بعد الأحداث العربية.. بركان آيسلندا يربك خطط السيّاح الخليجيين

بعد الأحداث العربية.. بركان آيسلندا يربك خطط السيّاح الخليجيين

أثار تجدُّد تصاعد سحب الرماد البركانية في آيسلندا مخاوف عديد من السياح والعائلات الخليجية المجدولة رحلاتها للصيف القادم إلى مناطق شمال أوروبا، ولا سيّما أن تصاعد الانبعاثات من بركان جريمسفوتن جاء على مشارف العطلة الصيفية في معظم دول الخليج.
وقد لا يحتمل الأمر عديداً من الخيارات أمام السائح الخليجي هذا العام الذي أُغلقت في وجهه معظم الوجهات العربية بسبب الاضطرابات والثورات التي شهدتها وتشهدها بعض الدول العربية حتى اليوم، الأمر الذي اضطره لتحويل البوصلة نحو القارة العجوز (أوروبا) صيف هذا العام.
ووفقا لخالد العمودي الرئيس التنفيذي لوكالة العمودي للسفريات، فإنه حال تجدُّد تحرّك البركان مرة أخرى فإن ذلك سيؤثر في حركة السفر الجوي في رحلات أوروبا، وقال ''نحن على مشارف بداية الإجازة الصيفية على المستوى القاري، وليس المحلي، مشيراً إلى أن التأثير الكبير سيكون في حركة سفر طائرات وليس على المواقع السياحية. وأشار العمودي إلى ترقب عديد من شركات السياحة والسفر في السعودية حركة البركان، حيث إن الكثير من العائلات السعودية تستعد للسفر هذا الصيف إلى مناطق وسط وجنوب أوروبا بعد أن أجبرت الاضطرابات الأخيرة في مصر وسوريا تغيير سفرهم إلى مناطق أكثر أمنا.
وتوقع العمودي أن تتحرّك بوصلة الحجوزات الجديدة إلى مناطق أستراليا ونيوزيلندا حيث شهدت هذه المناطق حركة نشطة في السياحة في الأعوام الأخيرة.
وفي الاتجاه ذاته يرى محمد عبد القادر، عامل في قطاع السفر والسياحة، إن هنالك إلغاءً تاماً للحجوزات إلى سورية، إلى جانب تراجع كبير في حجوزات مصر وكذلك بيروت، قابل ذلك ارتفاعٌ غير مسبوق في حجوزات أوروبا، خصوصاً الشرقية منها.
ووفقاً للعاملين أنفسهم، فإن معظم خطوط الطيران لا توجد لديها مقاعد شاغرة منذ الآن إلى بعض الوجهات الأوروبية، وهو ما يعني أن معظم العائلات السعودية أكملت حجوزاتها منذ وقت مبكر.
يأتي ذلك في وقت أعلنت السلطات الآيسلندية أمس الأول، أن سحابة الرماد المنبعثة من بركان جريمسفوتن تراجعت بشكل ملحوظ، لكن آثار امتدادها لا تزال باقية في عدد من دول شمال أوروبا. وبلغ ارتفاع سحابة الرماد نحو ألفي متر، متوقعة أن ينتهي ثوران البركان بحلول نهاية الأسبوع الحالي. لكن من غير المتوقع إذ كان تحرُّك البركان قد يتجدد مرة أخرى.
وأجبر الرماد المنبعث من البركان الآيسلندي الثائر على إلغاء نحو 500 رحلة جوية في أوروبا أمس الأول، بشكل أساسٍ، في المجال الجوي البريطاني.
وكانت آيسلندا قد شهدت العام الماضي ثورة لبركان تحت جبل إيافيالايوكل الجليدي، ما تسبّب في إرباك كبير لحركة النقل الجوي في أوروبا، حيث تم إلغاء مئات الرحلات الجوية لأيام لأجل مخاوف على سلامة الطائرات بسبب سحابة الرماد البركاني. وأدّى إلى إرباك حركة النقل الجوي في عام 2010 تبنى على أثرها وزراء النقل والسلطات الأوروبية قوانين بشأن الرحلات الجوية، استنادا إلى تركيز الرماد. وتم حظر الطيران فوق المنطقة الشديدة الخطورة، لكن تم السماح لبعض الدول باتخاذ قرار حول السماح برحلات فوق المنطقة المتوسطة المخاطر وعندما ثار البركان، وهو أنشط بركان في آيسلندا، السبت الماضي نفث رماداً وصل إلى ارتفاع نحو 20 كيلو مترا. وبحلول الإثنين بلغ ارتفاعه ما بين ثمانية وعشرة كيلومترات.

الأكثر قراءة