الصالح يستعرض التعليم الجامعي للمرأة في عهد خادم الحرمين
أكد الدكتور محمد بن عبد العزيز الصالح الأمين العام لمجلس التعليم العالي، أن التعليم في المملكة شهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مزيدا من المنجزات، والقفزات العملاقة على امتداد الوطن، اقتناعا من قيادة هذا البلد بأن التعليم يعد ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية، والتنفيذية في العالم.
وقال بمناسبة افتتاح جامعة الأميرة نورة: ''نجد أن الدولة – وفقها الله – اهتمت اهتماما كبيراً بتطور التعليم، وانتشاره في جميع محافظات ومدن المملكة، كما أتاحت فرصة التعليم سواءً على مستوى التعليم العام أو الجامعي لجميع فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً''.
وأضاف: إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – بهذا الجانب واضح للعيان وذلك من خلال تطوير تعليم المرأة في المملكة، حيث يلاحظ أن تعليم المرأة قفز قفزات هائلة فهو بدأ كتعليم جامعي خاص بالمرأة بإنشاء كلية التربية للبنات عام 1390هـ على أن صدرت الموافقة السامية عام 1425هـ بضم كليات البنات، وكليات المعلمين لوزارة التعليم العالي تمهيداً لإلحاق هذه الكليات بالجامعات، حيث تلا ذلك وبالتحديد عام 1427هـ صدور الموافقة السامية على إنشاء ''جامعة البنات في الرياض'' ثم صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتغيير اسم الجامعة ليصبح ''جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن''، كما أن دعم الدولة للتعليم الجامعي للمرأة لم يقتصر على إنشاء الكليات وتطويرها بإعادة هيكلتها بل تعداه بإنشاء المدينة الجامعية الخاصة بالجامعة ليكون أعظم إنجاز تحظى به الفتاة السعودية تعزيزاً لدورها ومشاركتها الإيجابية في التنمية وخدمة المجتمع في ظل القيم الإسلامية السمحة، حيث تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - في شهر شوال من عام 1429هـ برعاية حفل وضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لإنشاء أكبر مدينة جامعية للبنات على أرض مساحتها ثمانية ملايين متر مربع، ولإقامة مبان تبلغ مساحتها قرابة ثلاثة ملايين متر مربع.
وأشار إلى أن الجامعة تطورت تطوراً هائلاً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أصبحت تضم 13 كلية منها 11 كلية جديدة تضم تخصصات لم تكن متوافرة من قبل يدرس فيها أكثر من 23 ألف طالبة، كذلك في مجال الابتعاث حيث توسعت الجامعة منذ إنشائها في تعيين المعيدات، والمحاضرات في التخصصات الموجودة في الجامعة وأتاحت لعدد لا بأس به منهن الابتعاث للولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا لمواصلة دراستهن العليا والحصول على الماجستير والدكتوراه.
أما من ناحية تطوير أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، فقد اهتمت الجامعة بهذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث أتاحت لعضوات هيئة التدريس في الجامعة المشاركة في عديد من المؤتمرات سواءً داخل المملكة أو خارجها.
وفي مجال خدمة المجتمع فقد أدركت الجامعة أن رسالتها تتحقق حينما تحقق أهداف وخطط التنمية في المملكة، تلك الخطط التي تستند على القوى البشرية لذلك نلاحظ أن الجامعة أعطت خدمة المجتمع أهمية كبيرة وأصبحت هذه المهمة جزءاً من وظائف الجامعة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافها بل صارت هدفاً وغاية تحاول الجامعة تسخير إمكاناتها لخدمة هذا الجانب، بل إن المتتبع لأخبار الجامعة ونشاطها يلاحظ بوضوح أن الجامعة تحاول الاستفادة من إمكاناتها التدريسية، والبحثية، ومعاملها، ومراكز بحثها لبناء مجتمع فاعل، ولعل خير شاهد على اهتمام الجامعة بهذا الجانب إنشاء وكالة خاصة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقد أثمرت هذه الجهود تنفيذ عديد من البرامج، وعقد الاتفاقيات مع مؤسسات المجتمع المدني.
كذلك خطت الجامعة خطوات واسعة في مجال الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين استجابة للرغبة الملحة في عقد برامج توأمة وشراكة حقيقية مع الجامعات المميزة عالمياً لمواصلة تطوير التعليم العالي في المملكة ونقل الخبرات والبرامج المميزة إليها، حيث قامت بتوقيع عديد من مذكرات التعاون بينها وبين بعض الجامعات العالمية في كوريا، وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة، وذلك بهدف تبادل الخبرات، والزيارات المتبادلة في مجال الطالبات وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى التعاون العلمي بين الطرفين، ولا شك أن عقد مثل هذه الاتفاقيات يعطي مؤشراً قوياً على ما وصلت إليه الجامعات السعودية بصفة عامة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بصفة خاصة من حيث السمعة العلمية والإمكانات المتوافرة لديها، وذلك بفضل الله ثم بفضل ما تلقاه من دعم ومساندة من قبل الدولة.