مشروعا«تشكيل الورق» و«طيور الجنة» يجذبان الأطفال في معرض الكتاب

مشروعا«تشكيل الورق» و«طيور الجنة» يجذبان الأطفال في معرض الكتاب

شهد معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام أول تطبيق لفن تشكيل الورق "المنسوري" للأطفال، بعد أن تمكن أصحاب دار نشر الناشرون من تحويله إلى اللغة العربية، حيث إن فكرة المشروع تعود إلى طفلة أمريكية تدعى ماريا.
ويقول لـ "الاقتصادية" مؤنس الحطاب إن فكرتهم لاقت إقبالا، على الرغم من أن هذا المعرض لم يسمح لهم بإقامة ورشة متخصصة وكبيرة لشرح الفكرة وعرضها، ويضع قيودا كثيرة بخلاف بقية المعارض الأخرى، إلا أنهم خلال قيامهم بتشكيل الورق في ركنهم الخاص تمكنوا من جذب الكثير من الأسر، للاستفسار عما يفعلونه، ومن ثم التعرف على المشروع.
وأشار الحطاب إلى أن الفكرة مستوحاة من فكرة أمريكية، ولكنها كانت مقتصرة قديما لدينا في العالم العربي على كلام نظري فقط، وهي المرة الأولى التي يطبق بها الفكرة عمليا، وتستهدف فكرة تشكيل الورق إلى تقوية عضلات يد الطفل والمساعدة على الكتابة، إضافة إلى تطوير وحدة التصور والخيال لدى الطفل من خلال اللعب الجماعي؛ لأن الفكرة تعتمد على تطبيقها بين أفراد العائلة أو المدرسة الواحدة، إضافة إلى مساعدة الأطفال ذوي فرط النشاط العالي والحركة على الجلوس لحين الانتهاء من تشكيل الشكل الموجود أمامهم، منوها بأن تشكيل الورق يرضي محاولات الطفل في عالم الابتكار والإبداع، ويكون له أثر قوي في تربيته وأسلوب تفكيره، ويشجع على التعلم عن طريق الاكتشاف، ويدرب الطفل على التفكير الناقد، وينمي قدرة الطفل على الملاحظة الدقيقة، ويدربه على الصبر والمثابرة وبذل الجهد المتصل. فالمبدعون يتميزون دائماً بالقدرة على تحمل العناء، إضافة إلى تنمية ذوق الطفل وتذوقه للرسوم والتصاميم والأشكال، وتدريبه على التفكير الناقد الذي يحسن التحليل وربط الأسباب بالنتائج، ومن ثم تقييم الأمور بطريقة موضوعية.
من جهته، يشير إبراهيم الغمري وهو من كان يقوم بقص الورق لتشكيله على صورة أشكال كالتاج وباص المدرسة، إلى أنه على الرغم من احتواء المعرض على ركن خاص بالطفل، إلا أن مستوى الوعي بتطوير ذكاء وقدرات الطفل من خلال ألعاب أو أفكار معينة ما زال محدودا من قبل الأسر العربية، فالغالبية تأتي إلى المعرض لشراء قصص فقط، ويتجنبون الأفكار التي تطور قدرات الطفل، ربما لأنها تعتمد على أن يصاحب أحد كبير الأطفال في بداية الأمر. منوها بأن هذه مشكلة دور النشر المخصصة للأطفال التي تعمل على تطبيق أفكار تجد شيوعا في الغرب، الذين وصلوا إلى استيعاب وإدراك طرق وسبل تعمل على زيادة وعي الطفل، أما نحن فما زلنا في طور مرحلة صناعة وعي الأسرة نفسها بأهمية الاهتمام بطفلها وعدم تركه ساعات أمام التلفزيون، الأمر الذي يقلل من قدراته العقلية والعضلية، ويفقد الجيل الصاعد مواهب تجعلنا من الدول المتقدمة فكريا وعمليا وعلميا. ونوه بأن ما نعمل عليه في مشروع مينسوري صناعة وعي الأسر مبدئيا لجذبهم إلى الفكرة، وهو ما سيجعلهم راغبين في تعليمها لأطفالهم، وتعتمد الفكرة على ورق مقوى رسمت عليه أشكال ورسومات متقطعة، تبدأ من البسيطة إلى المركبة، وعندما يقوم الطفل بقص الأشكال وتجميعها ولصقها يظهر الشكل المقترح. وتعمدوا من خلال فكرتهم أن يجعلوا الأشكال التي يقوم الطفل بتكوينها من الأشياء التي يستخدمها في غرفته أو مدرسته لزيادة حماسه ورغبته في إنهاء الشكل المقترح عليه. وكان الركن الثاني الذي شهد إقبالا في المعرض هو ركن طيور الجنة، الذي يقول المدير العام محمد خير رشيد إنه على الرغم من مصادرة آخر شريط لهم "على الشط"، لاحتوائه على الموسيقى، إلا أن الكثير من الأطفال كانوا يأتون على الركن ويصرون على شراء البازل أو الكتب المتعلقة بشخصيات طيور الجنة، ويتساءلون عن كيفية الحصول على آخر شريط، وهو ما أكد لهم انتشارهم وشهرتهم في المملكة، مرجعا هذا إلى أننا أول قناة تنطلق من الطفل وإليه؛ لهذا وصلوا إلى قلبه وخاطبوا عقله وتمكنوا من التأثير فيه، وهو ما يعاب على الكثير من برامج الأطفال والكتب المخصصة له؛ لأنها تتسم بالفوقية أو عدم مراعاة أن طفل هذا الزمان أكثر وعيا وانفتاحا ولا يحب أن يتم التعامل معه كطفل.

الأكثر قراءة