جدل حول تدمير «مخزونات فيروس الجدري» الموجودة في روسيا وأمريكا
كشفت مصادر دبلوماسية أن وزراء الصحة في عدد من دول العالم منقسمون بشدة في تحديد موعد لتدمير المخزونات العالمية الباقية المعروفة لفيروس الجدري الحي، المخزنة في روسيا وأمريكا. وتقول القوتان إن هناك حاجة لمزيد من البحث في لقاحات أكثر أمنا ضد المرض المميت الذي تم القضاء عليه منذ أكثر من 30 عاما. كما تسعيان أيضا لضمانات بأن جميع المخزونات دمرت أو تم نقلها إلى مستودعاتهما الرسمية بسبب مخاوف بأن الفيروس ربما يستخدم كسلاح بيولوجي.
لكن اقتراحهما المشترك بتأجيل أي قرار بشأن توقيت التدمير لمدة خمس سنوات قوبل بمعارضة في الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية حيث كانت القضية بالفعل على جدول الأعمال في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة.
وقال مصدر دبلوماسي لـ ''رويترز'' إن كثيرا من البلدان النامية سترغب في رؤية الفيروس وقد تم تدميره، وفي المقام الأول إيران.
وإيران على خلاف بالفعل مع الولايات المتحدة وقوى أخرى بشأن برنامجها النووي. وتدحض طهران الاتهامات الغربية بأنها تسعى للحصول على أسلحة نووية قائلة إن أنشطتها الذرية تهدف إلى توليد الكهرباء فقط.
وتقول عديد من الدول إن مخزونات فيروس الجدري المتبقية في العالم يجب أن يتم القضاء عليها حيث إن المرض لم يعد موجودا والفيروس قاتل. ويقولون أيضا إن هناك تقنية موجودة لتطوير لقاحات جديدة وأدوية مضادة للفيروسات دون الحاجة إلى استخدام فيروس حي. ويدعم مشروع قرار الجدري الأمريكي ـ الروسي رسميا 19 دولة أخرى من بينها حلفاء أمريكا بريطانيا وكندا واليابان، إضافة إلى عديد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وتأخذ الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة أغلب القرارات بإجماع الآراء. وتأجلت المناقشة إلى غد الإثنين أي قبل يوم من انتهاء الجمعية السنوية. وقال متحدث باسم البعثة الدبلوماسية الأمريكية في جنيف لـ ''رويترز'' في وقت متأخر البارحة الأولى: نتوقع المصادقة على مشروع القرار.