حلم المواطن البسيط
حاولت الأسبوع الماضي شراء تذكرة لحضور مباراة أبطال العالم "الإسبان" أمام المنتخب التشيكي التي أقيمت الجمعة في المدينة العربية الأندلسية "غرناطة"، ولكن أهالي غرناطة لم يفوتوا فرصة استقبال أبطال المونديال وقاموا بشراء تذاكر الملعب الذي يتسع فقط لـ 16 ألف مشجع منذ أسابيع، فعلى الرغم من وجود أفضل الملاعب في العالم في مدن إسبانية أخرى إلا أن الاتحاد الإسباني للعبة دأب على توزيع مباريات المنتخب على المدن الإسبانية لأنه حق للمواطن من جهة وترويج للعبة من جهة أخرى، تساءلت لحظتها: لماذا لا تقيم منتخباتنا الوطنية مبارياتها الرسمية أو حتى الودية في مدن مختلفة، بحيث يستطيع المواطن مشاهدة منتخب بلاده؟
للرياضة عموما وكرة القدم خصوصا أهداف سامية قد لا يلتفت لها البعض ويتجاهلها آخرون، هذه المجنونة المستديرة التي يعشقها الطفل، الفتاة، الشيخ، المعوق، واليتيم أصبحت لبنة صلبة تقوم عليها أسس التكافل الاجتماعي والمبادرات الإنسانية النبيلة في المجتمعات المدنية الراقية.
نسمع بمباريات للمساهمة في مكافحة الفقر، الإيدز، والكوارث الطبيعية، ومباريات أخرى تقام في مدن صغيرة كمباراة الجمعة تهدف لإعطاء المواطن ـ أينما كان ـ حقه في مشاهدة منتخب بلاده. ماذا لو لعب منتخبنا أمام اليابان أو كوريا أو العراق (مثلا) في القصيم أو أبها؟ أليس هناك مواطنون سعوديون من الفئات التي ذكرتها (يحلمون) بمشاهدة منتخبهم الأول في مدنهم؟ منتخبنا يلعب بعض المباريات الودية أو حتى الرسمية ويكاد ملعب الملك فهد يكون خاليا؟ أتذكر مباراة لمنتخبنا أمام منتخب غانا الأول بكامل نجومه ولم يحضر إلا عدد قليل من الجماهير، لو أقيمت هذه المباراة في القصيم لامتلأ الملعب.
نحتاج إلى الكثير والكثير من (الخطط) المستقبلية المبنية على تجارب المتفوقين ومن سبقونا في هذا المجال بعيدا عن أسطوانتنا المشروخة التي يطلق عليها العاجزون (الخصوصية)، فكم أكره هذه الكلمة (خصوصا) عندما تستخدم في غير محلها أو على سبيل (التهرب) من مواجهة الحقيقة.
نقطة توقف
ـ ينتابني شعور مختلف تجاه المرحلة المقبلة، فلست متفائلا ولا متشائما بما قد نصل إليه في السنوات العشر المقبلة، فلم أتشاءم بسبب (اعتقادي) بأن الأمير نواف بن فيصل سيعمل بقوة للدفع بعجلة الرياضة خلال المرحلة المقبلة، ولكن عدم التفاؤل يقف خلفه سببان أولهما الواقع الرياضي المرير الذي نعيشه بسبب التعصب والتشكيك والتصادم الفضائي والسبب الآخر هو تلك الأسماء التي رسخت جذورها و(غلغلتها) داخل أروقة الاتحاد السعودي منذ عقود ولم يبق شيء تقدمه للرياضة.
ـ جميع المنتخبات في العالم استغلت أسبوع الـ "فيفا" بلعب مباريات ودية ورسمية عدا منتخبنا، الغريب في الأمر أنه حتى هذه اللحظة لا توجد مباريات ودية قوية للمنتخب خلال هذا العام 2011. إنها العشوائية وقمة اللامبالاة. ـ أكثر من حاول تشويه صورة الاتحاد الدولي للإحصاء هما قناة أبو ظبي الرياضية، والنصراويون، ولكنهم عادوا ليعترفوا بالاتحاد عندما لم يكن الهلال طرفا في جوائزه الأخيرة، فاعتراف أبو ظبي جاء على لسان (عرابها) محمد نجيب في حواره مع رئيس نادي ريال مدريد عندما أخذ يردد جملة (نادي القرن الأوروبي) لعدة مرات والنصراويون لم يشككوا أو يهاجموا الاتحاد بعد فوز بدر المطوع بلقب هداف العالم، بل إن المتحدث الرسمي للنادي أشاد باللقب قبل أن يضحك الجاسر ومعه الملايين!!
ـ مصادر نصراوية مقربة تؤكد أن إدارة نادي النصر تسعى للاتفاق مع الكويتي (بدران) على تجديد عقده مقابل عدم حضوره أو تفاعله مع هذا اللقب، فهل سيرضخ بدران ويضحي بالجائزة مثلما ضحى بعمله؟