تبريد المفاعلات النووية بالمياه.. وأسر تنام على أكياس في ستاد رياضي

تستعد شركة طوكيو إلكتريك باور "تيبكو" لضخ مياه البحر إلى المفاعل رقم 2 في محطة فوكوشيما دايتشي النووية, طبقا لوكالة أنباء جيجي اليابانية أمس.
وكانت معدات التبريد في المحطة النووية الواقعة في شمال اليابان، قد تضررت في أعقاب الزلزال المدمر وأمواج المد البحرية الجمعة الماضي.
وتقوم "تيبكو", وهي أكبر مرفق كهربائي في اليابان, بالفعل بضخ مياه البحر إلى المفاعلين النووين رقمي 1 و3 لتبريد قلب المفاعلين وتخفيف الضغط داخلهما.

#2#

وعلى الصعيد نفسه، جمع الناجون من الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان وأمواج المد العاتية (تسونامي) الإمدادات في الملاجئ وخزنوها, في الوقت الذي قام فيه عمال الإنقاذ بأعمال بحث على الساحل الذي لحق به الدمار وأغرقت المياه منازله وجرفت السيارات والقوارب.
وأظهرت لقطات من الجو مباني وقطارات متناثرة مثل لعب الأطفال بعد أن اجتاحت الأمواج العاتية مناطق حول مدينة سينداي الأشد تضررا على بعد نحو 130 كيلو مترا من مركز الزلزال. وفيما يزيد من مشاعر الذعر حدوث تسرب إشعاعي من مفاعل نووي غير مستقر في فوكوشيما قرب سينداي. وقال رجل يعمل في الميناء "في الحقيقة هذه هي المنطقة التي شهدت مشكلات جمة".
وأوضح عامل إنقاذ "من الصعب حتى تصور حجم الدمار. كنت قد أتيت إلى مياجي أثناء آخر زلزال ضرب المنطقة للمساعدة في أعمال الإنقاذ، لكن عندما تكون هناك فيضانات فإن الأمر يختلف تماما".

#3#

وفي المناطق المحيطة بمدينة فوكوشيما وقف الناجون في صفوف للحصول على مياه الشرب في مراكز البلدان ليقوموا بملء أباريق الشاي والحاويات البلاستيكية بالمياه الصالحة للشرب. ونشرت اليابان عشرات الآلاف من ضباط قوة الدفاع الذاتي للبحث عن المفقودين.
وتشاهد مئات من سفن الصيد وقد انقلب كثير منها في الحقول بعد أن جرفتها أمواج المد التي بلغ ارتفاعها عشرة أمتار.
وقال أحد السكان "الناس ماتوا لذا ليس لدي أي شيء يمكن أن أقوله في هذا الشأن".
وذكرت وكالة أنباء كيودو أنه تم إجلاء نحو 300 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد بينهم 90 ألفا من المناطق القريبة من المنشأة النووية, ويسعى كثيرون منهم إلى الحصول على ملاذ في الملاجئ وقد لفوا أجسامهم بالأغطية ويمسك بعضهم بضعا وهم يبكون.
وانتشلت طائرات هليكوبتر ناجين من مدرسة ابتدائية في سينداي. وعلى بعد نحو 100 كيلو متر إلى الجنوب في كورياما نامت الأسر في أكياس النوم في ستاد رياضي.
ويخشى أن يكون ما لا يقل عن 1700 شخص قد لاقوا حتفهم في الزلزال. وأوردت وكالة كيودو أن ما يصل إلى 3400 بناية إما دمرت وإما لحقت بها أضرار شديدة. وأضافت كيودو أنه اندلع نحو 200 حريق بينها ثلاثة ما زالت مشتعلة في مدينة كيسينوما في الشمال الشرقي.
وقبالة الساحل الشمالي الشرقي حوصرت ناقلة نفط بشكل غريب في المياه الضحلة وعلى الأرض في سينداي علقت شاحنة ميني فان فوق عمود معدني بشكل مخيف.
وشهدت خدمات السكك الحديدية في اليابان حالة من الفوضى بعد أن دفنت بعض العربات في الوحل أو رقدت محطمة على الأراضي الزراعية. وفقدت أربعة قطارات في مقاطعتي مياجي وإيواتي.
وبدأ المجتمع الدولي في إرسال فرق إغاثة من الكوارث إلى اليابان لمساعدتها بعد أن تعرضت للزلزال وموجات المد, وأرسلت الأمم المتحدة مجموعة لتنسيق العمل.