المغاسل .. الاستثمار المستتر خلف الأكمام
كشفت جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" على عدد من منشآت عاملة في مجال غسل الملابس في الشرقية، عن عدم اكتراث عملائها بالأسلوب الذي يتبعه العاملون فيها عند غسل وتنظيف الملابس، في ظل افتقار تلك المغاسل لأبسط الاشتراطات الصحية ورغبتهم الحصول على ملابس نظيفة مهما اختلفت الأساليب وبأقل الأسعار. وتبين من خلال الجولة أن عددا كبيرا من مغاسل الملابس في أحياء مختلفة في الدمام والخبر تستغل حاجة المستهلك في الحصول على الخدمة دون اهتمامه بكيفية عمل هذه المغاسل التي تديرها وتسيطر عليها عمالة أجنبية.
وتوصلت الجولة إلى أن هناك فارقا كبيرا في نوعية الخدمة التي تقدمها شركات متخصصة تعمل في هذا المجال، عن تلك التي تقدمها منشآت صغيرة منتشرة بشكل لافت في الأحياء السكنية.
الدكتور عمر الغامدي، الرئيس التنفيذي لشركة مغسلة نجد، سلط الضوء على كثير من خفايا هذا النشاط، وكيف أن الكثير من مغاسل الملابس في الوقت الحالي لا تتوافر فيها أبسط الاشتراطات الصحية التي يجب توافرها عند ممارسة هذا النشاط، مؤكدا أن ما يحدث على أرض الواقع لا يتعدى قيام ممارسي هذا النشاط بتوفير بعض من تلك الاشتراطات أثناء عمليات الكشف الأولية من قبل الجهات المخولة بإعطاء التصريح الخاص بمزاولة هذا النشاط، ومن ثم تتلاشى وتختفي هذه الاشتراطات؛ مما يتسبب في كثير من المشاكل مستقبلا، وفي مقدمتها المشكلات الصحية.
تستر وعماله غير مدربة
#2#
أكد الدكتور الغامدي أن العمالة الأجنبية والتستر عليها لهما دور كبير في غياب هذه الاشتراطات، التي يندر أن نراها في منشآت في الوقت الذي يتطلب افتتاح إحدى هذه المنشآت اشتراطات صحية تختفي حال إصدار التصريح، مشيرا إلى أن عمال كثيرين يعملون في المغاسل في الوقت الحالي غير مدربين ولا يتمتعون بالخبرة الكافية لإدارة هذه المنشآت، وأن ما يقومون به ما هو إلا اتباع لطرق بدائية وبسيطة جدا في عمليات الغسل، حيث تستخدم هذه العمالة معدات ومكائن لا تستخدم إلا في المنازل، إضافة إلى نوعية وجودة المواد والمساحيق المستخدمة، إضافة إلى انعدام وسائل السلامة الواجب توافرها عند مزاولة هذا النشاط والمخاطر التي من الممكن أن تحدث في حال عدم توافرها، إضافة إلى التهاون في كثير من الأمور التي ينبغي أن تطبق داخل أماكن الغسل من تغيير للمياه المستخدمة في الغسل أكثر من مرة، والتأكد من عمليات التطهير والتجفيف، وأنها تتم بشكل جيد؛ حتى يتم التخلص وبشكل نهائي من المواد المنظفة.
وأضاف الغامدي: إن المستهلك في الوقت الحالي يغيب عنه بقصد أو بغير قصد ما يدور خلف الكواليس أثناء عمليات الغسل، وبالتالي فإن اهتمامه ينصب على حصوله على تلك الملابس بيضاء ناصعه بأي طريقة كانت وبالسعر المتعارف عليه عادة بين الكثير من هذه النوعية من المغاسل، ولا يعلم أن الكثير من هذه المغاسل لا يتوافر فيها أبسط الاشتراطات الصحية الواجب توافرها لحماية المستهلك من بعض الأمراض التي قد تنتقل من خلال عمليات الغسل بين الملابس، إما لرداءة المواد المنظفة المستخدمة أو لعمليات الغسل العشوائية للملابس مجتمعة، التي تتم بالطرق التقليدية.
#3#
عائد مالي مجزٍ
وبيّن، أن العوائد المالية التي تجنيها العمالة الأجنبية التي تعمل في هذا المجال فتحت الباب على مصراعيه لدخول غيرهم من العمالة؛ ما أدى إلى انتشار هذه المغاسل رغبة في الوصول إلى الربح المادي دون مراعاة ولا اهتمام بما يمكن أن تخلفه من آثار جانبية على صحة وسلامة المستهلكين، مؤكدا أن استعادة رأس المال لن يستغرق أكثر من سنة والسبب يرجع في ذلك إلى انخفاظ تكاليف التشغيل مقابل الإقبال الكبير من المستهلكين؛ ظنا منهم أن هذه المغسلة أو تلك تقدم خدمتاتها بأقل الأسعار، فيما يغيب عن أعينهم ما يحدث خلف الكثير من عميلات الديكور والاهتمام بالمظهر الخارجي للمغسلة.
وأوضح الغامدي، أن كثيرا من المنظفات والمواد المستخدمة الموجودة في السوق قد تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلكين إذا ما استخدمت، سواء كانت من نوعيات رديئة غير أصلية أو استخدامها بالشكل الخاطئ وبالطريقة التي قد تتسبب في كثير من المشكلات من التهابات جلدية وغيرها، وأشار الغامدي إلى أن عدم توافر الكثير من الاشتراطات الصحية في كثير من هذه المغاسل يعود إلى ارتفاع تكاليفها، وهو ما يتعارض مع رغبات صاحب النشاط والذي يريد أن يحقق أعلى الأرباح في أقصر مدة وبأقل الخسائر.
وتطرق الغامدي إلى كثير من الإجراءات والاشتراطات الواجب توافرها في أي منشأة عند افتتاحها، مبينا أنه من الضروري أن تقسم المنشأة إلى خطوط إنتاج عدة؛ لتسهيل العمل داخلها، كما أنه لا بد أن تتوافر في المنشأه فتحات تهوية جيدة تساعد على دخول وخروج الهواء بشكل جيد دون أن يؤدي ذلك إلى دخول الغبار إلى أماكن تواجد الملابس، ومن الاشتراطات الصحية الأخرى والمهمة أيضا التأكد من نوعية المياه المستخدمة في الغسل والتأكد كذلك بأن المياه التي تدخل إلى تلك المعدات لمياه المستخدمة في عمليات الغسل، والتأكد بأن الماء المستخدم في عمليات الغسل هي مياه محلاة، وذلك بعد تمريرها على أجهزة تحدد درجات الملوحة، كما أن هناك أنواعا من المساحيق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستخدم في هذه المنشأة، إما لرداءتها أو لعدم اكتمال أو وجود المعدات التي تساعد على التخلص الكلي من هذه المواد بعد غسل الملابس بها.
#4#
اشتراطات يجب توافرها
وأضاف الغامدي: "إنه من ضمن الاشتراطات الصحية التي لا بد أن تتبع داخل هذه المنشآت عمليات التعقيم والتطهير للملابس والبياضات الخاصة بالمنشآت الصحية، بحيث يتم التعامل مع هذه الملابس بإجراءات وطرق تختلف كليا عن الغسل العادي، وذلك من حيث غسلها تحت درجات حرارة معينة وخضوعها لعمليات تعقيم جيدة، وانتهاءً بعمليات التغليف الخاصة التي تضمن عودتها إلى المنشأة الصحية دون أن تتعرض للفتح.
وأشار الغامدي إلى أنواع المعدات التي من الواجب استخدامها في هذه المنشآت، والتي يجب أن تتوافق مع كمية الغسل الذي يوضع فيها، وكذلك إمكانية تغيير درجات الحرارة فيها حسب نوعية الملابس التي توضع فيها، مؤكدا أن الكثير من المغاسل الحالية تستخدم في غسلها المعدات العادية، التي لا يمكن أن تتواجد في هذه المنشآت التجارية، والتي تحتاج إلى معدات ومكائن صنعت خصيصا لأن تعمل في هذه المنشآت، حيث يلجأ الكثير من أصحاب هذه المنشآت إلى إيجاد وتشغيل معدات بسيطه ذات استخدام منزلي بأقل التكاليف، الهدف منها الحصول على العائد المادي دون النظر إلى المشكلات التي قد تتسب فيها، ولفت الغامدي انتباه المستهلكين إلى كثير من هذه المغاسل، التي تهدف إلى الربح المادي دون النظر إلى ما يمكن أن تتسبب به من أضرار صحية على عملائها وأضرار مادية على المنسجوات؛ ما يؤدي الى تلفها.
خبرات متراكمة
وأشار الغامدي إلى أن شركة مغسلة نجد تعتبر من بين مجموعة شركات متواجدة في السوق لها باع طويل يمتد إلى عشرات السنين في هذا المجال، حيث انتهجت شعار الجودة والخروج لعملائها بكل ما هو جديد في هذا المجال ويصب في مصلحة العميل وسلامته وسلامة المنتجات "المنسجوات" وإطالة عمرها أو حتى من أي مسبب قد يتعرض له عن طريق الغسل، مؤكدا أن تخصص تلك الشركات واختيارها وتدريبها للعمالة، إضافة إلى الأجهزة والمعدات المستخدمة ذات الجودة والدقة العاليتين، أهم الأسباب التي ساعدت على استمرارها وتطورها في هذا النشاط.