علماء: الحوت الأحدب يسبح بشكل مستقيم في البحار
أكد علماء من أكثر من دولة أن الحوت الأحدب يسبح على مدى أيام في أعماق البحار ويحدد اتجاهه أثناء ذلك بدقة متناهية تشبه دقة أنظمة الملاحة التي يعتمد عليها الطيارون في تحديد المواقع أثناء قيادة الطائرات.
وحسب الباحثين تحت إشراف ترافيس هورتون جامعة كانتربري، فإن الحوت الأحدب يستطيع المحافظة على اتجاهه بهذه الدقة رغم تقلب الطقس ورغم التيارات المائية الشديدة في البحار وعلى مدى عدة أيام ولمسافة مئات الكيلومترات.
وذكر الباحثون في مجلة ''بايولوجي ليترس'' التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا أمس الإثنين أنهم راقبوا 16 حوتا أحدب على مدى سبع سنين بعد أن زودوها بأجهزة إشارة صغيرة ترسل بياناتها عن موقع الحيتان إلى الأقمار الصناعية وأنهم رصدوا تجول ثلاثة من هذه الحيتان في مسافات بعيدة حتى وصلت إلى أماكن غذائها الباردة في حين ظلت بقية الحيتان قريبة نسبيا جنوب منطقة خط الاستواء.
وتبين للباحثين أن الحيتان تسبح غالبا بشكل مستقيم لافت للنظر على مدى أيام ولمسافة أكثر من 200 كيلومتر. وأظهر التحليل الدقيق لمقاطع من طريق الحيتان أن نسبة خطئها في الوصول إلى وجهتها أقل من 5 في المائة في حين أن تحليل أكثر من نصف خطوط السير التي سلكتها الحيتان للوصول لوجهتها أكد أن نسبة الخطأ بينها وبين بعضها أقل من درجة أي 3.5 كيلومتر عند قطع مسافة 200 كيلومتر وهي دقة رآها الباحثون مدهشة للغاية خاصة في وجود تيارات مائية متغيرة وطقس متقلب في عرض المحيط، وهي ظروف كانت جديرة بتحويل وجهة الحيتان إضافة إلى تغير المجال المغناطيسي للأرض بنسبة 0 إلى 12 درجة في حالة المسافات الطولية وبمقدار 1 إلى 22 في حالة المسافات العرضية.
ويرى الباحثون أن حقيقة عدم تأثر الحيتان بهذه الظروف تدل على أن هذه الحيوانات تعتمد على هذه الظروف في تحديد وجهتها وذلك إلى جانب اعتمادها على وضع الشمس والوجهة المغناطيسية في معرفة مكانها الحالي وفي الحصول على معلومات إضافية تساعدها في تحديد وجهتها.
ورأى الباحثون أن امتلاك هذه الحيتان ''خريطة داخلية'' ودلائل جيدة بشأن مواقعها هو الذي يساعدها على تحديد وجهتها بهذه الدقة. غير أن الباحثين أقروا بأنهم لا يزالون يجهلون أسس هذا النظام الملاحي للحيتان تماما.