«أرامكو لأعمال الخليج».. نموذج تزاوج تطوير الصناعة النفطية والتزام المسؤولية الاجتماعية

«أرامكو لأعمال الخليج».. نموذج تزاوج تطوير الصناعة النفطية والتزام المسؤولية الاجتماعية
«أرامكو لأعمال الخليج».. نموذج تزاوج تطوير الصناعة النفطية والتزام المسؤولية الاجتماعية
«أرامكو لأعمال الخليج».. نموذج تزاوج تطوير الصناعة النفطية والتزام المسؤولية الاجتماعية
«أرامكو لأعمال الخليج».. نموذج تزاوج تطوير الصناعة النفطية والتزام المسؤولية الاجتماعية
«أرامكو لأعمال الخليج».. نموذج تزاوج تطوير الصناعة النفطية والتزام المسؤولية الاجتماعية

كان يوم الإثنين 28 من شباط (فبراير) 2000، تاريخا مفصليا ومهما في مسيرة التنمية التي شهدتها محافظة الخفجي المحاذية للحدود مع دولة الكويت، ففي هذا التاريخ تأسست شركة أرامكو لأعمال الخليج، التي أضفت على الصناعة النفطية وجهها الإنساني الذي يهتم بالتنمية وتلبية الحاجات الإنسانية.
ولدت شركة أرامكو لأعمال الخليج من رحم أرامكو السعودية، كشركة وطنية تابعة ومملوكة لها،لإدارة حصة السعودية في النصف المشاع من المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت،وهي المنطقة التي كانت خاضعة، إضافة للقسم الكويتي منها, لإدارة شركة الزيت العربية المحدودة على مدى نحو 42 عاما.
وشهدت محافظة الخفجي منذ قيام شركة أرامكو لأعمال الخليج تطورات كبيرة، بعد أن ساهمت الشركة بشكل كبير في تنمية المجتمع من خلال إطلاق العديد من المبادرات بالشراكة مع القطاعين العام والخاص.
وقد اضطلعت شركة أرامكو لأعمال الخليج منذ إنشائها بإنتاج الزيت الخام وغيره من المنتجات النفطية من الحصة السعودية في المنطقة المقسومة والتي تشتمل على أربعة حقول هي: حقل الخفجي، حقل الحوت، حقل اللؤلؤ، وحقل الدرة. ويعد حقل الخفجي الأكبر بينها والذي ينتج نحو 300 ألف برميل يوميا.
وأبرز ما يلفت الانتباه في تجربة شركة أرامكو لأعمال الخليج، أو شقيقتها، (الشركة الكويتية لنفط الخليج ) التي تدير منذ الرابع من (كانون الثاني) يناير2003 حصة حكومة الكويت في النصف المشاع في المنطقة المقسومة،إنهما قدما نموذجا للشركات التي تزاوج بين تطوير الاستثمارات النفطية، وتعزيز الإيرادات، مع مسؤوليتهما الاجتماعية، فبدت المنطقة التي تترامى بين شطري البلدين تقطفان ثمار التحول للإدارة الوطنية.
وتشهد المنطقة على طرفي الحدود منذ أكثر من عقد من الزمان، طفرة حقيقية في المشاريع الاستثمارية العملاقة, بفضل الفرص التي طرحتها عمليات الخفجي المشتركة لشركتي أرامكو لأعمال الخليج والكويتية لنفط الخليج، والتي تشمل المشاريع الصناعية, والإنشائية والصيانة.
وتتميز الخفجي بموقعها الاستراتيجي كونها مدينة بترولية, ساحلية, حدودية, وتقع على الخليج العربي في المنطقة المحايدة المقسومة بين السعودية والكويت على بعد 130 كيلو مترا إلى الجنوب من مدينة الكويت و300 كيلو متر إلى الشمال من مدينة الدمام في المنطقة الشرقية, وبعد اتفاقية التقسيم في عام 1390 هـ، أصبحت الخفجي تابعة للسعودية.

#2#

#3#

من الامتياز إلى التميز
يعود عقد الامتياز الذي وقعته السعودية مع شركة البترول التجارية اليابانية المحدودة لشهر تموز (يوليو) من عام 1957، حيث أسفرت مفاوضات طويلة لتأسيس الشركة العاملة في المنطقة المقسومة تحت اسم (شركة الزيت العربية المحدودة ) وبناء على ذلك أحيلت إليها جميع الحقوق والالتزامات المنصوص عليها بموجب تلك الاتفاقية من الشركة الأم (شركة البترول التجارية اليابانية المحدودة) وبمقتضى ذلك الاتفاق منحت حكومة السعودية الشركة رخصة للتنقيب عن البترول واكتشافها لمدة لا تزيد على عامين وامتياز للاستثمار لمدة 40 عاما من تاريخ انتهاء الرخصة.
وفي الخامس من تموز (يوليو) 1958 منحت حكومة دولة الكويت شركة الزيت العربية المحدودة الامتياز في نصفها المشاع من المنطقة المحايدة لمدة 44 عاما بما في ذلك المدة التي يستغرقها الاستكشاف والدراسات الجيولوجية، وبدأت شركة الزيت العربية المحدودة نشاطاتها في خور المفتح على بعد 33 كيلو مترا إلى الشمال من الخفجي مباشرة بعد توقيع اتفاقيتي الامتياز في عامي 1957 و1958. وعلى أثر اكتشاف الزيت عام 1960 م بكميات تجارية تقرر أن تكون القاعدة الدائمة للعمليات في الخفجي وعلى اللسان المائي الكائن فيها لتقام عليها كل المرافق البرية المساعدة على الإنتاج والشحن والمكاتب والسكن وغيرها من المنشآت التي تستدعيها عمليات الشركة المتطورة.

#4#

حقل الخفجي..التجربة الرائدة
يعد مشروع تطوير حقل الخفجي الحيوي، من المشاريع الرئيسية المهمة التي تم تنفيذها في منطقة عمليات الخفجي المشتركة، بعد أن تسلمت الشركتان الوطنيتان الشقيقتان أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج أعمال التشغيل عام 2003، وهو يندرج ضمن مشاريع الخطة التطويرية الشاملة، وقد بدأت أعمال التصاميم المبدئية في شباط (فبراير) من عام 2005 وقامت به شركة تويو الهندسية اليابانية التي تعتبر من الشركات الهندسية الرائدة وذات الخبرة الطويلة في تصميم وتنفيذ كثير من مشاريع الغاز والزيت والبتروكيماويات في العالم.
وانقسمت خطة العمل إلى قسمين رئيسيين بري وبحري، وكل منهما يختص بما يحتاج إليه من معدات وآليات وإنشاءات تمكن فريق العمل من الإنتاج بحسب أهداف الخطة، وفي 22 من آب (أغسطس) عام 2006، تم توقيع المشروع مع شركتين تسلمتا المشروع بالكامل حسب المواصفات والشروط التي وضعتها إدارة العمليات المشتركة، وذلك لضمان المحافظة على زيت وغاز حقل الخفجي وغيره من الحقول التابعة للعمليات المشتركة. وقد نفذ المشروع وفق المواصفات والشروط التي وضعتها إدارة العمليات المشتركة، وذلك لضمان المحافظة على زيت وغاز حقل الخفجي وغيره من الحقول التابعة للعمليات المشتركة، ومراعاة للتطور الذي يتجدد بشكل متسارع في جميع مجالات التقنية الخاصة بالزيت واستخراجه والاستفادة منه، رأت الإدارة أن يكون التحكم في كل هذه المعدات مركزيا، ومتطورا ومتكاملا،حيث إن عمليات التحكم في الزيت وفصل المياه المصاحبة له والغاز المصاحب كانت تتم على شكل وحدات منفصلة، أما الآن فهي تتم بشكل متكامل يفصل ثلاثة أنواع من الهيدروكربونات هي الغاز والزيت والماء، ويتكون هذا المشروع من جزءين رئيسيين هما: مشروع المنطقة اليابسة، والمنطقة المغمورة. ويشتمل مشروع المنطقة اليابسة على معمل متكامل لتجميع ومعالجة الغاز، ومعمل لفصل الغاز عن الزيت ووحدات للكهرباء والتحكم ومرافق للمنافع المختلفة، إضافة إلى مبنى الإدارة ومسجد وتوسعة للسياج الأمني الحالي، وشيدت هذه المرافق الجديدة بجوار معامل العمليات المشتركة الحالية وفي أرض فضاء أعدت سلفا لهذا الغرض، وقامت شركة اتحاد المقاولين (CCC) بتنفيذ هذا الجزء من المشروع.
أما المنطقة المغمورة فتتكون من منصات بحرية ثبتت عليها وحدات فصل الزيت عن الغاز وأجهزة تحكم ومهبط لطائرات الهليكوبتر ومراس لقوارب الإمداد والصيانة وأنابيب تحت الماء لتجميع الزيت ونقله، كما تحتوي تلك المنصات أيضا على مضخات لضخ الزيت عبر تلك الأنابيب إلى اليابسة، ويشتمل العمل في هذا الجزء من المشروع على أنابيب لتجميع الغاز ونقله إلى اليابسة،حيث تتم معالجته وإعادة جزء منه إلى المنطقة المغمورة ليعاد حقنه في الآبار للمساعدة على زيادة الإنتاج وقامت الشركة الهندسية للصناعات البترولية والكيماوية ENPPI بتنفيذ هذا الجزء من المشروع.

''أرامكو لأعمال الخليج'' في قلب المسؤولية الاجتماعية
تمتلك أرامكو لأعمال الخليج سجلا حافلا للمساهمة في التنمية الاجتماعية، وفي حفلها بالذكرى العاشرة، سلطت أرامكو لأعمال الخليج الضوء على مشاريعها في التنمية الاجتماعية، وتحدث محمد بن عايض الشمري رئيس الشركة وكبير الإداريين التنفيذيين عن الإنجازات الكبيرة التي تعد محطات مضيئة في مسيرة الشركة مقارنة بعمرها القصير.
وأشار رئيس أرامكو لأعمال الخليج إلى أن تلك الإنجازات التي تمت بفضل الشراكة الوطيدة مع الجانب الكويتي، والتي مكنت من إحداث تغييرات كبيرة،حيث مرت الشركة بنقاط تحول في مجالات عديدة، كان من أهمها وضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، وإطلاق مشروع التطوير الشامل لمباني الإدارات الجديدة، ضمن خطة تطويرية متكاملة تشمل البنية التحتية، وإعادة بناء مرافق الشركة ومكاتبها ومعاملها ومرافقها السكنية والترفيهية.
وأكد الشمري أن الشركة وضعت ضمن أولوياتها العمل على تطوير وسائل السلامة والصحة ومراكز التدريب والتعليم، والتوسع في استخدام تقنية المعلومات، إضافة إلى إكمال المشاريع الصناعية الكبيرة، مشيداً بمبادرات ''أرامكو لأعمال الخليج'' وبرامجها للتواصل مع المجتمع، والتي تأتي تأكيدا على ترسيخ مسؤولياتها الاجتماعية، إضافة إلى مشروع تملك البيوت لموظفي شركة أرامكو، في حي الأمير فهد بن سلمان، حيث قامت الشركة بتطوير أرض فضاء وإنشاء البنية التحتية.
وحصلت الشركة في عام 2008 على جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز الماسية لتحقيقها أعلى نسبة سعودة على مستوى القطاعات الاقتصادية كافة في المملكة، على الرغم من أن الدور المنوط بشركة ''أرامكو لأعمال الخليج'' في إنتاج الزيت، إلا أن هذه الشركة، تساهم بفعالية في محيطها الاجتماعي عبر عدد من البرامج ومن بينها:

برامج التواصل مع المجتمع
عملت الشركة ومنذ نشأتها على المشاركة في تنمية المجتمع وتطويره وذلك بإيجاد البرامج التي تخدم مفهوم المواطنة الذي يعتبر من الركائز الأساسية التي تقوم عليها الشركة، وتعمل أرامكو لأعمال الخليج على تنوع أنشطة التواصل مع المجتمع من خلال تبنيها لعدد من البرامج الهادفة التي تخدم المجتمع بشكل مباشر ومن هذه البرامج ما هو موجه لخدمة فئة معينة مثل: برنامج دعم الجمعيات الخيرية، برامج المساعدات العينية للأسر المحتاجة، برنامج الحقيبة المدرسية،رعاية بعض برامج فصول التربية الفكرية، برنامج عيدية اليتيم وغيرها.

دعم قطاع التعليم
قامت الشركة ببناء سبع مدارس مختلفة في حي الأمير فهد بن سلمان النموذجي الذي قامت الشركة بتطويره وتوزيعه على موظفيها، وتجهيزها بالمسلتزمات الضرورية كافة من أثاث مكتبي وأجهزة مختبرات ومن ثم تم تسليمها إلى وزارة التربية والتعليم لتشغيلها وإدارتها، حيث يشتمل سكن الموظفين على ثلاث مدارس للبنين لمختلف المراحل (ابتدائي ومتوسط وثانوي) وثلاث مدارس للبنات لمختلف المراحل (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، إضافة إلى روضة أطفال.

مشروع تملك البيوت
خصصت الشركة قطعة أرض، تبلغ مساحتها 1,480 مليون متر مربع، وتمتاز بقربها من مصادر البنية التحتية، لكي يتم تمليكها للموظفين لإنشاء مساكن خاصة بهم، بحيث تصبح منطقة سكنية نموذجية، وتكون معلما متميزا في وسط محافظة الخفجي، وشاهدا على اهتمام الشركة بموظفيها وعائلاتهم، وبرهنت تجربة أرامكو لأعمال الخليج على نجاحها الكبير، لما ساهمت فيه من إنجازات على المستوى الصناعي والدعم الاجتماعي في فترة وجيزة.

الأكثر قراءة