مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟

مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟
مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟
مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟
مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟
مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟
مواقف الشاحنات.. هل تليق بالرياض؟

يتذمر أصحاب الشاحنات العاملون في مواقف سوق النقل البري، أو ما يعرف بالـ ''حراج'' في حي الصناعية القديمة من عدد من المشاكل التي تواجههم، والتي من أبسطها عدم توافر مكان مهيأ لممارسة نشاطهم، ومحاصرتهم بمياه الصرف الصحي وكثرة تعرض محتويات ناقلاتهم للسرقة، مرورا بانتشار الفوضى والعشوائية التي تسيطر على المكان بأكمله.

وأوضح طارق الهمامي ـ سعودي يعمل في مزاولة النقل البري باستخدام شاحنته الخاصة ـ أن سوق النقل البري الخاص بالأفراد (سعوديين ووافدين) يعاني الإهمال بشكل كبير، حيث تسيطر العشوائية على مكان توقف الشاحنات، بل إنه لا يوجد أصلا مكان مهيأ على الإطلاق.

#2#

يقول الهمامي ''إن المكان الذي نقف فيه حاليا والواقع في حي الفيصلية في الصناعية القديمة على طريق الأمير سلمان في الرياض، مساحته غير كافية وتحيط به مياه الصرف الصحي من كل الجهات في بيئة ملوثة أشد التلوث، حيث تكثر الحشرات والقوارض.

وأوضح الهمامي الذي يعمل في مجال النقل البري منذ أكثر من سنتين أنهم يعانون أشد المعاناة كثرة سرقة ممتلكاتهم وقال: ''وذلك من قبل بعض اللصوص الذين ينتهزون فرصة وجودنا هنا أثناء المبيت بحثا عن لقمة العيش، إضافة إلى عدم توافر أبسط الاحتياجات الإساسية، إذ إنه لا يوجد مسجد أو على الأقل دورة مياه لقضاء الحاجة، حيث يتم الخروج إلى الخلاء ـــ أعزكم الله ـــ في الهواء الطلق خلف كومة من التراب''.

#3#

وتابع الهمامي قائلا: ''ليس هناك مكان نجتمع فيه نحن أصحاب الشاحنات لاستقبال زبائننا سوى هذا الموقع، والذي عرف أنه الموقع الوحيد المعروف على مستوى الرياض الذي يلتقي فيه أصحاب الشاحنات للبحث عن الحمولة ونقلها من الرياض إلى جميع مناطق المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية.

وبين الهمامي أن نسبة السعوديين الذين يعملون في النقل البري عبر شاحناتهم الخاصة تشكل نحو 15 في المائة، وهي توفر لهم دخلا شهريا يراوح بين 7000 و12000 ريال شهريا، وقال: ''على الرغم مما تحمله هذه المهنة من مشاق إلا أننا نحبها جدا ونحن متمسكون بها كثيرا، كونها المصدر الوحيد لإيجاد لقمة العيش لنا ولأبنائنا منذ سنوات طويلة''.

#4#

ويبدي الهمامي أسفه من حالة الإهمال والنسيان التي تشهدها سوق النقل البري، مطالبا الجهات المعنية بضرورة المسارعة في إيجاد مكان مهيأ لهذا التجمع الكبير من أصحاب الشاحنات، والذي يعتبر أحد أهم موارد الاقتصاد في البلد، والالتفات إلينا بعين الرحمة وإيجاد المكان المناسب لنا من خلال تسوير المكان ووضع حراسات أمنية وبوابات تحكم في الخروج والدخول وتوفير مسجد للعبادة ومحال تجارية ودورات مياه، مبديا استعداد جميع أصحاب الشاحنات ''التريلات'' لدفع رسوم مقابل الخدمات التي يتم توفيرها لهم.

واقترح الهمامي على الجهات المعنية فكرة طرح مثل هذا المشروع على رجال الأعمال والمستثمرين للقيام بهذه المهمة، التي تعد فكرة تجارية وذات عائد مادي جيد، فضلا عن كونها تعكس متطلبا حضاريا لقطاع النقل البري في المملكة بشكل عام والرياض بشكل خاص إلى جانب تشجيع أبناء البلد على العمل في هذا القطاع.

#5#

وفي السياق ذاته تحدث لـ ''الاقتصادية'' علي نصار أحد الوافدين العرب العاملين في هذا القطاع عن المشاكل التي يواجهونها في موقع تجمعهم في الرياض، مبديا أسفه من حالة الفوضى والعشوائية التي تحيط بالمكان، فضلا عن عدم توافر أدنى المقومات الأساسية للحياة، مشيرا إلى أن سوق النقل البري الخاص لا يعكس أبدا الوجه الحقيقي للعاصمة التي تعد من أكبر أسواق النقل البري عربيا وإقليميا.

وتابع أبو علاء ـــ كما يعرفونه في السوق ـــ حديثه بالقول إن الموقع لا تتوافر فيه أي مرافق عامة والتي يكون وجودها ضروريا لعدم إمكانية الاستغناء عنها حيث لا يوجد مكان صالح لأداء الصلاة ولا مساكن أو حتى دورة مياه واحدة، وذلك على عكس ما هو موجود في دول الخليج الأخرى.

#6#

ويواصل أبوعلاء حديثه بالقول إنه يستخدم شاحنته لقضاء كافة شؤون حياته اليومية فهو لا يفارقها أبدا ويستخدمها للجلوس وللنوم وللأكل بل ودورة مياه أيضا.

ويشتكي أبوعلاء وغيره من قائدي الشاحنات من كثرة تعرضهم للسرقة من قبل اللصوص الذين يقطنون في الأحياء المجاورة، ''أصبحنا مصدر دخل للصوص الذين يسطون علينا بين الحين والآخر ويسلبون ما لدينا من ممتلكات بل وصل بهم الحد لسرقة بطاريات الشاحنة وأنابيب الغاز''، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عدم توافر المكان المهيأ يجعلنا على عجل دائم لمغادرة المكان والموافقة مع الزبون على نقل بضاعته بأسعار زهيدة جدا، على الرغم من تحمل مصروفات الوقود والزيت والإطارات والمأكل والمشرب.

وذكر أبو علاء، الذي أمضى نحو 20 عاما من العمل في قطاع النقل البري، أن بعض المكاتب التي توفر لهم الحمولات تستغل حاجتهم ووضعهم المتردي في هذا المكان وتعرض عليهم أسعارا منخفضة جدا لا تكاد تكفي لتغطية مصروفات الأسرة، لكنهم مجبرون على مجاراة السوق وعدم البقاء من دون عمل لعدة أيام.

''لا وجود للضمير في التعامل والمعاملة على أساس تحقيق الربح دون أي اعتبار لأي شيء آخر''.

وعلى الصعيد ذاته يقول أبو عماد ـــ وهو سائق شاحنة سوداني الجنسية ـــ إن موقع تجمع الشاحنات تسوده العشوائية والزحام كونه غير مهيأ لمواقف الشاحنات الكبيرة ''التريلات''، ويقترح أبو عماد أن تتم تهيئة المكان من ناحية المساحة، بحيث تكون هناك مساحة لاستقبال الشاحنات ومواقف خاصة ومسجد ودورات مياه وتكون هناك بوابات للدخول والخروج وحراس أمن، ولا مانع من مقاضاة رسوم تكون رمزية عن كل شاحنة تدخل الموقع.

الأكثر قراءة