذكورة في ألمانيا.

ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة ''دي فيلت'' قال كيكولي: ''إن نشر العدوى بواسطة الخضراوات يعكس مخططا تقليديا لهجمة إرهابية تقليدية''.