الفلبين : السكان يتأهبون لحظر استخدام أكياس البلاستيك رغم شعورهم بالضيق
ارتسمت على وجه السيدة نظرة حائرة عندما أعطاها الصراف في أحد محال سلاسل الوجبات السريعة في الفلبين كيسا ورقيا بني اللون يحوي لحما اشترته لتتناوله في المنزل.
تساءلت المرأة وهي تحاول أن تمسك بالكيس الورقي، مع ما كانت تحمله من حقيبة فيها جهاز كمبيوتر محمول وشمسية: '' ألا يوجد كيس بلاستيكي بدلا من ذلك؟''.
تبسم الصراف في أحد فروع سلسلة الوجبات السريعة ''جوليبي'' في وجهها، مشيرا إلى ملصق يحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في ضاحية مونتنلوبا في العاصمة مانيلا.
دخل الحظر حيز التنفيذ في كانون الثاني( يناير) الماضي بعد مرور عام من إقرار مجلس المدينة مرسوما يحظر على المؤسسات التجارية استخدام الأكياس المصنوعة من البلاستيك والستايروفوم.
ومنذ ذلك الحين، أغلقت حكومة المدينة متجرا سنغافوريا لبيع الخبز ومطعما لبيع الوجبات الصينية، بسبب انتهاكهما الحظر.
وقال ألدرين سان بيدرو، عمدة مونتنلوبا،: '' تعودنا استخدام الأكياس البلاستيكية لأنها مناسبة للغاية، وتناسينا آثارها المرضية'' ، مضيفا '' أعتقد أنه يجب أن نبذل ما بوسعنا من أجل منع استخدام أكياس البلاستيك تماما في أنحاء البلاد''.
يشار إلى أن مونتنلوبا هي أول مدينة تفرض مثل هذا الحظر، وقد صارت نقطة انطلاق للمدافعين عن حماية البيئة الداعين إلى فرض حظر كلي في أنحاء البلاد على استخدام مواد تغليف غير قابلة للتحلل مثل أكياس البلاستيك و الستايروفوم.
رحبت نيني سانتوس(49 عاما) التي تحمل بائعة لحوم في سوق عامة في مونتنلوبا بقرار الحظر، رغم أن الكثير من زبائنها شكوا إليها صعوبة استخدام الأكياس الورقية.وقالت: ''هذا الحظر يعلم الناس الانضباط وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتخلص من القمامة.. تعودنا أن نرى كثيرا من المواد البلاستيكية متناثرة في القمامة في شوارع المدينة''.
ووفقا لحكومة المدينة، يجري جمع 132 طنا من القمامة يوميا، يصل حجم النفايات البلاستيكية إلى نحو 13 في المائة منها.
وفي العاصمة مانيلا، يجري جمع نحو تسعة آلاف طن من القمامة يوميا، نحو 25 في المائة من متوسط القمامة اليومية في الفلبين التي تزيد على 36 ألف طن. وتشكل المواد البلاستيكية ما يقرب من 25 في المائة من تلك النفايات.
تقول ''ايكو ويست كواليشن''، وهي هيئة مراقبة مقرها مانيلا تضم المدافعين عن البيئة والمكافحين للتلوث، إنها تأمل أن يكون للحظر في مونتنلوبا تأثير الدومينو في الحكومات المحلية التي تكافح من أجل إيجاد حلول مستدامة لمشاكل القمامة.
ويقول رئيس الهيئة روي ألفاريز: '' حظر استخدام البلاستيك في مونتنلوبا يقدم الأمل لحكوماتنا التي تواجه المشاكل''.
واقترحت لورين ليجاردا، عضو مجلس الشيوخ، سن قانون في أنحاء البلاد يحظر استخدام حقائب البلاستيك غير القابلة للتحلل في محال البقالة والأسواق الكبرى (سوبر ماركت) والمطاعم والمتاجر ومؤسسات أخرى مشابهة.
وقالت: ''توجد بدائل كثيرة لأكياس البلاستيك غير القابلة للتحلل'' وذلك أثناء طرحها مشروع القانون في نيسان( أبريل) الماضي، مضيفة: ''يجب أن نكون مبدعين وبارعين في إيجاد مواد تغليف بديلة، أو حاويات''.ومنذ تشرين الثاني(نوفمبر) 2010، خصصت بعض المحال التجارية الكبيرة يوما أسبوعيا '' لمنع استخدام البلاستيك'' بهدف تشجيع المستهلكين على أن يحضروا معهم أكياسا صديقة للبيئة، يمكن إعادة استخدامها.
وخلال هذا اليوم، يضطر المشترون الذين لا يحضرون معهم ما يضعون فيه ما يشترونه من محال البقالة، إلى دفع غرامة مقابل استخدامهم أكياس البلاستيك.
وفي مونتنلوبا، تستخدم المتاجر أكياس ورق سمراء وصحفا قديمة ودليل الهواتف ومواد تغليف بديلة.
وأطلقت حكومة المدينة مشروعا لتدريب السيدات على تجفيف أوراق ورد النيل ثم استخدامها في صناعة أكياس وحقائب يمكن إعادة استخدامها.