الانحياز للقارئ أم لدار النشر؟
أحسنت وزارة الثقافة والإعلام حينما سارعت على لسان وكيلها الدكتور عبد الله الجاسر إلى تفنيد ادعاءات دار الجمل حول منعها من المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، حيث قال الدكتور الجاسر: وفق الضوابط التي يعمل من خلالها المعرض تقرر إلغاء مشاركة دار الجمل التي انتهجت أساليب غير لائقة في ترويج عناوينها عبر إطلاق الشائعات بأنها تضم كتباً ممنوعة، وأن نسخها نفدت، إضافة إلى لجوئها عبر هذه الحيل إلى بيع عناوين عادية بأسعار مبالغ فيها للغاية غير الأسعار المحددة في البيانات الخاصة بهم؛ الأمر الذي يحتم على وزارة الثقافة والإعلام أن تضبط عملية أداء المعرض والدور، وأن تحمي زوار المعرض من التلاعب والعبث.
هذا الإيضاح جاء ليقطع مزايدة بعض دور النشر، وانسياق بعض الكتاب معها، وتصوير الأمر وكأنه ضد حرية الرأي، أو أن خلفه ضغوطا من جهات معينة، في حين أن كثيراً من دور النشر لا علاقة لها بالثقافة، إلا عبر الجانب المادي البحت، وهي تستغل كافة الوسائل لرفع الأسعار تحقيقاً لهذا الهدف.
إن مسارعة الوزارة إلى توضيح هذا الاستغلال أمر مهم، وأهم منه إعداد قوائم أسعار مقارنة بين الأسعار في معرض الكتاب الدولي في الرياض والأسعار في معارض الكتب الأخرى، خاصة معرض القاهرة الذي حينما ألغي هذا العام ازدادت شهية بعض دور النشر لرفع الأسعار لتعويض خسائرها، كما أن من المهم التخلص من طريقة الفواتير اليدوية التي يسهل التلاعب بالأسعار عبرها والانتقال إلى فواتير إلكترونية تضمن المساواة بين الجميع، وتحد من التلاعب بالأسعار، وهذا أمر طرحته العام الماضي كحل لفوضى الأسعار التي يشهدها المعرض في كل عام.
قضية أخرى ومهمة وهي أن يكون المعرض فرصة للحفاظ على حقوق المؤلف السعودي، فكثير من الكتاب السعوديين بحاجة إلى جهة تُعنى باستخلاص حقوقهم المادية من دور النشر العربية، وربط مشاركة دور النشر في معرض الكتاب بالوفاء بهذه الحقوق أمر مهم.
إن سكوت بعض الكتاب عما يجري من استغلال لأسمائهم من أجل الوصول إلى القارئ، أمر يجب أن يضع له الكتاب حدا، فالكثير من الكتاب لا ينالهم مما يؤلفونه من كتب سوى الشهرة، أما الجانب المادي، فكثير من دور النشر العربية، ترى أن لها جميلا على الكاتب يجب أن يمنعه من المطالبة بحقوقه، متناسية أن الكاتب هو السبب الرئيس في وصول دور النشر هذه إلى القارئ السعودي.