ستراوس خرج من السجن إلى الإقامة الجبرية داخل شقة جنوب مانهاتن
خرج دومينيك ستراوس كان من السجن بعد أن أعطى قاض في نيويورك موافقته خلال فترة ما بعد الظهر على وضع المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي قيد الإقامة الجبرية داخل شقة في جنوب مانهاتن.
وقال ستيفن موريلو المتحدث باسم سلطات السجن في نيويورك لوكالة الصحافة الفرنسية ''لقد غادر سجننا في رايكرز آيلاند وهو بين يدي الشركة الأمنية''.
وكان القاضي مايكل أوبوس من المحكمة العليا في نيويورك قد وقع في وقت سابق أمس الأول، طلب الإفراج عن المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي المسجون منذ الإثنين في سجن رايكرز آيلاند بعد تسليم محاميه وحارسه القضائي كفالة بقيمة مليون دولار وإيداع كفالة بقيمة خمسة ملايين دولار.
ويواجه ستراوس كان تهما وجهها إليه القضاء الأمريكي بالاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب في 14 أيار(مايو) بحق عاملة فندق من الجنسية الغينية، بالغة من العمر 32 عاما وتعمل في فندق سوفيتيل في مانهاتن.
وكان القضاء قد وافق الخميس على الإفراج مؤقتا عنه بعدما أكد المحامون أن موكلهم سيدفع كفالة بقيمة مليون دولار مرفقة بإيداع ضمانة بقيمة خمسة ملايين دولار وسيوضع قيد الإقامة الجبرية في مانهاتن تحت مراقبة كاميرا فيديو على مدار الساعة.
وأفادت صحيفة ''نيويورك بوست'' أن زوجة دومينيك ستراوس كان الصحافية آن سينكلير استأجرت شقة في مجمع بريستول بلازا في مانهاتن، إلا أن إدارة هذا المبنى الفخم في الشارع 65 ألغت عملية الإيجار عندما علمت أن ستراوس كان سيسكن في هذه الشقة.
إلا أن وليام تايلور أحد محامي ستراوس كان أوضح أن ''السبب الذي تم لأجله تعديل المخطط هو أن وسائل الإعلام اجتاحت في وقت سابق'' المكان الذي تم اختياره أولا لينزل فيه ستراوس كان. وقال للصحافيين ''لو سمحتم احترموا الحياة الخاصة لهذه العائلة''.
وذكرت معلومات صحافية أن ستراوس كان سيسكن مؤقتا جنوب مانهاتن في شقة قرب منطقة غراوند زيرو (الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في اعتداءات 11 أيلول(سبتمبر 2001) تعود ملكيتها إلى شركة ستروز فريدبورغ المكلفة تأمين وضعه قيد الإقامة الجبرية.
ولن يتمكن ستراوس كان من الخروج من مقر إقامته الجبرية إلا في حال القوة القاهرة. وبعدها سينتقل للإقامة بشكل دائم في شقة جديدة حيث سيتمكن من الخروج لأسباب محددة وبعد طلب إذن قبل ست ساعات.
كما سيفرض حظر تجول على ستراوس كان بين الساعة العاشرة مساء والسادسة صباحا. وسيكون بإمكانه استقبال زوار بعد تقديم طلب وبإذن من القضاء.
وأمضى المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي أربع ليال في سجن رايكرز آيلاند شمال شرق مانهاتن حيث استقبل أمس الأول القنصل الفرنسي.ولم تتوان صحف نيويورك عن توجيه انتقادات لاذعة على خلفية هذه القضية. وعنونت صحيفة ''نيويورك بوست'' ''الضفدع يلوذ بالفرار''، في استخدام لتعبير ''الضفدع'' الذي يرد غالبا في صحف الولايات المتحدة للدلالة إلى شخص فرنسي.
وتم تحديد 6 حزيران(يونيو) موعدا لمثول ستراوس كان مجددا أمام القضاء. وخلال هذه الجلسة، من المتوقع أن يؤكد ذنبه أو براءته من التهم السبع الموجهة إليه. وإذا ما أعلن ذنبه، لن تحصل محاكمة. أما إذا أكد براءته كما يقترح محاموه، فإن محاكمة ستجرى في هذه القضية.
وفي فرنسا، تراجعت الكاتبة والصحافية تريستان بانون التي أكدت تعرضها لاعتداء جنسي من ستراوس-كان عام 2002، عمليا عن ملاحقته ولن تذهب للشهادة ضده في الولايات المتحدة.
وابلغت بلسان محاميها دافيد كوبي نيتها تأجيل تقديم شكوى ''إلى وقت لاحق''. إلا أنه في أي حال فإن أفعالا جرمية محتملة حصلت عام 2002 ستدخل في المحاكمة عام 2012.
وفي هذا الوقت، استمرت التكهنات حيال الشخص الذي سيخلف ستراوس-كان في رئاسة صندوق النقد الدولي.
وبحسب مصدر أوروبي، فإن الفرنسية كريستين لاغارد ''تم تنصيبها تقريبا'' كمرشحة الاتحاد الأوروبي ''وسيكون لدينا مؤشر منذ (قمة) دوفيل'' لدول مجموعة الثماني يومي 26 و27 أيار(مايو) في هذه المدينة الساحلية الفرنسية.
أما فيما يتعلق بمستقبل ستراوس كان السياسي في فرنسا بعد أن أعطته استطلاعات الرأي في السابق موقعا متقدما في السباق نحو رئاسة فرنسا عام 2012، فقد قال فرنسوا هولاند الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي والمرشح إلى الانتخابات التمهيدية في الحزب إنه ''يعود لدومينيك ستراوس كان نفسه وهو فقط'' القرار ''ما إذا كان بإمكانه أن يكون مرشحا إلى الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي''.