300 مهندس ياباني أبطال قوميون .. واجهوا الخطر بتوصيل الكهرباء إلى 6 مفاعلات
في محطة فوكوشيما اليابانية التي تشهد أسوأ كارثة نووية منذ كارثة تشرنوبيل عام 1986، نجح الفنيون في توصيل كابلات الكهرباء إلى المفاعلات الست كلها، وقاموا بتشغيل مضخة في أحدها لتبريد قضبان الوقود التي ارتفعت حرارتها بشدة.
وأصبح نحو 300 مهندس، أبطالا قوميين لمواجهتهم الخطر داخل المنطقة التي أجلت السلطات سكانها وهم يسابقون الزمن لتبريد قضبان الوقود في مفاعلات المحطة.
وقالت وكالة كيودو للأنباء: "إن المهندسين استأنفوا العمل في المفاعل رقم 3، الذي يعد الأكثر خطورة بعد تعليق العمل ليوم واحد، حين تصاعد الدخان الأسود. وتحاول شركة طوكيو إلكتريك باور تيبكو التي تدير المحطة النووية إعادة تشغيل الأنظمة للمحافظة على برودة الوقود ومنع المزيد من التسرب الإشعاعي أو انصهار قضبان الوقود وهو ما سيمثل كابوسا". وأصيب ثلاثة موظفين في تيبكو بالإشعاع أثناء محاولتهم توصيل كابل أمس، ونقل اثنان إلى المستشفى إثر إصابتهما بحروق، وفقا لما ذكرته الوكالة المعنية بالأمان النووي.
#2#
وحثت اليابان العالم على عدم المغالاة في رد الفعل تجاه الاحتياطات إزاء التسرب الإشعاعي، وأيَّد الكثير من الخبراء هذا فيما يبدو.
وقال جيم سميث من جامعة بورتسماوث البريطانية: "إن العثور على 210 بيكرل من اليود المشع، أي ضعف الحد الآمن في محطة تنقية المياه في طوكيو، أمس الأول، يجب ألا يسبب الذعر". المستوى الآمن بالنسبة للبالغين هو 300 بيكرل.
وأضاف: "التوصية بعدم إعطاء الأطفال مياه الصنبور إجراء وقائي رشيد، لكن يجب التأكيد على أن الحدود موضوعة عند مستوى منخفض لضمان أن يكون الاستهلاك آمنا على مدى فترة طويلة". وتابع: "هذا يعني أن استهلاك كميات صغيرة من مياه الصنبور لنقل بضعة لترات بمستوى ضعف المستوى الموصى به لن يمثل خطرا كبيرا على الصحة".
من جانب آخر، نفدت المياه المعبأة من المتاجر في العاصمة اليابانية طوكيو أمس، بعد أن أصبحت مياه الصنابير غير آمنة بالنسبة للرضع لفترة قصيرة، وذلك جراء التسرب الإشعاعي من مفاعل نووي تضرر نتيجة الزلزال العنيف الذي شهدته اليابان، وأمواج المد العاتية التي تبعته، في حين أوقفت المزيد من الدول استيراد الأغذية من اليابان.
ويحاول مهندسون احتواء الموقف في محطة فوكوشيما التي تتكون من ست مفاعلات، وتقع على بعد 250 كيلومترا شمالي العاصمة، بعد نحو أسبوعين من الزلزال وأمواج المد، اللذين ألحقا أضرارا بالمحطة النووية وخلفا دمارا في شمال شرق اليابان ونحو 26 ألفا بين قتيل ومفقود.
وحذرت السلطات سكان طوكيو البالغ عددهم 13 مليون نسمة من شرب الأطفال الذين لم يبلغوا عامهم الأول بعد مياه الصنبور، وذلك عقب أن بلغ التلوث ضعف المستوى الآمن هذا الأسبوع. لكن المستويات تراجعت إلى كميات مسموح بها اليوم. وعلى الرغم من مناشدة الحكومة المواطنين بألا يصابوا بالذعر، فإن المياه المعبأة نفدت من المتاجر الكبيرة. كما تم رصد إشعاعات أعلى من المستويات الآمنة في الحليب والخضراوات القادمة من فوكوشيما، حيث تقع المحطة النووية المتضررة على ساحل المحيط الهادي.
وانضمت سنغافورة وأستراليا إلى الولايات المتحدة وهونج كونج في فرض قيود على واردات الأغذية والحليب من المنطقة، في حين أصبحت كندا أحدث دولة تشدد إجراءات الفحص بعد أسوأ كارثة نووية منذ كارثة تشرنوبيل.
من جهة ثانية، قال مسؤول في قطاع الشحن: "إن بعض السفن التجارية ربما تتجنب ميناء طوكيو بسبب مخاوف من تعرض أفراد الطواقم للإشعاع. ورصدت جسيمات مشعة في مناطق بعيدة وصلت إلى آيسلندا"، غير أن اليابان تصر أن المستويات لا تمثل خطرا على البالغين.
وفي شمال اليابان الذي شهد دمارا كبيرا هناك أكثر من ربع مليون شخص يعيشون في دور الإيواء. وما زال عمال الإنقاذ يفتشون وسط الطمي والأنقاض، حيث كانت توجد بلدات وقرى قبل الزلزال. وارتفع العدد الرسمي للقتلى جراء الكارثة إلى 9523، لكن من المتوقع أن يرتفع أكثر؛ لأن هناك 16094 مفقودا. غير أنه وسط المعاناة كان هناك شعور بأن الوضع آخذ في التحسن. وتدفقت المساعدات على النازحين وبدأت خدمات الهاتف والكهرباء والبريد والخدمات المصرفية تعود إلى الشمال، وإن كان بوسائل مؤقتة في بعض الأحيان. وما زالت التوابع تتوالى. وهزت توابع عدة طوكيو أمس. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية: "إن زلزالا بلغت قوته المبدئية 6.1 درجة هز شمال اليابان أمس". إلى ذلك، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية: "إن زلزالا بلغت قوته المبدئية 6.1 درجة هز شمال اليابان أمس". وذكرت السلطات اليابانية أمس، أن موجات المد العاتية (تسونامي) التي نجمت عن الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين، بلغ ارتفاعها 23.6 متر في أجزاء من شمال شرق اليابان. كما أعلن المسؤولون عن وقوع تابع زلزالي أمس، واقتراب حصيلة ضحايا الزلزال المؤكدة من عشرة آلاف قتيل.
ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن "معهد أبحاث الموانئ والمطارات اليابانية" أن موجات تسونامي ضربت بلدة أوفوناتو في مقاطعة إيواتي عقب الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات بمقياس ريختر. وقالت الشرطة: "إن حصيلة ضحايا الزلزال وتسونامي المؤكدة بلغت 9700 قتيل". وتفيد تقارير بأن 16 ألفا و510 أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
وبدأ بناء مراكز إيواء مؤقتة في مدينة كامايشي في مقاطعة إيواتي. ومن المقرر أن يبدأ العمل في بناء مراكز مماثلة في أوفوناتو ومياكو في المقاطعة نفسها اليوم. وتم اليوم فتح طريق طوهوكو السريع، وهو طريق رئيس يربط بين طوكيو والمناطق المتضرررة بالزلزال والتسونامي في البلاد، لسير جميع المركبات. وكان المرور في الطريق مقتصرا منذ وقوع الكارثة على مركبات الطوارئ وناقلات مواد، وعمال الإغاثة.