شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»

شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»
شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»
شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»
شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»
شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»
شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»
شباب يتدربون على تقنية الاتصالات: تخصصنا يستحق أن «نعشقه»

لحظة دخولك قسم الاتصالات في كلية الاتصالات والمعلومات في الرياض، فإنك تشاهد متدربا يتفحص رقائق ليف ضوئي ويكثر التمعن في شعيراته الزجاجية، وثانيا يحاول إرسال إشارات كهربائية لتتم عملية اتصال عن بعد؛ وفي معمل آخر متدربا يناقش مدربه عن مصطلح التضمين، وآخرين يتدربون على أجهزة دقيقة في واحد من أهم التخصصات التي أحدثت ثورة علمية هائلة.

يعتبر قسم الاتصالات في الكلية واحدا من ثلاثة تخصصات تضمها كلية الاتصالات والمعلومات (الاتصالات، الحاسب والمعلومات، التقنية الخاصة)، يقول عنه المهندس إبراهيم النويصر عميد الكلية: القسم حيوي جدا وسوق العمل تحتاج إليه، فهو يهدف إلى تخريج تقنيين وفنيين قادرين على المشاركة في تركيب وإدارة أنظمة الاتصالات، ومؤهلين لتشغيلها وصيانة أعطالها، ولتحقيق هذا الهدف يضم القسم كوادر بشرية متخصصة وتجهيزات تدريبية تكسب المتدرب مهارات في تقنيات الاتصالات التماثلية والرقمية، خطوط النقل والألياف البصرية، الهوائيات وانتشار الموجات، تراسل البيانات والشبكات، تقنيات الميكروويف، الاتصالات المتنقلة، مؤكدا أن الخريجين لديهم المقدرة والتأهيل للعمل في المواقع المتقدمة علميا في مجال تقنية الاتصالات.

''الاقتصادية'' زارت قسم الاتصالات في كلية الاتصالات والمعلومات في الرياض والتقت عميد الكلية ورئيس القسم وعددا من المدربين والمتدربين الذين تحدثوا عن التدريب ونوعية التخصص وأهمية قسم الاتصالات في سوق العمل.

#7#

يقول المهندس فيصل الرحيلي رئيس قسم الاتصالات: إن من ينظر للاستخدام المتنامي لتقنيات الاتصالات في جميع نواحي الحياة على المستوى الشخصي والجماعي، يجد اتساعاً وتنوعاً لمجالات العمل في تقنيات ونظم الاتصالات، إضافة إلى ما يصاحب هذه التقنيات من تطوير وتجديد مستمر، الأمر الذي ساعد على توفر وخلق فرص عمل كثيرة ومتنوعة للمتخصصين والمؤهلين في هذا المجال يقدمها سوق العمل لتلبية حاجات عملائه من مستخدمي الخدمات التي تقدمها لهم سوق العمل من خلال هذه التقنيات سواء على مستوى الفرد أو المؤسسات.

#6#

من جهته، يؤكد الدكتور مروان العتوم المدرب في القسم أن التطور السريع في مجال الحاسب وتقنية المعلومات وخاصة في مجال الإنترنت، لا يمكنه الاستمرار والتطور دون وجود تطور مصاحب في أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية.

ويلفت إلى حاجة المجتمع إلى أنظمة اتصالات متطورة لمصاحبة تقنيات التعليم الحديث (التعليم عن بعد، الشراكات بين الجامعات والمراكز العلمية)، حيث لا يمكن الاستفادة منها دون أنظمة اتصالات متطورة.

#5#

وهنا يوضح عميد الكلية أن المتدرب يقضي في القسم سنتين تدريبيتين، بواقع ثلاثة فصول تدريبية كل سنة، الفصل الأخير منها مخصص للتدريب التعاوني في أحد القطاعات العاملة في مجال الاتصالات، ويضم القسم حالياً تخصصاً واحداً هو تقنية الاتصالات، وقد تم تصميم البرنامج التدريبي للقسم ليغطي المهارات التي يشملها المعيار المهني لمهنة ''فني اتصالات''، فبالإضافة إلى المقررات العامة في الكلية، يكتسب المتدرب مهارات في الكهرباء والإلكترونيات، وكذلك في أساسيات الاتصالات ونظمها، الاتصالات الرقمية، خطوط النقل والألياف الضوئية، تراسل البيانات والشبكات، أساسات الهاتف والمقاسم الرقمية، الهوائيات وانتشار الموجات، تقنيات الميكروويف والأقمار الصناعية، والاتصالات المتنقلة.

وأكد النويصر أن المقررات وضعت وفق خطط ورؤى مستقبلية لما يجب أن يكون عليه (فني اتصالات)، وذلك حرصاً من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على تخريج أيد عاملة متميزة إلى سوق العمل.

من ناحيته، يرى الرحيلي ''أن الإقبال على القسم مرض من خريجي الثانوية''، مشيرا إلى أن المتدربين لديهم تفاعل مع العملية التدريبية بسبب حبهم لتخصصهم، وقال ''القسم يحظى باهتمام من قبل الكلية وبدعم من المؤسسة، ويضم كفاءات تدريبية متميزة وتجهيزات جيدة وبيئة تدريبية ملائمة، كما أن مستقبله واعد.

#2#

أما تركي العمران المدرب في القسم فيرى أن ''تفاعل المتدربين مع هذا التخصص متفاوت، ولكن من الممكن أن نقول إنه جيد، فالذين التحقوا فيه لقناعتهم، أصبحوا مبدعين، أما الذين ليس لديهم قناعة وحب لهذا التخصص فإنهم لن يتفاعلوا معه، وسيواجهون صعوبة في التأقلم معه.

فيما قال المدرب العتوم ''نستطيع أن نطور قدرات المتدربين عبر برنامج التدريب التعاوني مع القطاع الخاص، لمساعدتهم على التفاعل مع التخصص، حيث يكونوا على صلة بالواقع العملي''.

وأوضح عميد كلية الاتصالات والمعلومات أن الكلية أطلقت أخيرا برنامج شراكات مع القطاع الخاص أطلق عليه اسم ''رعاية متدرب''، وهو برنامج يجري العمل حاليا على التوسع فيه، لأهميته للكلية والمنشأة، ويتيح الفرصة لقطاعات العمل لتتبنى عدداً من المتدربين في الكلية منذ بداية التحاقهم وحتى تخرجهم وتوظيفهم حسب احتياج المنشأة، كما أن البرنامج يزيد من تميز المتدربين ويرفع مستوى المنافسة بينهم ويوسع فرص توظيفهم لدى مختلف القطاعات.

ويؤكد رئيس القسم أن التقنية المتطورة تعد من أهم المحفزات التي تدعو المتدربين للالتحاق بقسم الاتصالات بالكلية، إضافة إلى إدراك الشباب أهمية هذه التقنية وانتشار استخدامها والاستفادة منها في مختلف نواحي الحياة، وكذلك ارتباط المهارات التي سيحصل عليها المتدرب من خلال انضمامه للقسم بأكثر التقنيات تقدماً.

#3#

ويقول ''هو شعور المتدرب بأنه عند انتهاء تدريبه سيحصل على عمل كريم بمقابل مجزٍ، يُظهر من خلال هذا العمل إمكاناته ومهاراته التي اكتسبها أثناء تدربه في القسم، ويشارك من خلال عمله هذا في بناء مجتمعه والتفاعل معه''.

وبالتحدث مع عدد من المتدربين في القسم.. يشير المتدربان حسين عدنان الحسن (20 سنة ـــ المستوى الأخير) في قسم الاتصالات، ونواف محمد الزهراني (21 سنة)، إلى أنهما التحقا بالقسم عن قناعة، وتمنيا أن يكون تعيينهما بعد التخرج منه في موقع له مستقبل وظيفي جيد، ويساعدهما على التميز أو الابتعاث لإكمال الدراسة والحصول على البكالوريوس في التخصص نفسه.

ويقول المتدرب خالد عبد الله الشمسان (21 سنة ـــ المستوى الرابع): ''أنا أرى أنه تخصص نادر ولا يوجد في كثير من الجامعات، وبما أن التفاؤل في الحياة من صفة المؤمنين.. فإنني متفائل بتخصصي وأحبه''.

#4#

فيما يؤكد المتدرب محمد حمدان الغامدي (23 سنة ـــ المستوى الأخير) أنه يعشق ''الأشغال الكهربائية والاختراعات وبالذات الاتصالات'' وقال: تقنية الاتصالات هي تقنية عالية لأنها تدخل فيها الأفكار الحديثة على الدوام في تطوير الاتصالات.

أما المتدرب ياسر محمد اللافي (23 سنة ـــ المستوى السادس) فيشير إلى أنه التحق بالقسم لتخصص والده في المجال ذاته الذي نصحه بذلك، وأن ضمان مستقبله وكسب شهادة تؤهله للعمل والتطور في الدراسة هما السبب الرئيسي لاختيار الكلية.

ويتفق هؤلاء المتدربون على أن هذا التخصص مطلوب في كثير من المواقع والشركات، وقد استفادوا كثيرا من المعلومات التي حصلوا عليها، وهم متحمسون ومستعدون للالتحاق بالعمل.

ولم يخف المتدربون وجود بعض التحديات التي تواجههم في القسم، التي أبرزها صعوبة بعض المقرر، يقول المتدرب الحسن إن ''مادة الشبكات'' أصعب مادة تواجهه، إضافة إلى المصطلحات باللغة الإنجليزية، وعن هذه التحديات يوضح رئيس القسم أن هناك العديد من الصعوبات، كالضعف العام لدى المتدربين في اللغة الإنجليزية والرياضيات قبل التحاقهم بالكلية، حيث إن طبيعة المواد في تخصص الاتصالات ليست سهلة، وتحتاج إلى مستوى جيد في الرياضيات.

وفي هذا الصدد يشير عميد الكلية إلى عزم المؤسسة تكثيف برنامج اللغة الإنجليزية في الكلية، وذلك لزيادة مستوى الاطلاع على المراجع العلمية والتي غالباً ما تكون أجنبية، وقال'' المسؤولون في المؤسسة يعملون حاليا مع فنلندا على تطوير مستوى الكلية والاستفادة من تجربة هذه الدولة الرائعة في مجال التقنية الحديثة، لقد وجدنا دعما كبيرا من الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة ونوابه لجعل الكلية ومخرجاتها متميزة''.

من جانب آخر، يطمح متدربو القسم إلى ''دراسة البكالوريوس'' كما عبر المتدربان الحسن والشمسان، فيما يفكر المتدرب الغامدي بـ ''إنشاء مشاريع للاتصالات ثم الوظيفة إلى أن أرتقي في عملي وأصل لمنصب عال''، ويرى المتدرب اللافي أن الطريق المناسب له هو ''إكمال الدراسة وأخذ دورة باللغة الإنجليزية ليكون هناك ضمان وظيفي بالمستقبل، ولزيادة المعرفة والعلم''.

وعن ماهية الوظائف التي يمكن أن يلتحق بها الخريجون قال رئيس قسم الاتصالات: يمكن للمتدرب الخريج من القسم أن يقوم بوظائف ومهام عديدة تتعلق بتركيب وتشغيل وصيانة ومراقبة وإدارة أنظمة وشبكات الاتصالات، وكذلك تقديم الخدمات للمشتركين والمستفيدين من هذه التقنيات، وهذه المهام والوظائف يحتاج إليها كثير من القطاعات والمؤسسات العامة والخاصة، مثل؛ شركات الاتصالات والمعلومات، القطاعات العسكرية، محطات الأقمار الصناعية، محطات الميكروويف، محطات البث المرئية والمسموعة، الملاحة البحرية والجوية، ومراكز تقنية المعلومات.

ويضيف'' من المعلوم أن تخصصاً كالاتصالات متطور العلوم والمعارف من المهم متابعة تقنياته وحيثياته حتى بعد التخرج''.

ويعتقد المدرب العتوم أن ''حضور دورات تخصصية وفنية في مجال الاتصالات، ومتابعة المستجدات في مجال التخصص عبر الإنترنت وحضور المعارض ذات العلاقة، وتطوير القدرات الذاتية في مجال اللغة الإنجليزية، والبرمجيات المختلفة، ومتابعة الدراسة الجامعية للحصول على درجة جامعية أعلى من الدبلوم، والانخراط في سوق العمل في مجال التخصص'' هي أنجع الوسائل لمسايرة التخصص.

ويقترح المتدرب الحسن أن تكون هناك تجارب عملية ومشاريع وابتكارات، بينما يشير المتدرب الغامدي إلى أن ''فتح مجال دراسة البكالوريوس'' هو الأهم في نظره، أما المتدرب الزهراني فإنه يرى ''أن تكون هناك زيارات قصيرة لشركات الاتصالات لمعرفة آلية العمل، والاطلاع على آخر المستجدات فيها.

الأكثر قراءة