Author

الملك وبرامج الإصلاح

|
على الرغم مما يشهده العالم العربي من اضطرابات سياسية شعبية عارمة، إلا أن بلدنا ــــ ولله الحمد ــــ يرفل باستقرار اجتماعي فريد يرجع في المقام الأول إلى الأسس الشرعية التي قامت عليها هذه الأمة. ومع ما يشهده العالم من أزمات مالية وتراجع في النمو الاقتصادي بشكل عام، تشهد المملكة نمواً اقتصاديا يُعد الأسرع نموا في العالم بعد الصين. ولأن السياسة والاقتصاد صنوان، فقد جاءت الأوامر الملكية الأخيرة لتؤكد عزم خادم الحرمين على استكمال برامج الإصلاح الاقتصادي التي يشهدها البلد منذ أعوام. إن برامج الإصلاح الأخيرة جاءت لتؤكد العزم الأكيد للارتقاء بالوطن والمواطن، ولتؤكد كذلك عزم الدولة على مواجهة المشكلات الأساسية الثلاث التي يواجهها البلد حالياً: البطالة والسكن والفساد الإداري. فبعد أن كان الحديث عن مستويات هذه المشكلات وتضارب الآراء حول الأرقام والمعدلات، يقوم خادم الحرمين بإصدار حلول لها. لقد كانت الأوامر الملكية الأخيرة رسالة واضحة للجميع أن الإصلاح الاقتصادي والإداري أصبح ضرورة وليس خيارا في ضوء ما تمر به المنطقة العربية من تغيرات حادة. ولعل ما يميز هذه الأوامر عن غيرها أنها جاءت بقناعة تامة من القيادة بواقعية المشكلات التي يعانيها البلد، وأن معالجة هذه المشكلات أصبحت أولوية الإدارة التنفيذية حتى لا تتفاقم في المستقبل. والواقع أن هذه الحزم ليست الأولى التي تصدر في عهد خادم الحرمين، وإنما تميزت هذه المرة بأنها وجهت في خطاب للأمة، مما يعطيها بُعدا سياسيا وشعبيا. لذا فإن الإدارة التنفيذية ستواجه رقابة شعبية تنتظر نتائج هذه البرامج التي أمر بها خادم الحرمين. والواقع أن الأوامر الأخيرة تتميز عن غيرها بملامسة واقع الشعب وشمولها نواحي عديدة من أوجه الحياة. مما يجعلنا مجازاً نطلق عليها ''خطة للتنمية'' باعتبارها برامج تنموية شاملة تهدف إلى توفير كل سبل الحياة الكريمة للمواطن السعودي. وأمام هذه الأعمال الإصلاحية الكبيرة، سيبقى خادم الحرمين رمزا وأنموذجا للوالي الصالح الذي يرفق بالرعية ويسأل عن حاجاتهم وينزل أسواقهم ويزور حاراتهم، فيرى بعينه لا بعين غيره الأحوال .. فتأتي التوجيهات للإصلاح وفقاً لما رأى وانطلاقا من تحمل المسؤولية. إن القراءة المتأنية لما تم في عهد خادم الحرمين من مشاريع عملاقة لتوضح الفلسفة التي ينطلق منها في جميع أعماله، ألا وهي ''تحسين وتطوير البنية التحتية الاجتماعية إلى جانب البنية التحتية للوطن السعودي كله, علاوة على الاهتمام بالمسار الاقتصادي وتطويره ككل''. وأخيراً نسأل الله العلي العظيم أن يلبس خادم الحرمين لباس الصحة والعافية، وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه.
إنشرها