لوحات الفنان نجا المهداوى.. بحوث جمالية للحرف العربى بنزعة معاصرة

لوحات الفنان نجا المهداوى.. بحوث جمالية للحرف العربى بنزعة معاصرة
لوحات الفنان نجا المهداوى.. بحوث جمالية للحرف العربى بنزعة معاصرة
لوحات الفنان نجا المهداوى.. بحوث جمالية للحرف العربى بنزعة معاصرة

يستكمل الفنان التشكيلى التونسى نجا المهداوى فى معرضه المعنون بكلمة وصل والذى افتتح مساء أمس فى صالة رفيا للفنون بحثه الفنى فى استنطاق الحرف العربى وامتداداته التشكيلية بدءاً من النقطة الى أن ينتهى بشكل بصرى فنى يتألف من تتالى كلمات وحروف.

ولا يبخل المهداوى فى معرضه الذى يضم أكثر من 20 عملا على لوحته بالوان مستوحاة من بيئته المحلية وخياله الخصب تمد عين الناظر بدفق من الحيوية والنزعة التفاعلية المبتغاة مع الفنون البصرية والتى تتكامل مع أساسيات ارتكز عليها فى بناء اللوحة وأهمها بناؤها الهندسى المتقاطع بتجريده مع بنية الحرف العربى إضافة الى الموسيقا الصوفية التى تصدر مع تمايل الخطوط وتلاقيها وتباعدها وتدانيها هذا البحث الذى يصر عليه المهداوى قاده بشكل تلقائى الى الرسم على خامات متنوعة كالجلد والكانفا وغيرهما فى مسعى للتأصيل وتقديم التراث بروءية معاصرة تتوخى الانفتاح على الثقافات الأخرى عبر استمداده نسيج لوحاته البحثية من التراث دون أن يقع أسير قيود الماضى وقوانينه بل أن يقدم مداولة جديدة للحرف العربى ليكون حاضرا بين الفنون والاساليب المتنوعة.

ويبرر المهداوى فى تصريح لوكالة سانا أسلوبه الخاص فى كتابة الحرف العربى بأن المخطوطات العربية القديمة التى نحتفظ بها منذ قرون عدة تتمتع بجمال الخط والرسم الانيق ولكن هذا الجمال بحاجة للتجديد عن طريق الجرأة فى طرحه بأسلوب حر عصرى يصل الى الجمهور العالمى ولا يقتصر على الجمهور الذى يدرك القيمة الروحية للحرف العربى.

#2#

ويلح المهداوى على الامكانات الكبيرة للحرف العربى فى التعامل مع الذات والاخر ومن بينها المقدرة على الدخول فى طروحات جديدة تدمج الخطوط والألوان بالموجودات الغريبة عن اللوحة لتتشكل تقديمات جادة تستفهم التاريخ والواقع وتواجه أفق تعاملهم مع اللوحة وفضاء التلقى.

لكن المهداوى يؤكد على أهمية هذه الطروحات وأهمية البحث عن فضاء أرحب ينتقل بالحرف العربى الى افاق العالمية بحيث تتنادى صالات العرض حول العالم للحصول على فرصة عرض اللوحات الحروفية.

وينزع المهداوى عن نفسه لقب الخطاط الذى يستعيضه باسم الرسام ويرى أن الحرف العربى هو أرفع من أن نقيده بمعنى ويقول.. علينا أن نتخلص من تكرار الصيغة الفنية المعتادة فى التعامل الكلاسيكى مع هذا العنصر الجمالى الهندسى بحيث نخرج من مفهوم التبعية ونتماشى مع الثقافات الاخرى ونعيش حالة الاخذ والرد مع الثقافات بما يثرى القيم الفنية والجمالية لهذا الجزء المهم من تراثنا العربى مضيفاً ان البحث عن الهوية لا يعنى التقوقع وغلق الابواب بل تشريعها على مصاريعها فى مقابل الثقافات الأخرى والحوار معها والبحث عن أنماط جديدة بمفهوم اليوم ولغته بحوار مع كل ما يوجد فى العالم.

#3#

يشار الى أن الفنان التشكيلى نجا المهداوى من مواليد تونس 1937 ويعد واحداً من أبرز الفنانين العرب المعاصرين الذين يتخذون من الحرف العربى منطلقا ابداعيا حيث توثقت علاقته بالحرف العربى منذ انطلاقته عام 1959 مكرسا جهده للحفاظ على جماليات هذا الحرف .

بعد أن أنهى دراسته فى أكاديمية سان اندميه بروما التحق بجامعة اللوفر الفرنسية لدراسة الأثار الشرقية وقد استضافته أهم المتاحف العالمية عبر معارض فردية أقامها فيها مثل المتحف البريطانى ومتحف الارميتاج والمتحف الافريقى فى لندن وأمستردام ومتحف لودفيغ فى المانيا.

الأكثر قراءة