منتدى الأحساء يستعرض الفرص الاستثمارية للمدينة الصناعية في سلوى
يبحث عدد من رجال الأعمال السعوديين مع نظرائهم في دول الخليج جذب استثمارات للمدينة الصناعية بسلوى المزمع إنشاؤها قريبا في الأحساء، وذلك عبر إبراز الميزة النسبية للاستثمار الخليجي في الأحساء، وتسليط الضوء على "الاستثمارات الصناعية" في المحافظة عبر جلستين في منتدى الأحساء للاستثمار، الذي تنطلق فعالياته اليوم.
وأعرب عدد من رجال الأعمال لـ"الاقتصادية" عن ثقتهم بأن المدينة الجديدة ستساعد على جذب استثمارات بالمليارات للأحساء، إضافة إلى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، معربين عن أملهم أن تسرع أمانة الأحساء الخطى لاستكمال الإجراءات الخاصة بتنظيم موقع مدينة سلوى الصناعية لرفعها إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لاعتمادها، للبدء في إنشاء المدينة.
ويأتي هذا فيما يتوجه قريبا وفد من رجال الأعمال السعوديين إلى الدوحة في زيارة يبحث خلالها فكرة تخصيص منطقة صناعية خاصة للمستثمرين القطريين في المدينة وبحث عقد تحالفات وشراكات، ولا سيما في مجال البنية التحتية والإنشاءات، بما يمكّن هذه التحالفات من الفوز بمشروعات تتعلق باستضافة قطر لمونديال 2022.
استكمال الإجراءات
وأوضح المهندس فهد الجبير، أمين محافظة الأحساء، أن الأمانة تقوم حاليا باستكمال الإجراءات الخاصة بتنظيم الموقع الذي خصصته أخيرا لإقامة مدينة صناعية تقع على منفذ سلوى؛ وذلك لرفعه إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لاعتماده خلال العام الجاري.
وأكد الجبير، أن توجيهات الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، قضت بتخصيص موقع لمدينة صناعية ساحلية في الأحساء، وعليه قامت أمانة الأحساء بتخصيص هذه المساحة إيمانا منها بأهمية دفع عجلة التنمية الوطنية على مستوى المملكة عموما والمنطقة خصوصا، حيث تم تخصيص موقعا لإقامة مدينة صناعية تقع على ساحل منفذ سلوى بمساحة تصل إلى 300 مليون مترمربع ضمن المخطط الهيكلي للأحساء الجاري اعتماده، وستكون تلك المدينة مطلة على الساحل وتبعد بمسافة ما بين 400 و700 مترمربع؛ إنفاذا للأمر السامي بإبقاء حرم لا يقل عن 400 مترمربع عن الساحل.
ووقعت في كانون الثاني (يناير) الماضي مذكرة تفاهم أولية بشأن تخصيص أمانة الأحساء موقعا لإقامة مدينة صناعية تقع على ساحل منفذ سلوى بمساحة تصل إلى 300 مليون مترمربع ضمن المخطط الهيكلي للأحساء الجاري اعتماده، وذلك خلال اجتماع شارك فيه المهندس فهد بن محمد الجبير، أمين الأحساء والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية.
ووفقا للمذكرة، ستقوم أمانة الأحساء، بعد الاطلاع على المخطط الهيكلي والمخطط الخاص بموقع المدينة الصناعية، باستكمال الإجراءات الخاصة بتنظيم الموقع ورفعه إلى الوزارة لاعتماده، وخلص الاجتماع إلى أن يكون هناك تنسيق مستمر بين الأمانة والهيئة في ذلك الخصوص بعمل الرفوعات المساحية وما يتبع ذلك من متطلبات أخرى لاستكمال الاعتماد وتسليم الموقع حسب مراحل التقسيم في المخطط وفق ثلاث مراحل تنفيذية.
#3#
موطن صناعات
من جهته، أوضح الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، أن هذه المدينة ستكون موطنا للكثير من الصناعات التي تخدم المنطقة، مشيرا إلى أن "مدن" حريصة على التخطيط لهذه المدينة بطريقة احترافية وراقية لتكون مدينة صديقة للبيئة وتحقق إضافة اقتصادية وتخلق فرص عمل للشباب السعودي، وتخلق تكاملا مع جميع الأنشطة الصناعية.
#2#
طفرة تنموية
ومن جهته، قال صالح بن حسن العفالق، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الأحساء، أنه فيما تقوم أمانة الأحساء حاليا باستكمال الإجراءات الخاصة بتنظيم موقع مدينة سلوى الصناعية لرفعه إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لاعتماده، فإن الغرفة تسعى من خلال منتدى الأحساء للاستثمار، الذي تنظمه بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي صحيفة "الاقتصادية"، لجذب استثمارات للمدينة الصناعية المزمع إقامتها.
وأوضح أن الجلسة الرابعة في فعاليات المنتدى ستخصص لبحث "الاستثمارات الصناعية في الأحساء"، وبيَّن أن الجلسة الخامسة أيضا سيبحث فيه عدد من رجال الأعمال في المملكة والخليج "الميزة النسبية للاستثمار الخليجي في الأحساء"، وأكد العفالق، رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء، أن إنشاء مدينة صناعية جديدة في سلوى يمثل أولى لبنات طفرة تنموية منتظرة، خاصة أن الأحساء تعد بيئة استثمارية ملائمة لانطلاق مشاريع جديدة في قطاعات التعليم والتدريب والسياحة والطاقة والزراعة، بما تملكه الأحساء من مقومات ومزايا اقتصادية عديدة مثل الكثافة السكانية والموقع الجغرافي المميز والموارد الطبيعية من مياه وزراعة وتربة خصبة.
وأكد العفالق، أن الدور الرئيس للغرفة يتركز حول تحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، مشيرا إلى أن الغرفة تقوم بأدوار مهمة عدة من خلال التعاون الفاعل مع بعض الشركاء الاستراتيجيين، وعقد المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية المتخصصة، التي ستسهم في صياغة خريطة استثمارات مستقبلية للمنطقة، وذلك بالتعاون مع بعض الجهات المختصة كأمانة الأحساء، هيئة المدن الصناعية، خصوصا مع وجود العديد من العوامل المساعدة والتي تميز المنطقة عن غيرها، إضافة إلى الأدوار الرئيسة الأخرى للغرفة كاستقبال الوفود التجارية وتطوير الكوادر البشرية في القطاع الخاص وتبني تأسيس بعض الشركات التي يمكن أن تسهم في التنمية.
استثمارات قطرية
وقال العفالق: "إن هناك تنسيقا دائما مع الإخوة في غرفة تجارة قطر برئاسة الشيخ خليفة بن جاسم"، وأضاف: إن نوع الشراكة التي يمكن أن تقوم مع الجانب القطري سيتم بحثها بشكل مفصل قريبا، مشيرا إلى أن المستثمرين القطريين يتمتعون بالمزايا نفسها التي يتمتع بها السعوديون، وهم مرحب بهم.
وأوضح أن الصورة لم تتضح بعد عن طبيعة الصناعات التي ستنشأ هنا، لكن سيوجه جزء من الاستثمار في إقامة مصانع لمواد البناء والتشييد لتلبية حاجة دول المنطقة التي تشهد بناء مشاريع بنية تحتية ضخمة، كما ستقام صناعات بترولية للاستفادة من قربها من مصادر الطاقة .
وكان رجال أعمال قطريون وسعوديون قد تباحثوا خلال اجتماع مجلس الأعمال القطري السعودي المشترك الذي عقد في الدوحة شهر كانون الثاني (يناير) الماضي برئاسة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني عن الجانب القطري وعبد الرحمن العطيشان عن الجانب السعودي في إمكانية عقد تحالفات وشراكات بين شركات قطرية وأخرى سعودية تعمل في مجال البنية التحتية والإنشاءات، بما يمكن هذه التحالفات من الفوز بمشروعات متعلقة باستضافة قطر لمونديال 2022، ويسعى المجلس إلى تأسيس بنك قطري سعودي مشترك للمساهمة في تمويل المشاريع المشتركة بين الجانبين.
ورحب الجانب القطري بما عرضه الجانب السعودي من إمكانية بشأن تخصيص منطقة صناعية خاصة للمستثمرين القطريين في منطقة سلوى الصناعية التي تبلغ مساحتها 300 مليون مترمربع.
وتبعد المدينة الصناعية 50 كيلومترا عن منفذ سلوى الحدودي في قطر، وستتمتع بميزة نسبية قوية؛ لقربها من مصادر الطاقة في السعودية وقطر ووجود العمالة الوطنية السعودية في محافظة الأحساء ووقوعها على شبكة مواصلات حديثة تربطها بالأسواق المجاورة.