مختصون يؤيدون تحديد مواصفات لتصاميم المساجد الجديدة متوافقة مع الترشيد

مختصون يؤيدون تحديد مواصفات لتصاميم المساجد الجديدة متوافقة مع الترشيد
مختصون يؤيدون تحديد مواصفات لتصاميم المساجد الجديدة متوافقة مع الترشيد
مختصون يؤيدون تحديد مواصفات لتصاميم المساجد الجديدة متوافقة مع الترشيد

تواصل ''الاقتصادية'' توعيتها الإعلامية نحو ترشيد أفضل للمياه في المساجد, وتفاعل مع هذه الخطوة عدد من المختصين الشرعيين والمهندسين, إذ دعوا إلى ضرورة تحديد المواصفات الهندسية لتصاميم المساجد الجديدة بما يتوافق مع أهداف الترشيد وضرورة استخدام العزل الحراري وإمكانية الاستفادة من مصادر الإضاءة الطبيعية ومواصفات الإضاءة في المساجد القائمة, إضافة إلى أهمية تركيب أدوات ترشيد المياه في المساجد ومتابعة استمراريتها، وأكدوا أنهم علموا أن هذا الاقتراح مطروح أمام اللجنة المشتركة بين وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة المياه والكهرباء, حيث ناقش الجانبان الرؤى المشتركة لعمل اللجنة لتحقيق الأهداف المراد الوصول إليها لترشيد المياه والكهرباء, كما ناقش الاجتماع ضرورة تفعيل دور الأئمة والخطباء في المساجد من خلال نشر ثقافة الترشيد وتوعية سكان الحي ومدى الاستفادة من مكاتب الجاليات في توعية العمالة الوافدة.

ويأتي هذا الاهتمام من الجانبين لإيجاد الحلول التي تحافظ على الثروة المائية في المساجد, وهي خطوات سيكون لها الأثر الطيب على الوطن مستقبلا.

#2#

في البداية تحدث الشيخ عبد المحسن أبا حسين فقال إن الحملة التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء للحفاظ على المياه والتصدي لهدرها في المساجد والمنازل والمجتمعات السكنية عمل يستحق التقدير والتجاوب والتعاون‏,‏ ويعد ترشيد استخدام المياه وتنمية مصادرها من الأمور التي يحث عليها ديننا الحنيف، خصوصا أن الإسراف منهي عنه شرعا سواء كان في الماء أو غيره قال تعالي ''يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين‏'', فالماء ثروة قال تعالي‏: ''وأنزل الله من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار‏'', وإذا أمعنا النظر في تعاليم الإسلام وأحكامه نجد أنه عني عناية بالغة بالحفاظ على الثروة المائية وذلك من خلال عدة توجيهات ملزمة للناس منها الاستخدام الأمثل للماء‏,‏ والاعتراف بنعمة الماء وحمد الله عليها‏,‏ والمحافظة عليه نقيا طاهرا وعدم الإسراف فيه‏,‏ والعناية البالغة بالمصادر المائية‏.‏

ويؤكد الشيخ محمد زبرماوي إمام مسجد الزبير في مكة أن للإسلام السبق في إقرار مبادئ ترشيد الاستهلاك لكل ما في يد الإنسان من نعم وثروات‏,‏ باعتبار أن الإسراف والتبذير من أهم عوامل الخلل في المجتمعات، وقال: إن الإسلام قام منهجه الوسطية والاعتدال في كل تصرفات الإنسان‏,‏ فنسأل الله العون للجميع، ولعلي أنتهز هذه الفرصة لأؤكد أهمية مراعاة هذه الجوانب قبل تصميم المساجد لأن الإسراف يعتبر سببا من أسباب تدهور البيئة واستنزاف مواردها‏,‏ ما يؤدي إلى إهلاك الحرث والنسل‏,‏ والله ـــ سبحانه وتعالى ـــ يقول‏: ''والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما‏'', فالوسطية مطلب كل باحث عن التمسك بالشرع المطهر, نسأل الله أن يأخذ بأيدي الجميع لكل خير‏.‏

#3#

حملات التوعية

ويقول الإعلامي طارق رمضان إن القيام بحملات إعلامية واسعة النطاق في المدارس والجامعات والتلفزيون من أجل زيادة الوعي بالمشكلة المائية أمر مهم ويمكن تعريف الناس بأساليب ترشيد استهلاك المياه, خصوصا في المساجد بزيادة الوعي لديهم.

ويمكن أن تقوم بعض الجمعيات ذات الطابع التوجيهي بالمساهمة في هذا الجانب بالتعاون مع وزارة المياه من خلال برامج توعوية بتم الترتيب لها للمساهمة في حملة ترشيد الاستهلاك في المساجد.

ويرى المهندس عبد العزيز الشهري أنه يمكن الاستفادة من مياه المساجد بإعادة استعمالها, وبالأخص مياه الوضوء وكذلك مياه المشارب في المدارس, في سقي بعض الحدائق القريبة من المساجد وتنظيف المرافق الصحية قبل وضعها في شبكة الصرف الصحي.

حيث يتم تزويدها بخزانات تحت الأرض مزودة بمضخات أوتوماتيكية تستفيد منها تلك الحدائق والأراضي الزراعية في القرى وباستخدام أدوات الترشيد, ويمكن تنفيذ مثل هذا المشروع من مياه الوضوء, كما أشرت مسبقا فقط الأمر يحتاج إلى دراسته وتنفيذه.

ويقول المهندس عبد الوهاب منصور ''إن الأغلبية من الناس لا تحرص على التفاعل مع مثل هذه المشاريع التي تهدف إلى ترشيد الماء في المساجد لدرجة أنهم يتركون صنابير المياه مفتوحة بقوة فائقة, وهذا ما يجب التنبه له حتى لا يستشري في المجتمع''.

ويتعين على المسلم أن يقتصد في استعمال المياه حتى ولو أخذها من نهر جار، روي عن رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أنه مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ''ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم ولو كنت على نهر جار''.

الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ـــ كان يتوضأ بالمد ''أقل من اللتر''، ويغتسل بالصاع ''نحو ثلاثة إلى خمسة لترات''، هذه إشارات واضحة إلى أهمية إدارة الطلب على المياه، واستخدام الموارد المائية بشكل منطقي مستدام ويحافظ على استدامة توافرها.

ويقول المهندس أحمد سعيد لا شك أن الترشيد في استهلاك المياه الخاصة بالمساجد من الأولويات المهمة، نظراً لكمية المياه الكبيرة المستهلكة في تلك المساجد, لذا قامت وزارة المياه والكهرباء ممثلة في الإدارة العامة للتوعية والترشيد بتوزيع وتركيب أدوات الترشيد في المساجد في جميع مناطق المملكة, وهذا أمر جيد, لكن العمل يحتاج إلى متابعة حتى يحقق النجاح المطلوب، وأكثر ما تعانيه الوزارة عدم تجاوب بعض المواطنين مع حملة التوعية التي تقوم بها، حتى تتحقق الغايات من تنفيذ هذا المشروع واستمراريته ليقضي على الهدر الكبير في الثروة المائية.

الأكثر قراءة