بعد مرور 5 سنوات على إنشائه .. أكبر سد في العالم يسبب مشكلات كبرى للصين
لا يزال سد الخوانق الثلاثة يسبب مشكلة كبرى للصين ، وذلك بعد مرور خمس سنوات على الانتهاء من تشييده. وأنشئ أكبر سد في العالم بتكلفة رسمية بلغت 5. 22 مليار دولار وافتتح رسميا في أيار(مايو) 2006، لكن رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو اضطر إلى توجيه دعوة لعقد اجتماع للحكومة الأسبوع المنتهي لمعالجة المشكلات الجيولوجية والاجتماعية والبيئية المتواصلة التي تواجه مشروع توليد الطاقة الكهربائية. وقالت الحكومة في بيان لها عقب الاجتماع إنه ''على الرغم من أن مشروع سد الخوانق الثلاثة جلب منافع عظيمة وشاملة ، إلا أن هناك مشكلات يجب حلها على الفور ، مثل إعادة التوطين السلس للسكان وحماية البيئة ومنع الكوارث الجيولوجية''.
كما أنها اعترفت بأن السد المشيد على نهر يانجتسي في وسط الصين يؤثر في حركة الشحن في النهر والري والإمدادات المائية. وتسبب المشروع الضخم في اضطراب للتوازن الطبيعي للمنطقة التي يغذيها نهر يانجتسي ، وتمثل في عدد من الانهيارات المتكررة، والجفاف والاختناق في عملية الشحن.
يقول بعض الخبراء إن سد الخوانق الثلاثة مسؤول نوعا ما عن أسوأ حالة جفاف تواجهها الصين في نصف قرن ، قائلين إن الجفاف في حوض يانجتسي تفاقم بسبب السدد ، ما يخل بالتوازن البيئي في المنطقة وانخفاض معدل تساقط الأمطار. ومع هذا ، يقول أنصار المشروع، الذي وفر خزنا واسعا يمتد لمسافة 660 كيلومترا . إن مشكلة الجفاف الحاد خفت حدتها جراء تصريف المياه من السد. وسلط اجتماع مجلس الوزراء المفاجئ الأربعاء الماضي الأنظار على مستويات السخط المحلي والتأثير السلبي للسد في المنطقة ، حيث يقول المنتقدون إن أسوأ المخاوف تحققت في الوقت الحالي. وقال فان شياو ، كبير المهندسين في مكتب الجولوجيا والثروة المعدنية في مقاطعة سيتشوان ، لوكالة الأنباء الألمانية إن '' المشروع له آثار سلبية ، تتمثل في الآثار البيئية والجيولوجية أو الاجتماعية والنظر في عملية النقل اللازم للسكان''. وأضاف أنه '' حتى ولو كانت هناك مزايا تتمثل في توليد الكهرباء ، فإن وجهة نظرنا أن المشروع سيسبب مزيدا من الضرر على المدى الطويل''.
يذكر أن الحمولة الأخيرة من الأسمنت وضعت على قمة السد الذي يبلغ ارتفاعه 185 مترا في 20 أيار (مايو) 2006 ، لكن نظرا للانتقادات المتواصلة للمشروع والتي وصلت إلى المستوي الحكومي ، لم يشارك أي فرد في القيادة الشيوعية في الاحتفالات. تسبب عملية إعادة التسكين القسري لنحو 2. 1 مليون شخص لتسهيل تشييد الخزان الكبير في أكبر مظاهر الاستياء ربما تجاه المشروع ، والذي أسفر عن طمر نحو 13 بلدة كبيرة و140 بلدة صغيرة بالمياه، إضافة إلى 1350 قرية.
على مدار عام مضى ، تسببت انهيارات أرضية غير متوقعة في إعلان الحاجة إلى إعادة توطين 300 ألف شخص آخرين من أجل توفير حزام حماية طبيعي.
واضطر كثير من الأشخاص إلى الانتقال إلى أراض مرتفعة ، حيث تعاني التربة التآكل كما أنها لم تعد خصبة. ولم يتم حساب تكلفة عملية نقل السكان الأخيرة ، لكن يعتقد أن تصل إلى مليارات.كما جدد الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان مخاوف أن ثقل المياه يمكن أن يؤدي إلى حادث تدمير مماثل بطول نهر يانجتسي ، إلا أن ''فان'' لا يتفق مع هذا الرأي بسبب الاختلافات الجيولوجية بين المنطقتين. وقال إنه '' يكاد يكون مستحيلا أن يحدث زلزال بشدة تسع درجات على مقياس ريختر في نهر الخوانق الثلاثة، مثلما حدث في اليابان''.ولم يستبعد فان إمكانية وقوع زلزال أقل شدة ، لكنه يقول إن السد مصمم لتحمل زلزال بشدة ست درجات أو سبع درجات دون أن يصاب بضرر خطير.
يكمن الخطر الحقيقي في المنطقة المضطربة المحيطة بالخزان ، والتي يمكن أن تشهد انهيارات أرضية ضخمة.
وعلى الرغم من أن التكلفة الرسمية للمشروع هي 22 مليار دولار ، إلا أن خبراء غربيين يقدرون أن سد الخوانق الثلاثة بقيمة تفوق ضعف هذا المبلغ ، بينما يعتقد معارضون صينيون أن السد كلف نحو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ.
كما يخشى أن نحو 10 في المائة من الأموال التي أنفقت على إعادة توطين المواطنين قد تم إهدارها من خلال الفساد.