على الأئمة والخطباء أن يسهموا في توجيه الشباب وتحصينهم

على الأئمة والخطباء أن يسهموا في توجيه الشباب وتحصينهم

أكد الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض، أن الخطباء والأئمة, خاصة في هذه البلاد الطيبة المباركة يحملون مسؤولية عظمى؛ لأنهم ينتهجون المنهج الصحيح, منهج أهل السنة والجماعة, ويتقيدون بالكتاب والسنة دفاعاً عن كتاب الله وسنة رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ، فكان الأولى والأحرى بهم أن يكونوا دفاعاً، وأن يسدوا هذا الفكر الخطير الذي انتشر بين كثير من شباب الإسلام في أمور وأفكار دخيلة علينا.
وقال: ''ينبغي للأئمة والخطباء أن يقوموا بدورهم تجاه الشباب، ويتحدث الكثير منهم من خلال المنابر لصد الأفكار الضالة والمنحرفة المخالفة، ونشر الوعي بين شباب هذه الأمة وشباب هذه البلاد؛ لأن هناك من الشباب من انزلق في هذا المنزلق الخطير، فكان للأئمة والخطباء دور واضح وصريح، وبينوا ـــ جزاهم الله خيراً ـــ المنهج الشرعي في ذلك، لكن ينبغي أيضاً المزيد من طرح وصد هذا الفكر بالأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وبيان خطئه, خاصة أن هذه البلاد ـــ ولله الحمد والمنة ـــ منذ أن نشأت نشأت بدعوة صالحة لتوحيد منهج سلف هذه الأمة على يد الإمام المجدد محمد بن سعود ـــ رحمه الله ـــ والعلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـــ رحمة الله عليه أيضاً ـــ وأعظم الله لهما الأجر والمثوبة, فقد قاما بتصحيح عقيدة المسلمين، وتعهدا بالسعي والرعاية لعلماء المسلمين وحكامهم وأمرائهم، فأصبحت هذه البلاد مضرب المثل في عقيدتها وتوحيدها وخلوها من عقيدة الشرك والبدع والخلافات والضلالات, يحكم فيها بكتاب الله وسنة نبيه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وتقام فيها الحدود ويؤمر بالمعروف وينهى فيها عن المنكر, واجتمعت فيها ـــ ولله الحمد والمنة ـــ كلمة علمائها وأمرائها ومجتمعاتها على التوحيد والإخلاص لله ـــ عز وجل ـــ، ومن ثم السمع والطاعة لولاة أمرها, وتوارث ذلك الأجيال اللاحقة من أبناء وأحفاد إلى يومنا هذا''. وقال: ''إن ما حصل في هذه البلاد من خير امتد إلى البلاد المجاورة ـــ ولله الحمد والمنة. لكن من المؤسف أننا نرى من شبابنا ورجالتنا من حمل إلينا سواء كان قد حضر من بلاد أخرى أو عن طريق الوسائل الإلكترونية, التي أصبحت في أيدي الجميع, حملوا إلينا من أمراض معدية وأفكار مسمومة ومناهج مستوردة, والبعض أخذ هذه السموم من خلال وسائل الإعلام أو من خلال الوافدين الذين فسدت عقائدهم وانحرفت أفكارهم وتصوراتهم وأخلاقهم, فكان نتيجة ذلك أن تساهل البعض في هذه المنكرات العظيمة, التي على رأسها التكفير والغلو, وتجرأ بعضهم باستحلال الدماء البريئة وإزهاق الأرواح المستأمنة وإطلاق عبارات التفسيق والتكفير عبر جماعات وتنظيمات وأسماء لم نتوقع يوماً ما أن تكون في مجتمعنا المحافظ المتمسك بعقيدته وشريعته وتوحيده, وكل ذلك بتخطيط من أعداء الدين والملة لزعزعة عقيدتها وأمن هذه البلاد عن طريق إثارة الشبهات والتنقيص من قدر حكام وعلماء هذه البلاد المباركة, وهم يجدون في هذا التكفير أو يجدون في هذا الغلو أو يجدون في الجنوح عن العقيدة الصحيحة يجدون فيه طريقة ومنفذاً لإسالة الدماء وإزهاق الأرواح سواء كان حكاما أو محكومين, وكل ذلك باسم التدين والعلم, فاستطاعوا تغيير بعض مناهج الشباب وتسميم أفكارهم فزلت أقدامهم عن طريق الحق والصواب وشربوا من هذه المياه الراكدة والآسنة حتى انحرفت الفطر وانتكست بعض العقول فتسببت فيما حصل من الجرائم التي حصلت من التفجير والإرهاب, الذي كان نتيجته وخيمة وأثره على المسلمين وعلى غيرهم أثراً عظيماً''.

الأكثر قراءة