دعوة لتوعية طلاب حلقات تحفيظ القرآن بأهمية المحافظة على المياه

دعوة لتوعية طلاب حلقات تحفيظ القرآن بأهمية المحافظة على المياه

تمثل حلقات تحفيظ القرآن الكريم أهمية كبيرة في المساجد، للحفاظ على أوقات الطلاب، واستغلالها في حفظ كتاب الله الكريم, بيد أن بعض الحلقات فيها عدد كبير من الطلاب، الذين يتواجدون يوميا في المسجد من ثلاث إلى أربع ساعات يوميا، ويتم خلالها استهلاك كميات كبيرة من الماء في دورات المياه، فكيف تتم توعية الصغار بأهمية ترشيد المياه في المساجد بدل أسلوب الفوضى والعشوائية المتبع من بعضهم في استخدام المياه؟ وكما قيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر، ومعروف أن حلق تحفيظ القرآن يكبر الأبناء فيها، وبعد سنوات يواصل دراسته وتفوقه في حفظ كتاب الله الكريم, وغالبا ما تخرّج هذه الحلقات الدعاة, ويتخرج منها أيضا علماء يشار لهم بالبنان. وما زلنا نذكر تخرج قائمة كبيرة من العلماء والدعاة من أمثال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ الدكتور سعود الشريم، والشيخ عبد الله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ ماهر المعيقلي، وفيصل غزاوي, وغيرهم من الدعاة والأئمة والمشايخ المعروفين.
ما دور الطلاب في ترشيد المياه في المساجد؟
يقول المربي متعب نمازي من تجربة عملية من خلال التدريس في المدرسة, على سبيل المثال، نجد أن الطلاب يختلفون في التجاوب مع العلم والتقبل منه، وأتوقع أن هدر الماء الذي يحدث من الطلاب، سواء في المدارس أو المساجد، بسبب عدم القدرة على التأثير في الطلاب في تقبل المعلومة التي تصل إليهم، لكن في المسجد الوضع يمكن أن يكون أفضل في إنجاح برنامج الترشيد. إن بعض المشرفين له القدرة على التأثير في الطلاب في التجاوب مع الترشيد، بيد أن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل والإقناع، ولا سيما في ظل استنزاف مياه المساجد.
من جانب آخر، يرى الشيخ محمد علي زبرماوي إمام مسجد إسماعيل الزبير في مكة المكرمة أن هناك مشكلة كبيرة في بعض المساجد في المملكة، سواء مع طلاب المدارس أو مع الطلاب الذين يدرسون في الحلقات، حيث إن تصرفهم إزاء استخدام المياه يتطلب توعيتهم خاصة تجاه الترشيد في المساجد، والتوعية مطلب شرعي، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالإسراف فقد أخبر الله تعالى بقوله: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن الماء ''لا تسرف ولو كنت على نهر جار''، والحقيقة أن أكثر ما يحزن ما نراه في وقتنا الحاضر من إسراف، وتخريب لدورات المياه، وذلك مخالف للشرع، وينبغي للمربين والمرشدين التنبيه على ذلك، خاصة جانب صغار السن حول إتلاف وتخريب الصنابير وإسراف الماء وعدم الحرص على نظافة دورات المياه والاستخدام الأمثل للمياه.
ويؤكد المهندس عبد الله الحربي أن هناك منافسا آخر للطلاب الصغار في إهدار مياه المساجد يتمثل في بعض العمالة الذين يستخدمون مياه المساجد في غسل السيارات، واستخدام كميات كبيرة منها، مما يتسبب في تواصل الهدر في استخدام المياه، وهذا أمر مشاهد والحاجة ماسة إلى إيقاف هؤلاء الذين يهدرون مياه المساجد، ومن الصعوبة بمكان أن يترك هؤلاء، وهم يواصلون هذا الهدر، والمؤمل أن يتم التعامل مع هذه القضية بشكل واقعي وهي لا تقل عن مشكلة الطلاب مع الإسراف في المساجد والمدارس.
ويرى الداعية عبد الله عثمان أن التعليم في الصغر مهم فهو ينشر ويسهم في نشر الثقافة التوعوية, والمجتمعات العربية بحاجة ماسة إلى أن يكون لديها ثقافة في هذا الجانب، وينبغي أن تكون هناك وسائل توجيهية تعليمية تعطي هذا الأمر أحقية في التعلم, لكن لا تستطيع المدرسة أو الإدارة التعليمية نشر الثقافة التوعوية وحدها، لأن الأمر يحتاج إلى تكامل في هذه العملية بين المدرسة والبيت والمسجد والبيئة العامة.
ويؤكد أن سبب عدم إقبال الشباب على الثقافة الشخصية لمثل هذه المشكلات الاجتماعية يعود لعدم التعود عليه منذ الصغر، وما نشاهده من بعض المبادرات هي مساهمات خاصة، ولا سيما التطوع نحو المساجد ونظافتها، ولا بد من توجيه الشباب نحو أي عمل يسهم في الارتقاء بفكره نحو المجتمع, ولا يكون ذلك محصورا فقط في المساجد. ويرى الداعية إبراهيم بن سمحان أن القطاع الخيري يقع على عاتقه الكثير من نشر الفكر والعمل على تقبل الثقافة وتطويرها لدى فئة الشباب، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق تنفيذ دورات مبسطة واستخدام وسائل التعليم للتأثير في الجميع بمشاركة المختصين والتربويين والدعاة والأئمة والخطباء، ونشر ثقافة التعلم بطريقة لا تؤثر تأثيرا سلبيا في فكر هؤلاء الشباب.

الأكثر قراءة