المملكة مهمة «جيوسياسيا» بموقعها الجغرافي وامتلاكها الموارد الضخمة
عقدت أمس الندوة الثانية ضمن الفعاليات الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الـ26 تحت عنوان "تحديات الأمن الاستراتيجي، الإقليمي والدولي" وذلك في قاعة مكارم في فندق الرياض ماريوت.
أدار الندوة الدكتور أسعد الشملان وشارك فيها كل من اللواء محمد بن فيصل أبو ساق والدكتورة وفاء الرشيد من المملكة العربية السعودية والدكتور هاني رسلان من مصر والعميد إلياس حنا من لبنان إلى جانب الدكتور جاسم تقي من باكستان.
وقدم اللواء أبو ساق في بداية الندوة ورقة العمل الأولى، حيث أشار فيها إلى التحديات التي تواجه الأمن الاستراتيجي في مجاليه الإقليمي والدولي، موضحا في هذا الصدد أن المملكة سخرت عناصر قوتها نحو أربعة محاور هي الدبلوماسية والمعلوماتية والأمور العسكرية والاقتصادية.
عقب ذلك تحدث العميد إلياس حنا لافتاً النظر إلى موضوع الجيوسياسية وهو المبدأ الذي تبنى عليه الاستراتيجيات، حيث وصف المملكة العربية السعودية بالدولة المهمة من الناحية الجيوسياسية نظراً لموقعها الجغرافي وامتلاكها الموارد الضخمة مثل النفط والمعادن، ما جعلها تتبوأ موقعاً مهماً على مستوى العالم.
أما هاني رسلان فقد قدم ورقة تعرض فيها للتحديات الأمنية والاستراتيجية التي تواجه المملكة العربية السعودية في اللحظة الراهنة، وأشار إلى سياسة المملكة التي تميل إلى الحوار عبر تحركاتها في المجالين الإقليمي والدولي، ثم تطرق بعدها إلى المؤشرات التي برزت خلال الشهرين الماضيين، لافتا الانتباه إلى موقف المملكة الآخذ دوما بزمام المبادرة. انتقل بعدها رسلان إلى ما تشهده المنطقة مع مطلع 2011م من موجة هائلة من التغييرات الناتجة عن الثورات الشعبية المطالبة بالتغيير بتفاوت قوتها في المنطقة.
وعرض للمحددات والتحديات التي تعيشها المملكة بسبب المزايا التي تتمتع بها سواء من حيث الثروة النفطية أو تمتعها بسواحل طويلة على الخليج العربي والبحر الأحمر وبحدود مشتركة مع العراق والأردن واليمن إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وختم رسلان ورقته بالإشارة إلى السياسات السعودية لمواجهة التحديات التي أكد فيها تبني المملكة لتطوير رؤيتها الخاصة بأمن المنطقة بشكل يحد من الارتباط الرسمي بأي من القوى العظمى في العالم في مرحلة الحرب الباردة وذلك لإبعاد المنطقة ما أمكن عن التحول إلى ساحة للمواجهات العالمية.
فيما أكدت الدكتورة وفاء الرشيد في ورقتها تعرض العالم إلى زلزال سياسي، قسمت من خلاله السودان وحدثت من خلاله تغيرات في مصر وتونس وليبيا، وأوضحت أن المفاهيم منذ عام 1930 كانت تقوم على الناتج المحلي وليس على رفاهية الفرد.
وبينت أن الأزمة الاقتصادية لم تكتمل صورتها بعد، مؤكدة أن الإنسان هو الركيزة الأساسية للتنمية البشرية التي بدورها تعد ركيزة أساسية للأمن. من جانبه أوصى الدكتور جاسم تقي بإيجاد حلول سريعة لمشكلات البطالة ومعالجة مشكلة ارتفاع الأسعار وتفعيل المنظمات العربية والإسلامية وتوثيق التعاون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لمواجهة الغزو الثقافي والفكري والسياسي واستخدام الإعلام لتوعية المجتمع عموما.