الديسك والانزلاق الغضروفي .. الأنزيمات لا تفيد
كثرت الشكوى في السنوات الأخيرة من انتشار آلام الظهر التي يطلق عليها العديد من الأسماء مثل مرض الديسك أو الانزلاق الغضروفي أو عرق النسا أو التهاب الفقرات، والتي يسبب الإهمال في علاجها وتداركها المبكر استمرار الألم وتحركه إلى منطقة أسفل الظهر ثم إلى مفصل الفخذ ومن ثم ينتقل إلى أسفل الفخذ فالساق فالقدم، وقد يصبح الإنسان بسببها عاجزا جسديا عن ممارسة حياته الطبيعية.
للتعرف على أسباب هذا المرض وطرق تشخيصه والوقاية منه وعلاجه تحدث الدكتور أشرف حموه طبيب جراحة العمود الفقري، والدكتور ماجد قلادة طبيب جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، والدكتور واصف السباعي طبيب جراحة العمود الفقري.
#2#
يمتص الصدمات ويعطي مرونة
ما هو الديسك؟
الديسك هو جزء من العمود الفقري يوجد بين الفقرات ليمتص الصدمات ويعطي العمود الفقري مرونته وحركته وهو يتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية.
آلام حادة في الظهر والفخذ والساقين
ماذا عن الانزلاق الغضروفي؟
الانزلاق الغضروفي يحدث عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي من الديسك. هذا الجزء الجيلاتيني الرخو ينزلق نحو القنوات العصبية ويضغط على أجزاء من الأعصاب، وبالتالي يؤدي إلى ألم في الظهر وفي الفخذ والساق وهو ما يعرف عند العامة بعرق النسا.
عوامل تؤدي إلى المرض
ما الأسباب التي تؤدي إليه؟
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى الانزلاق الغضروفي منها الأوضاع غير الصحيحة عند الجلوس والمشي والعمل، كالانحناء، أو حمل الأثقال بطريقة خاطئة، أو زيادة الوزن، أو الأعمال التي تسبب إجهادا على أسفل الظفر، بجانب حالات أخرى نتيجة الإصابات أو عند المرضى ذوي القابلية الخاصة لهذا المرض.
ضعف في عضلات
القدم والساقين
ما أعراض الانزلاق الغضروفي؟
الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية يؤدي إلى آلام في أسفل الظهر تمتد إلى الناحية الخلفية من الورك والفخذ والساق، إضافة إلى احتمال مصاحبة ذلك بضعف في عضلات القدم والساق، أو تغير في الإحساس، أو فقدان القدرة على التحكم في البول أو البراز.
التشخيص يحدد
الحل العلاجي
كيف يتم التشخيص؟
يتم التشخيص بعد فحص المريض سريرياً وإجراء أشعات تخصصية مثل الأشعة السينية وأشعة الرنين المغناطيسي والتي توضح مكان الفقرات المصابة بكل وضوح مما يمكن من وضع الحلول العلاجية بكل سهولة.
العلاج التحفظي مع تجنب عوامل ظهور المرض
كيف يتم علاج هذه الحالات؟
العلاج ينقسم إلى قسمين: علاج تحفظي وعلاج جراحي. والعلاج التحفظي يكون ناجحاً لدى كثير من المرضى ويتمثل في الراحة لعدة أيام واستعمال الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل والأدوية المسكنة للآلام والأدوية المرخية للعضلات واستخدام العلاج الطبيعي. كذلك يجب تجنب أية عادات أو عوامل تؤدي إلى إجهاد أسفل الظهر.
جرح صغير يتم خلال وقت بسيط
وفي حال فشل العلاج التحفظي؟
نلجأ للعلاج الجراحي وهو عملية استئصال الجزء المنزلق من الديسك والذي يضغط على الأعصاب عن طريق جرح صغير (2 إلى 3سم) في الظهر وباستخدام الميكروسكوب، عادة ما تستغرق العملية 45 إلى 60 دقيقة وتتم تحت تخدير كامل.
نسب نجاح تخطت المقاييس العالمية
هل هناك خطورة من العملية الجراحية؟ وما نسبة نجاحها؟
نسبة نجاح العملية تزيد على 95 في المائة متخطية النسب العالمية نتيجة الخبرات العالية والتقنيات والأجهزة الحديثة المستخدمة التي ساعدت في ظهور نتائج أفضل وسرعة أعلى للشفاء، فعادة ما يفيق المريض من التخدير وقد زالت آلام الديسك، أما ألم الجرح فيكون بسيطاً ويستمر يوماً أو يومين وعادة ما يتمكن المريض من الحركة والمشي في يوم العملية نفسه أو اليوم التالي، ومع التقدم في مجال التخدير وجراحة العمود الفقري فإن هذه العمليات تعتبر آمنة جداً وهي جراحة روتينية في المراكز المتقدمة.
العودة للحياة الطبيعية خلال أيام
من العملية
متى يمكن للمريض العودة لحياته الطبيعية؟
بعد العملية مباشرة يمكن للمريض المشي والجلوس والسفر بالطائرة أو السيارة لمسافات قصيرة ويمكنه العودة للأعمال المكتبية خلال ثلاثة أسابيع والعودة لأي أعمال أخرى خلال ستة أسابيع.
حقنة لتخفيف الالتهاب
هل هناك حلول أخرى غير العملية الجراحية؟
في بعض الحالات يمكن إعطاء إبرة في الظهر تحتوي على مادة مضادة للالتهاب مع مخدر طويل المفعول وقد تؤدي إلى تخفيف الآلام والتهاب العصب.
الأنزيمات لا داعي لها
ماذا عن علاج الديسك بالمنظار والإنزيمات؟
في حالات قليلة جداً يمكن استخدام المنظار الجراحي لاستئصال الجزء المنزلق من الديسك وهذا يؤدي إلى تقليص الجرح من 3 سنتيمترات إلى سنتيمتر واحد أو سنتيمترين، أما الأنزيمات وغيرها من المواد فلم يثبت علمياً أن لها دوراً ناجحاً في هذه الحالات. وعلى العكس من ذلك قد تؤدي إلى صعوبة في العلاج لاحقاً.
الطب البديل
هل هناك طرق بديلة أو شعبية لعلاج هذه الحالات؟
قد يلجأ بعض المرضى إلى الطب البديل أو الطب الشعبي مثل الحجامة، والإبر الصينية، والكي، وحمامات الرمل الساخن، وبعض الأعشاب كالحلبة وغيرها. وعلى الرغم من أنها قد تؤدي إلى تحسن مؤقت للألم إلا أن الأبحاث الطبية والعلمية لم تثبت فعالية هذه الطرق البديلة ومفعولها من الناحية العلمية مشابه لمفعول الأدوية المسكنة.