رئيس «غرفة أبها»: السياحة ستدر على اقتصاد عسير 7 مليارات ريال في 2015
أكد المهندس عبد الله المبطي رئيس الغرفة التجارية الصناعية في أبها، أن السياحة ستدر على اقتصاد عسير سبعة مليارات ريال في 2015، مشيراً إلى أن البيئة الاستثمارية لمنطقة عسير تزخر بالكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في كثير من قطاعاتها الاقتصادية، مؤكداً سعي ''الغرفة'' إلى خلق تنمية اقتصادية وتدريب الشباب الراغبين في إقامة مشاريع صغيرة، لافتاً إلى أن مركز المنشآت الصغيرة يهدف إلى ترويج ودعم وتعزيز فكر العمل الحر لدى أفراد المجتمع المؤهلين وتشجيعهم على إنشاء مشاريعهم الخاصة وتحسين كفاءة الأداء وتذليل المعوقات.
وقال في حوار مع ''الاقتصادية''، إن ''الغرفة'' في المراحل الأخيرة للحصول على شهادة الأيزو 2003 ويعد هذا التوجه ترجمة للشعار الذي رفعته الغرفة والقائم على التميز في إدارة الجودة، مشيراً إلى أنها تسعى هذا العام إلى إقامة منتدى استثماري انطلاقاً من دورها في الترويج لمقومات وفرص منطقة عسير الاستثمارية.
نود منكم إطلاعنا على جهود غرفة أبها لخدمة رجال الأعمال بشكل عام في منطقة عسير؟
يرتكز عمل الغرفة التجارية الصناعية بأبها على العناية بمصالح منتسبيها، ودفع مسيرة القطاع الخاص في منطقة عسير، وتنمية دوره لزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني، وتعتبر غرفة أبها الجهاز المؤسسي الذي يمثل القطاع الخاص أمام الغير، والقناة التي تتوحد من خلالها توجهات رجال الأعمال بالمنطقة، والأداة التي ترصد تطلعاته وتعمل على تحقيق طموحاته في إطار الأهداف الاقتصادية الوطنية للدولة.
وإضافة إلى ما تقدم لغرفة أبها الكثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة تم بها خدمة رجال الأعمال بالمنطقة، منها على سبيل المثال:
- رصد القضايا الاقتصادية المتعلقة برجال أعمال المنطقة وتلمس الحلول الملائمة لها، وبلورة مرئياتهم والتحاور والنقاش حولها محلياً وخارجياً.
- التعبير عن مرئيات قطاعات الأعمال لمنطقة عسير في الأنظمة والتشريعات ذات الصبغة الاقتصادية والمالية التي من شأنها أن تؤثر على تطوير أنشطتهم وأعمالهم.
- شرح الخطط والسياسات والأنظمة والقرارات ذات العلاقة بالقطاع الخاص التي تتخذها الأجهزة الرسمية للدولة، بحيث يتم إيصال المعلومات الصحيحة الكاملة عنها لرجال أعمال المنطقة.
- تقديم الاستشارات المختلفة (الاقتصادية ـ القانونية ـ الإدارية) لقطاعات الأعمال بالمنطقة خاصة ما يتعلق منها بكيفية تأسيس وتطوير مشروعات وأداء هذه القطاعات، إضافة إلى فض المنازعات والتحكيم.
- دعم القدرات والإمكانات البشرية للقطاع الخاص وتطوير أدائه عن طريق برامج التدريب المختارة والمتنوعة لتحقيق هذا الغرض.
منطقة عسير من المناطق التي ما زالت بحاجة لاستثمارات كبيرة في مختلف القطاعات.. نأمل إطلاعنا على مميزات البيئة الاستثمارية في تلك المنطقة؟
الحقيقة أن البيئة الاستثمارية لمنطقة عسير تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في كثير من قطاعاتها الاقتصادية، فالمنطقة متنوعة الموارد سواء بجوها المعتدل.. وطبيعتها الخلابة، وقد وفق الله الأمير فيصل بن خالد إلى جذب المستثمرين إليها لاستغلال الفرص الاستثمارية السياحية المتوافرة فيها، والتي يتركز معظمها في قطاعات الصناعة بمبلغ 3.8 مليار ريال تقريبا بنهاية عام 2009م بعد أن كانت 1.8 مليارات في عام 2005م، ويعتبر قطاع السياحة العمود الفقري لاقتصادها حيث بلغ متوسط إجمالي نفقات السائحين السنوية بمنطقة عسير عام 2009 نحو 4 مليارات ريال بعد أن كان 2.7 مليار ريال عام 2005 وتشير التوقعات إلى وصول إنفاق السائحين في عام 2015 إلى نحو 7.1 مليار ريال على أساس متوسط معدل النمو في أعداد الرحلات السياحية بنحو 10.8 في المائة.
القطاع السياحي من القطاعات الحيوية في منطقة عسير.. ما أهم المشاريع والفرص الاستثمارية التي يتوقع استغلالها؟
تعتبر منطقة عسير من أكثر مناطق المملكة ريادة وغنى وتنوعا بمواقع الجذب السياحي، بسبب تميزها التضاريسي، وثرائها النباتي والحيواني، وساحلها البحري الممتد الذي يتمتع بإمكانيات بيئية وطبيعية بكر متنوعة يمكن استغلالها في التنمية السياحية والعمرانية المتميزة، إضافة إلى الرياضات المائية خاصة ''الغوص''، لذلك تتكاتف الجهود بالمنطقة وعلى رأسها الجهد المتميز الذي تبذله إمارة عسير في سبيل دفع ودعم مشروعات تهدف إلى زيادة العرض السياحي، وتكون رائدة بحيث يترتب على إقامتها توفير مزيداً من الفرص الاستثمارية السياحية، وفي هذا الصدد فهناك مشروعات سياحية كبرى تعمل على زيادة الجذب السياحي للمنطقة في إطار الخطة الاستراتيجية السياحية لعسير وذلك بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة ، هذا فضلاً عن برنامج ''تخصيص'' المشروعات السياحية الحكومية بالمنطقة مثل ''فندق إنتركونتيننتال، والمنتزهات الوطنية''.
تهدف الغرفة إلى إقامة منتدى اقتصادي استثماري خلال الفترة المقبلة.. نأمل إطلاعنا عليه بالتفصيل؟ وكم حجم الاستثمارات المتوقعة الناتجة عنه؟
الغرفة التجارية الصناعية بأبها تسعى خلال هذا العام إلى إقامة منتدى استثماري انطلاقاً من دورها في الترويج لمقومات وفرص منطقة عسير الاستثمارية وخصوصا أن منطقة عسير تعتبر من مناطق المملكة التي تتمع بالعديد من المميزات سواء من حيث موقعها أو تضاريسها أو ثرواتها الطبيعية والتاريخية مما يجعلها نموذجا جيدا للاستثمار علاوة على موقعها الاستراتيجي الذي له مردود استثماري، ولتحقيق أهداف محددة على رأسها:
- تعريف المستثمرين المحتملين بمقومات الاستثمار المتنوعة والواعدة بالمنطقة.
- الكشف عن مجموعة من الفرص الاستثمارية المتاحة خاصة بقطاعات ''التعدين ـ السياحة ـ الصناعة ـ الزراعة العضوية'' مبنية على دراسات جدوى أولية.
- توظيف رأس المال المادي والبشري من أبناء منطقة عسير بتمكين طرح مشاريع إنتاجية ودعم المشروعات الاستثمارية الصغيرة والمتوسطة.
- دعم البنية الأساسية المؤثرة في تنمية الاستثمارات بالمنطقة.
- تحديد أهم الصعوبات التي تعترض الاستثمارات بالمنطقة، واقتراح أساليب التغلب عليها.
القطاع الصناعي في المنطقة لا يزال دون الطموح من حيث حجم المشاريع المتخصصة فيه.. ما الأسباب؟ وهل هناك دراسة حديثة لإنشاء مصانع متخصصة في المنطقة؟
الواقع أن عدد وحجم المصانع في أي منطقة يتناسب طردياً مع التسهيلات والمقومات الصناعية المتوافرة في هذه المنطقة، وإذا سلمنا بتوافر مقومات صناعية بالمنطقة مثل: الخامات التعدينية، والزراعية، وقطاع سياحي قوي يحتاج إلى توفير احتياجاته المختلفة للسلع من مجموعة مصانع توفر الكثير من المنتجات التي يحتاج إليها هذا القطاع، بجانب سوق ذات كثافة سكانية بنحو 1.8 مليون نسمة، فإن هناك عاملا حاسما آخر مطلوبا تواجده وهو التسهيلات والحوافز المطلوب توفيرها لجذب الاستثمارات الصناعية إلى المنطقة، وأرى أن أهم هذه التسهيلات هي ضرورة وجود منطقة صناعية متطورة تتسع لعدد معقول من المصانع (وهذا ما نعمل على تحقيقه حالياً)، إضافة إلى التمويل الحكومي للصناعيين بالمنطقة.
ما خططكم في تنفيذ المدينة الصناعية في منطقة عسير.. نأمل تزويدنا بمعلومات حول ذلك الاتجاه؟
من المشروعات المهمة التي تعمل غرفة أبها حالياً على دفعها مع ''هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية'' هي إقامة مدينة صناعية متطورة في منطقة عسير تتسع لتوطين عدد من الصناعات الكبرى والصغيرة جنباً إلى جنب، حتى تحقق مزيداً من جذب الاستثمارات إلى منطقة عسير، وتزيد من دوران عجلة الاقتصاد بها، وتوجد فرص عمل جاذبة للشباب، وهناك موقع مقترح يتم التشاور حوله مع البلديات ''، حيث يعتبر هذا الموقع مميز لإقامة هذه المنطقة الصناعية فيه نظراً لمميزات هذه الأرض وصلاحيتها لإقامة مثل هذه المدينة.
القطاع الزراعي من القطاعات المهمة في المنطقة.. هل هناك توجه أو دراسة لإنشاء شركة متخصصة في هذا القطاع؟
القطاع الزراعي بصفة عامة وإنتاج الدواجن بصفة خاصة يعتبر من الأنشطة المهمة في منطقة عسير بل يوجد تميز فيها على مستوى المملكة، وهناك توجه للزراعة بالمنطقة بأن تعتمد مستقبلاً على أساليب الزراعة العضوية ذات المردود البيئي والصحي والمادي المرتفع، وأتوقع أن يقام تحت مظلة الغرفة مشروعات زراعية كبرى مستقبلاً حينما تظهر الحاجة لتحقيق ذلك.
ما دور الغرفة في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة؟
تتركز أهدافنا على تنمية المنطقة اقتصاديا لخلق فرص عمل جديدة تتمثل في تدريب الشباب الراغبين في إقامة مشاريع صغيرة.. ومركز المنشآت الصغيرة يهدف إلى ترويج ودعم وتعزيز فكر العمل الحر لدى أفراد المجتمع المؤهلين وتشجيعهم على إنشاء مشاريعهم الخاصة وتحسين كفاءة الأداء وتذليل المعوقات وتقدم غرفة أبها خدمة تقديم الاستشارات من قبل الوحدة الاستشارية للرجال والسيدات.. ويسعى المركز إلى إقامة العديد من الدورات التخصصية سعيا إلى تقديم خدمات وبرامج تطويرية متكاملة وفقا للاحتياجات الفعلية والمستقبلية للمنشآت الصغيرة بالمنطقة.. وتشجيع المبادرين في إقامة المشاريع الصغيرة والمساهمة في حل المشاكل التي قد تواجه البعض في بداية مشاريعهم وتوجيههم إلى المصادر التمويلية للمنشآت الصغيرة.
تمثل المنشآت الصغيرة وعاء لاستثمار المدخرات الصغيرة في المجتمع وهي تجسد حلاً واعداً لمعالجة الظواهر الاجتماعية الحالية كالفقر. كيف تنظرون إلى ذلك؟
نظراً لصغر متطلبات المنشآت الصغيرة الاستثمارية وبساطة تقنية الإنتاج المستخدمة وسهولة الانضمام إليها، فإن المنشآت الصغيرة عادة أكثر كفاءة من المنشآت الكبيرة في تعبئة وتوظيف المدخرات المحلية وتنمية المهارات البشرية وبذلك يمكن اعتبارها مصدرا مهما للتكوين الرأسمالي. ولا شك أن هذا يساعد المنشآت الصغيرة أن تتمتع بمرونة الانتشار الجغرافي بدرجة أعلى من المنشآت الكبيرة، ما يؤدي إلى تقليل التفاوتات الإقليمية وتحقيق التنمية المكانية المتوازنة وخدمة الأسواق المحدودة التي لا تغري المنشآت الكبيرة بالتوطن بالقرب أو بالتعامل معها، وأيضاً يساعد المحافظات على تنمية المدن الثانوية والتخفيف من حدة التمركز العمراني والهجرة للمدن الرئيسة.
تسعى غرفة أبها إلى تطبيق نظم الجودة.. هل بالإمكان توضيح ذلك لنا.. وما نتائج ذلك على الغرفة بشكل عام؟
نعم الغرفة تعتبر في المراحل الأخيرة للحصول على شهادة الآيزو 2003 ويعد هذا التوجه ترجمة للشعار الذي رفعته الغرفة والقائم على التميز في إدارة الجودة وتسخير كافة الإمكانات البشرية والمالية والفنية واللوجستية للرقي بمستوى الخدمات المقدمة للعملاء ورفع الإنتاجية والرضا والحافزية لدى جميع منتسبي الغرفة وإشراكهم جميعا في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والمبادرة من خلال التدريب المستمر على أحدث الممارسات الدولية في مجال إدارة الجودة وخدمة العملاء وفق نظام جودة موثق ومطبق ومعترف به عالميا. ولا نعتبر حصولنا على هذه الشهادة غاية بحد ذاتها وإنما وسيلة تساعدنا على تحقيق أهدافنا الاستراتيجية والتي من بينها زيادة الجودة والفعالية والإنتاجية بأقل تكلفة داخلية من خلال ترشيد استخدام إمكانات الغرفة من حيث المواد ووقت العاملين وتعزيز ثقافة المبادرة والمشاركة في صنع القرار وهي مبادئ وسلوكيات نسعى إلى ترسيخها.
السؤال الأخير.. سوف تكون هناك انتخابات في مجلس الغرف على منصب الرئيس والنائبين يوم الأحد المقبل.. لو ترشحتم لأي من هذه المناصب.. ما الذي تطمحون إليه إذا فزتم؟
مجلس الغرف له ذراعان، الأول داخلي، ممثلا في اللجان الوطنية وهي التي أطمح أن أنقل همومها للحكومة والجهات المختصة بوتيرة أسرع. أما الذراع الخارجي للمجلس فهو يتمثل في المجالس السعودية الأجنبية.. وهي قنوات تربط قطاع الأعمال السعودي بالدول الصديقة والشقيقة وأهدف إلى تطوير هذه المجالس لتعزيز الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات للمملكة من خلال زيارات الوفود وتذليل العقبات التجارية بحيث أطمح ألا يكون هناك بلد في العالم إلا وقد وقعنا معه اتفاقية.